رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

محللون: العقوبات الغربية لن تركع روسيا

فلاديمير بوتين
فلاديمير بوتين

أفاد محللون أنه إذا كان البعض في الغرب يعتقد أن الاستنزاف المالي لروسيا قد يجبر فلاديمير بوتين على التراجع في الملف الأوكراني، فإن أملهم قد يخيب، لأن هرب الرساميل قد يلقي بثقله على الاقتصاد الروسي، إلا أنه لن يركع موسكو.

ومنذ بدأت الأزمة الأوكرانية وبورصة موسكو تتراجع، كما أن الروبل يتعرض لضغوط شديدة في الأسواق ما يجبر البنك المركزي على استخدام احتياطاته من العملات الأجنبية لدعم العملة الروسية.
فهناك رساميل أجنبية هائلة غادرت روسيا وصلت إلى 50,6 مليار دولار خلال الفصل الأول من السنة الحالية أي أكثر بمرتين مما حصل قبل عام، ما يزعزع الثقة ويعرقل فعليا الاستثمارات.

ورأى محللون في "كابيتال ايكونوميكس" أنه رغم هذا الوضع فإن "الاقتصاد الروسي ليس على طريق الانهيار كما ظن البعض".

وصلت شعبية فلاديمير بوتين إلى مستويات قياسية مع تحريك العامل القومي الروسي خلال الأزمة الأوكرانية، يعرف أن بلاده تحتوي على كميات هائلة من المحروقات التي تستفيد منها أوروبا بشكل أساسي، كما أن المصرف المركزي الروسي لديه نحو 500 مليار دولار من العملات الصعبة ما يجعله قادرا على الصمود لوقت طويل.

وزاد المصرف المركزي فى أبريل  أربعة أضعاف توقعاته بالنسبة إلى الرساميل التي يمكن أن تسحب من روسيا خلال العام 2014 ليجعلها 100 مليار دولار، إلا أنه "يملك ما يكفي من الاحتياطات للدفاع عن الروبل متى استدعى ذلك"، بحسب ما قالت ليليت جيفورغيان الاقتصادية في المكتب الاستشاري البريطاني "اي اتش اس غلوبال انسايت".

ويعتبر الاقتصادي الفرنسي "جاك سابير" المتخصص بالشؤون الروسية أن هرب "الرساميل "سيتوقف قبل أن يكون وصل إلى مرحلة حساسة" للاقتصاد الروسي.

وكما أن العديد من الدول الأوروبية لا تبدو عازمة على قطع الجسور مع روسيا التي تزود القارة القديمة بكميات كبيرة من الغاز والنفط.

والتقى المدير العام لشركة شل النفطية الإنكليزية الهولندية بن فإن بوردن الجمعة الرئيس الروسي في موسكو وبحث معه "الرؤية الطويلة الأمد" للمجموعة في روسيا.

قال مدير شركة سيمنز الألمانية الضخمة جو كايزر من موسكو في نهاية مارس إنه سيواصل الاستثمار في روسيا "مراهنا على التعاون الطويل الأمد".

وهذا النزف المالي يمكن أن تكون له تأثيرات مؤذية على المدى الطويل فيساهم في إبطاء النمو الاقتصادي المتباطئ أصلا، ويدفع باتجاه تراجع نجم بوتين في روسيا.

وتعتبر وكالة فيتش للتصنيف الائتماني أن

"الأزمة الأوكرانية تزيد من مخاطر تباطؤ طويل الأمد للاقتصاد الروسي الذي يواجه أصلا تراجعا في الاستثمارات وهروبا متواصلا للرساميل".

وتراجع إجمالي الناتج الداخلي الروسي بنسبة 0,5 بالمائة خلال الفصل الأول مقارنة بالفصل الأخير من العام 2013، ومن المتوقع أن تبلغ نسبة النمو خلال العام الحالي بين صفر بالمائة ونصف نقطة بالمائة، بحسب الحكومة.

وتقول كابيتال ايكونوميكس "نعتقد أن التأثير الكامل للأزمة الأوكرانية لم ينته بعد".

وأقر رئيس الحكومة الروسية ديمتري مدفيديف قبل أيام بأن الوضع الاقتصادي "يزداد تدهورا ومشاكلنا بشكل أو بآخر مرتبطة بمحاولات بعض القوى دفعنا في قلب أزمة اصطناعية".

وتصل شعبية "بوتين" اليوم إلى ثمانين بالمائة من الروس يؤيدون سياسته بحسب استطلاع للرأي أنجز في أواخر مارس.

ويرى  مصرف بيرنبرغ الألماني أن "التدخل في أوكرانيا يسجل على الأرجح بداية النهاية لبوتين"، مضيفًا أن "شعبيته يمكن أن ترتفع على المدى القصير إلا أنه مع تزايد المشاكل الاقتصادية وهرب الرساميل وعلى الأرجح اعتراض كبار رجال الأعمال على السياسات التي يمكن أن تزعزع أعمالهم، كل ذلك يمكن أن يضعف من قبضة بوتين على مقاليد السلطة في البلاد خلال عام أو اثنين".

وتضيف جيفورغيان "مع اقتصاد كان يسجل تراجعا حتى قبل الأزمة الأوكرانية فإن الشعبية الكبيرة التي يحظى بها بوتين اليوم قد تترنح".

إلا أنها تشير في الوقت نفسه إلى أن روسيا عرفت في السابق تباطؤ اقتصاديا و"كشف الناخبون الروس أن لديهم مستوى من التسامح مرتفعا، وبوتين يعرف أنه  مايزال أمامه متسع من الوقت قبل أن تطاول المشاكل الاقتصادية شعبيته".