عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تقرير: ما هى جماعة "بوكو حرام"؟

بوابة الوفد الإلكترونية

سلط عدد من المواقع الإخبارية والصحف العالمية الضوء على قضية الفتيات المختطفات فى نيجيريا من قبل جماعة "بوكو حرام" المسلحة، وسط توقعات بارتفاع قيمة الفدية المطلوب دفعها مقابل استعادتهن، وذلك فى ظل الجهود الدولية الرامية إلى اتخاذ تلك الخطوة.

فقد أوردت صحيفة "هافينجتون بوست" الأمريكية بعض التعليقات المنتشرة على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، والتى توحى بالرغبة الشديدة فى عودة هذه الفتيات، مثل هاشتاج بعنوان "أعيدوا بناتنا"، وآخر بعنوان "هذه الفتيات هن جزء منا ونتوق لرؤيتهن يعُدن للمدارس".
بدوره، ذكر موقع "ديلى بيست" الإخبارى الأمريكى، أنه فى ضوء السخط الدولى بشأن الطالبات المختطفات، بالإضافة إلى الضجة السياسية فى واشنطن بسبب تردد إدارة الرئيس باراك أوباما خلال السنوات الماضية فى إعلان هذه الجماعة (بوكو حرام) إرهابية، حيث تردد العديد من الأسئلة الجوهرية المتعلقة بهذه الأزمة ومن بينها: من هى جماعة بوكو حرام؟ وما هى الدوافع وراء اختطاف الفتيات؟ إضافة إلى السؤال حول ما الإجراءات اللازم اتخاذها بغية إطلاق سراحهن.
"بوكو حرام" هى من بين الجماعات المسلحة الأكثر ضراوة فى شمال أفريقيا، ومعقل لغلاة المتطرفين الإسلاميين فى العالم، حيث تحملت الجماعة مسئولية قتل أكثر من 4 آلاف شخص فى عام 2014، أسسها "محمد يوسف" فى عام 2002، وهو رجل دين يهدف إلى إقامة دولة إسلامية فى نيجيريا، وقتل فى عام 2009 بينما كانت تحتجزه الشرطة.
ويتولى زعامة الجماعة حاليًا أبو بكر شيكو، الذى يظهر على الساحة بشكل متقطع فى رسائل مسجلة على شرائط فيديو، ولد شيكو فى قرية "شيكو" النيجيرية، التى تقع على الحدود مع النيجر، ودرس فى كلية الدراسات القانونية والإسلامية فى نيجيريا.
يذكر عن "شيكو" مقولته المشهورة فى شريط فيديو أذيع فى عام 2012 على خلفية الهجوم على مدينة "كانو"، الذى خلف نحو 200 شخص بين قتيل وجريح، "أستمتع بقتل أى شخص يعادى الله، كما أستمتع بقتل الدجاج والكباش".
فى السياق ذاته، تفاخر زعيم الجماعة مؤخرًا فى شريط فيديو بقوله "أنا أقوم بخطف فتياتكم، وسوف أقوم ببيعهن فى السوق".
وتعارض "بوكو حرام" تعليم الفتيات، وتقوم بخطف الفتيات لاستخدامهن كطاهيات وإماء، وقتلت المئات من الأطفال الأبرياء، وتسعى الجماعة لتحل محل حكومة نيجيريا بإقامة دولة إسلامية صارمة، وتتمركز قاعدة الجماعة فى غابات "سامبيسا" فى شمال شرق نيجيريا، ويتراوح جيشها بين المئات وآلاف المقاتلين.
وأشارت مجلة "تايم" الأمريكية إلى أن هناك أشياء يجب معرفتها حول بوكو حرام، أولها أن الجماعة بدأت فى أفقر منطقة فى نيجيريا، وثانيها أنهم ازدادوا عنفًا وشراسة بعد مقتل مؤسس الجماعة بينما كانت تحتجزه الشرطة، وثالثها أن استخدام الخيار العسكرى لمواجهتهم يمكن أن يجعل الأمور أسوأ من ذى قبل، ورابعها أنهم يبدون أكثر شراسة وتطرفًا من تنظيم القاعدة.
ورأى الموقع الإخبارى "ديلى بيست" أنه لا توجد سوى إجابة واحدة "غير مرضية وكريهة للغاية" حول الإجراءات اللازم اتخاذها لإطلاق سراح تلك الفتيات، وهى التفاوض مع جماعة بوكو حرام وعرض دفع فدية كبيرة.
وأشار إلى أنه من الممكن ألا تكون الفدية هى هدف قائد الجماعة الرئيسى، ويتطلع شيكو إلى مكافأة الشباب الذين يقاتلون تحت لوائه بمنحهم زوجات من الرقيق، ولكن فى بداية الأسبوع الماضى كان شيكو حكيمًا بما فيه الكفاية لإدراك أن

الدعاية حول الفظائع التى ارتكبها منحته فرصة لكسب أموال كثيرة.
وأوضح الموقع أن هذه الاستراتيجية شائعة فى جميع الأراضى الممتدة على مستوى القارة الأفريقية وشبه الجزيرة العربية وجنوب آسيا، حيث تطالب جماعات مختلفة تزعم أنها تنتمى لتنظيم القاعدة بعشرات الملايين من الدولارات أو أكثر من خلال احتجاز وخطف الرهائن.
وأشار إلى صمت العناصر الأمريكية والبريطانية والفرنسية وغيرها التى أُرسلت إلى نيجيريا حيال ما الذى يفعلونه، وكيف يعتزمون القيام به، ولكن عقب أكثر من 3 أسابيع من عملية الاختطاف، يُفترض أن الفتيات المختطفات والمقدر عددهن بحوالى 223 طالبة، تم تقسيمهن إلى مجموعات صغيرة مبعثرة، وبذلك فإن أى عملية عسكرية لتحرير جزء منهن سيعرض الأخريات للخطر.
فى السياق ذاته، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة جياندومينيكو بيكو، فى تصريحات خص بها موقع ديلى بيست الإخبارى، والذى نجح فى تحرير مئات الرهائن خلال حياته المهنية فى الأمم المتحدة "إن هذا شىء لا يمكن حله بين الحكومات، وينبغى إيجاد شخص على دراية بأدق تفاصيل حياتهم الشخصية"، لذا اقترح بيكو أن تكون المحطة الأولى هى المخابرات السعودية التى جمعت ملفات مفصلة حول منظمات سنية متطرفة، وأضاف "أود أن أطالب السعودية بأن تُرينى ما الذى تعرفه عن هذا الأحمق، ليس سياسيًا بل شخصيًا، أين وُلد وما الذى نعرفه عنه عندما كان صبيًا صغيرًا، كل هذه المعلومات ذات صلة ستفيدنا".
وأشار الموقع إلى أنه عقب ساعات من حوار بيكو، أدان مفتى المملكة العربية السعودية اختطاف الفتيات فى نيجيريا، وأعلن الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين عن إدانته خطف الفتيات من قبل بوكو حرام وعرضهن للبيع أو تزويجهن بالإكراه، وطالب بالافراج عنهن، مضيفًا أنه يعدّ ذلك عملاً إجراميًا محرمًا وفسادًا فى الأرض، وأكد أن الإسلام بريء من فعل هؤلاء، داعيًا إلى إطلاق سراحهن فورًا.
ونقل الموقع عن منظمة العفو الدولية أن السلطات النيجيرية كانت على علم بمخطط بوكو حرام قبل عملية الاختطاف بأربع ساعات، ومع ذلك لم تفعل شيئًا.
كان وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى قد توجه شخصيًا إلى نيجيريا للمساعدة فى جهود الإنقاذ، وذلك عقب الانتقادات التى وُجهت إلى الحكومة النيجيرية لاستجابتها البطيئة.