رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إسرائيل قوية بضعف دول الجوار

الرئيس الأمريكي باراك
الرئيس الأمريكي باراك أوباما

أعربت إسرائيل عن مخاوف جدية من اتفاق أمريكا وإيران النووى، سبب ذلك شعورها أن الوضع الاستراتيجى لها سيتغير مع ابتعاد أمريكا عن التزاماتها القديمة معها وفقاً لرؤيتها الجديدة.

فإسرائيل رغم مرور أكثر من عامين من التوتر فى مصر والمنطقة العربية فإن موقعها الاستراتيجى الحالى لا يزال ممتازاً، ولكنها لا تضمن بقاء هذا الوضع، ووفقاً لـ «موقع ستارت فور» الاستخباراتى الذى أورد تقرير لجورج فريدمان، فمعاهدة السلام لا تزال فى مكانها، وسوريا التى تواجه حرباً أهلية قد ينشأ بها تهديد إرهابى ضد إسرائيل، ولكن ليس تهديداً استراتيجياً، وفى لبنان لا يبدو حزب الله يميل لشن حرب أخرى ضد إسرائيل، وحين نمى حزب الله قدراته الصاروخية، تبدو إسرائيل قادرة على احتواء التهديد الذى يشكله الحزب دون حلق خطر استراتيجى على المصالح الوطنية الإسرائيلية، والنظام الأردنى تتماشى معه إسرائيل، بصفة عامه منذ توقيع كامب ديفيد لا يزال الوضع الإسرائيلى فى مكانه، حدودها آمنة من الهجمات العسكرية التقليدية، ويتم تقسيم فلسطين فيما بين الفلسطينيين أنفسهم، والهجمات الصاروخية المتقطعة من غزه غير فعالة، والضفة الغربية لا يوجد بها انتقاضة.
وبهذا لا تواجه إسرائيل أية تهديدات وجودية إلا مع إيران، التى يمكنها تطوير قدراتها النووية، وأى ضربة نووية لإسرائيل ستكون كارثية، حتى وإن تم استبعاد حدوث ذلك، إلا أن إسرائيل تخشى تهديدات استراتيجية حقيقية، بعد أن أصبحت لا تعتمد الآن على أمريكا فى هذا الظرف، لأن أمريكا تحركت باتفاقها مع إيران بعيداً عن التزامها القديم مع تل أبيب.
وتسعى إسرائيل الآن إلى تأمين نفسها على الأقل خلال 10 سنوات قادمة، وهى فى سعيها لتأمين نفسها لأنه لا توجد لديها ضمانات ببقاء التكوين الاستراتيجى فى مكانه، فهى ترى أن مستقبل علاقاتها مع مصر غير مؤكد، رغم استبعادها ظهور حكومة مصرية معادية لها، إلا أن مصر التى منيت بكارثة فى 67، وأصبحت قوة قادرة فى 73 وكان لديها الراعى السوفيتى، يبدو أنها تستعيد الآن الراعى السوفيتى خلال السنوات العشر المقبلة، وسوريا ولبنان تبدو

كل منها مقسمة إلى أجزاء وما سيحدث لهما من تغيير غير واضح، ومن غير المؤكد بقاء المملكة الأردنية فى نفس موقفها الحالى.
والحقيقة أن إسرائيل الآن لم تعد تحتاج إلى أمريكا ولا معونتها، وذلك على خلاف ما كانت عليه عام 73، حيث كانت بحاجة إلى أمريكا وإلى التزامها، والخوف الحقيقى لدى إسرائيل هو تحرك أمريكا بعيداً عن التدخل المباشر، وتحولها إلى لاعب ماكر، وهو ما سيمثل تهديداً حقيقياً لها، فهى تحتاج الآن إلى التدخل المباشر من أمريكا أكثر من أى وقت مضى بدلاً من هذا التلاعب، والواقع يقول إن إسرائيل باتت تمثل بالنسبة لأمريكا أهمية استراتيجية أقل.
فى النهاية فإن إسرائيل هى قوة صغيرة وضعيفة، تم تضخيم قوتها من ضعف جيرانها، وهذا الضعف من الجيران ليس دائم، فتغير العلاقة الأمريكية فى نواح كثيرة منذ عام 1948، يشير إلى أن هذا التحول سيعود مرة أخرى، حيث تراجع الدعم العاطفى الأمريكى لإسرائيل، لكنه لم يجف تماماً، رغم ذلك ذلك خسرت إسرائيل فى شقين، الأول فقدت السيطرة على الاستراتيجية الإقليمية للولايات المتحدة الأمريكية، الشق الثانى فقدت السيطرة على العملية السياسية فى أمريكا، وبهذا فنتنياهو يرفض اتفاق أمريكا إيران النووى ليس بسبب خوفه من الأسلحة النووية، ولكن بسبب التحول الاستراتيجى لأمريكا، إلا أن رفضه هذا أصبح أقل تأثير أيضاً داخل أمريكا.