رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خبراء: واشنطن لن تتدخل عسكريًا فى جنوب السودان

بوابة الوفد الإلكترونية

يؤكد خبراء ان الولايات المتحدة التى رعت استقلال جنوب السودان، تشدد ضغوطها الدبلوماسية على النظام فى جوبا وحركة التمرد، لاسباب انسانية وايضا استراتيجية.

لكن هؤلاء المحللين لا يتصورون ان الامريكيين سيقحمون الاف الجنود من القوات المقاتلة فى هذا البلد الذى اسهموا الى حد كبير فى ولادته، حتى وان ارسل اليه الرئيس باراك اوباما نحو مئة جندى فى مهمة لتوفير الامن واكد استعداده الاحد لاتخاذ المزيد من الاجراءات "ان دعت الضرورة".
وتحدث اوباما ثلاث مرات عن النزاع الذى يمزق منذ اسبوع هذه الدولة الحديثة العهد.
فبعد نحو سنتين ونصف السنة على اعلان استقلاله يجد جنوب السودان نفسه "على شفير الهاوية"، كما قال الرئيس الاميركى محذرا من ان الدعم الدبلوماسى والاقتصادى الذى تقدمه الولايات المتحدة ويعتبر اساسيا لهذا البلد سيتوقف فى حال قيام نائب الرئيس الجنوب سودانى السابق رياك مشار بانقلاب عسكري.
وقال وزير الخارجية الاميركى جون كيرى هاتفيا للرئيس سلفا كير ان اعمال العنف تنسف ما تم تصوره لدى الاستقلال فى التاسع من يوليو 2011.
ويدور نزاع مسلح منذ 15 ديسمبر بين القوات المتمردة بزعامة نائب الرئيس السابق رياك مشار والقوات الموالية للرئيس سلفا كير فى هذه الدولة الفتية التى نشأت بعد حرب اهلية طويلة ضد الخرطوم استمرت من 1983 الى 2005.
وكانت واشنطن تدعم بشكل كبير حركة التمرد الانفصالية الجنوبية بزعامة جون قرنق (قتل فى 2005 فى حادث مروحية) وكانت منذ ذلك الحين اكبر مزود بالمساعدات لجوبا فى اولى خطواتها كما ذكر ريتشارد دونى من مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية.
وقال هذا المحلل "ان الولايات المتحدة لا تريد ان يذهب كل العمل الصعب الذى انجزته ادراج الرياح"، واعتبر ان الاميركيين لديهم فى جنوب السودان "مصلحة طويلة الامد مدفوعة فعلا باسباب انسانية".
ولفت دونى الى "الالتزام الشخصى للرئيس جورج دبليو بوش (2001-2009) فى بداية ولايته، فى الجهود الدبلوماسية لوضع حد للحرب الاهلية بين الشمال والجنوب".
وبالفعل كانت واشنطن من مهندسى اتفاق السلام الموقع فى يناير 2005 فى نيفاشا (كينيا) الذى منح الجنوب ست سنوات من الحكم الذاتي، ثم ادى الى استفتاء حول الاستقلال فى يناير 2011.
وذكر خبير مركز الدراسات الدولية الاستراتيجية بانه "لضمان اجراء ذلك الاستفتاء ونيل جنوب السودان استقلاله، تدخلت الولايات المتحدة دبلوماسيا ووضعت الكثير من الموارد".
ومستشارة الامن القومى فى البيت الابيض

سوزان رايس المعنية منذ 20 سنة بالملف السودانى والتى توجهت الى جوبا لمناسبة الاستقلال فى يوليو2011، دعت فى عطلة نهاية الاسبوع فى رسالة مسجلة الى الشعب والقادة فى جنوب السودان الى انهاء المعارك. ويبدو ان رايس على غرار زميلتها سامنتا باور سفيرة الولايات المتحدة فى الامم المتحدة، تأثرتا بالحروب فى البوسنة ورواندا ودارفور وبردود الولايات المتحدة المنقوصة فى رأيهما ازاء تلك الحروب.
كذلك فان مصير جنوب السودان يثير ايضا القلق فى هوليوود خصوصا النجمان ميا فارو وجورج كلونى فيما يسمع الصدى نفسه لدى الشتات المسيحى الجنوب سودانى فى الولايات المتحدة عبر الكنائس والطلبة.
الا ان السفير الفرنسى السابق فى السودان ميشال ريمبو (1994-2009) "يشك فى ان تكون الديمقراطية وحقوق الانسان هى الموجه لمصالح الولايات المتحدة فى جنوب السودان".
واعتبر الدبلوماسى المتقاعد وهو اليوم خبير مستقل "ان الانفصال الذى لعبت واشنطن دورا هاما جدا لاجله، كان مدفوعا باعتبارات نفطية واستراتيجية، لتحطيم السودان اكبر بلد عربى فى افريقيا".
لكن دونى اعترض على هذه الادعاءات واكد ان الاميركيين "غير ضالعين فى الصناعة النفطية" فى جنوب السودان، خلافا للصينيين، و"مصلحتهم الاستراتيجية محدودة فيه".
يبقى ان الرئيس اوباما ارسل الى جوبا مبعوثه للسودان وجنوب السودان دونالد بوث كما ارسل 91 عسكريا لضمان امن الاميركيين الباقين فى المكان بعد اجلاء 380 اميركيا.
رغم ذلك لا يعتقد دونى ان هناك تدخلا عسكريا اميركيا على نطاق واسع.
وقال هذا الخبير "ستكون فعلا خطوة كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة المتحفظة جدا ازاء فكرة ارسال قوات الى الارض فى افريقيا".