رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جنوب السودان على شفير الانهيار مع اشتداد الحرب

بوابة الوفد الإلكترونية

مع اشتداد حدة الحرب الدائرة جنوب السودان، بعد تجديد  قوات المتمردين هجومها ووقوع هجمات انتقامية من قبل عدة ميليشيات، باتت البلاد على شفا الانهيار وسط مخاوف من تعرض أكثر من مليون شخص للمجاعة.

وبدلًا من أن ينشغل نائب الرئيس المقال وزعيم المتمردين حاليا رياك مشار، فى وضع استراتيجية عسكرية للسيطرة على حقول النفط المهمة فى جنوب السودان، يفضّل أن يقضى وقته فى قراءة كتاب التاريخ الاقتصادى والسياسى "لماذا تنهار الأمم".
يثير هذا التوجه سخرية البعض الذين قد يرون أن عليه بدلًا من قراءة ذلك الكتاب، أن ينظر فقط حول معسكره البدائى المقام فى الغابات والمكتظ بالجنود المتمردين والميليشيات العرقية المتحالفة معه والجنود الأطفال الذين يعكفون على الاستعداد لمهاجمة القوات الحكومية مع اشتداد الحرب الأهلية الوحشية المستمرة منذ أربعة أشهر والتى قتل فيها الآلاف حتى الآن.
وكان مشار صرح فى مقابلة أجرتها معه مؤخرا "فرانس برس" فى مخبئه، "لا أريد أن أخوض مزيدا من الحروب مرة أخرى"، مؤكدا أن الناس سئموا من القتال خلال الحرب الأهلية الطويلة فى السودان الذى كان فيها قائدا لإحدى المليشيات.
وتلك الحرب التى استمرت لأكثر من عقدين هى التى مهدت الطريق لاستقلال جنوب السودان عن الشمال.
ولكن وبعد اقل من ثلاث سنوات من استقلالها، اصبحت الدولة الاحدث استقلالا فى العالم على شفا الانهيار.
وتخشى الامم المتحدة من تعرض اكثر من مليون شخص للمجاعة، فيما يحذر محللون من ان الحرب تجر اليها دولا مجاورة.
وفر اكثر من مليون شخص من منازلهم مع تصاعد العنف بعد ان جددت قوات المتمردين هجومها، وشنت العديد من الميليشيات هجمات انتقامية.
ولم تحقق محادثات السلام التى تجرى فى فنادق اثيوبيا اى تقدم، فيما يحذر المحللون من ان اى حل سيتطلب تغيرات كبيرة تتعدى مجرد الوعود المكتوبة على الورق.
وقالت مجموعة الازمات الدولية فى تقرير نشر مؤخرا ان "دعم الحكومة فى جوبا وتعزيز شرعيتها بجرعة من الحوار السياسى وتقاسم السلطة لن ينهى الازمة".
وهاجم الخميس الماضى مئات المسلحين، قاعدة تابعة لقوات حفظ السلام الدولية فى بلدة بور وقتلوا 48 شخصا على الاقل من بينهم رجال ونساء واطفال من مجموعة عرقية منافسة قبل ان يتمكن عناصر حفظ السلام من صدهم.
ووصف مجلس الامن الدولى الهجوم بأنه يمكن ان يشكل "جريمة حرب".
وقالت مجموعة الازمات الدولية ان "قوة حفظ السلام التى هى اقل تسليحا من المتمردين لا يمكنها مواجهة الاف عناصر المليشيات والقوات المدججة بالسلاح".
وعند اندلاع القتال فى 15 كانون الاول (ديسمبر) كان لأسباب "سياسية" بشكل اساسى بين مشار والرئيس سلفا كير، الا ان المعارك تصاعدت منذ ذلك الوقت وانتشرت الى ولايات اخرى فى البلد الفقير الغنى بالنفط، وفقا للمجموعة.
وقالت المجموعة ان "الاستهداف العرقي، والتعبئة المجتمعية وتصاعد العنف ادت جميعها الى مستويات مريعة من الوحشية ضد المدنيين".
وارتكبت فظائع شمالا فى بلدة بنتيو الغنية بالنفط، التى اقر الجيش يوم الاربعاء الماضى انه خسرها وسيطرت عليها قوات المتمردين.
وذكرت وكالة المساعدات التابعة للامم المتحدة ان لديها تقارير عن عمليات قتل

محددة الهدف على اسس عرقية حيث تنتشر عشرات الجثث المتعفنة فى الشوارع.
وتعود جذور العنف الى خلافات تمتد عقودا بين قادة المتمردين الذين تحولوا الى سياسيين، والجروح التى لم تبرأ بعد من الحرب الاهلية الطويلة التى سبقت استقلال جوبا عن الخرطوم فى العام 2011.
ويدور القتال بين جنود موالين لكير ضد قوات المتمردين الذين انحازوا لمشار، ولكنه اخذ بعدا عرقيا بين قبيلة الدنكا التى ينتمى اليها كير وقوات الميليشيات من قبيلة نوير التى ينتمى اليها مشار.
وضاعت العديد من المكاسب الهشة التى تحققت بفضل مليارات الدولارات من مساعدات التنمية الدولية التى تدفقت على البلد الصغير بعد استقلاله.
وقالت مجموعة الازمات الدولية ان "الحرب تهدد بتمزيق البلاد بشكل اكبر، وتجر اليها دولا من المنطقة".
وارسلت اوغندا قوات وطائرات مقاتلة لدعم الحكومة، بينما اتهم وزير الاعلام مايكل ماكوى قوات من السودان بدعم مشار، رغم انه لم يتهم حكومة الخرطوم بالتدخل.
ويقول مشار الذى يتوقع ان يكون النزاع "اقليميا" انه "يبحث عن التمويل"، الا انه يرفض الاتهامات بانه يسعى الى الحصول على ذلك من دول مجاورة للسودان واصدقاء قدامى دعموه خلال الحرب التى امتدت من 1983 حتى 2005.
ويتهم مقاتلون متخاصمون من دارفور بالقتال مع طرفى النزاع فى جنوب السودان.
ويقول مدير اليونيسيف جوناثان فيتش، ان "الاسوأ لا يزال قادما"، محذرا من انه اذا لم يتم وقف الحرب فان "سوء التغذية عند الاطفال سيصل الى مستويات لم تحدث من قبل".
وهددت واشنطن، الداعم الرئيسى لاستقلال جنوب السودان، بفرض عقوبات، الا ان خبراء يرون ان العقوبات ستكون رمزية، ويخشون من ان لا تحقق نتائج ايجابية.
ويقول مادوت جوك مسؤول الحكومة البارز السابق الذى يرأس معهد سود الفكرى ان "العديد من الناس العاديين يعتقدون ان على العالم ان يتحدث ضد هذه الحرب"، الا انه يخشى ان لا تؤثر هذه العقوبات كثيرا على المتمردين المتمركزين فى الغابات النائية، بينما يمكن ان تدفع الحكومة "الى التصرف بشكل متهور لانه لن يعود لديها ما تخسره".