رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خلافات متواصلة بين الصين واليابان

لاعب كرة القدم الفرنسي
لاعب كرة القدم الفرنسي الجزائري زاهر بلونيس

يعيش شرق آسيا على وقع التوتر المتصاعد بين الصين التي تقوم باستعراض قوتها وطموحاتها البحرية، واليابان حيث يصعد "الصقور" اللهجة، ويرجح خبراء أن يستمر هذا الوضع لوقت طويل.

ويرى العديد من المحللين أن الفرص ضئيلة بأن يجد هذان البلدان الخصمان حلولا سلمية لخلافاتهما التاريخية ولا سيما في ظل النزعات القومية المتجذرة فيهما والتي تثير ردود فعل تزداد شدة لدى البلد الآخر.
ويتذرع كل من الطرفين بالتاريخ للتنديد بالطرف الآخر، فتذكر بكين باستمرار بالماضي العسكري والفاشي لليابان فيما تندد بكين بطغيان الصين سابقا.
وقال تاكيهيكو ياماموتو أستاذ الأمن الدولي في جامعة واسيدا في طوكيو إنه "لا مكان للتفاؤل في المستقبل القريب".
وتدهورت العلاقات الثنائية إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من سنة بسبب خلاف حول أرخبيل صغير غير مأهول في بحر الصين الشرقي هو أرخبيل سنكاكو التي تديره طوكيو وتطالب به بكين تحت تسمية دياويو.

والعاصمتان غير مستعدتين لتقديم اي تنازل بشأن هذه الجزر الواقعة على مسافة 200 كلم شمال شرق تايوان و400 كلم غرب جزيرة اوكيناوا (جنوب اليابان).
ويتعلق الامر بالشرف الوطني بقدر ما يتعلق بموقع الارخبيل الاستراتيجي وما يمكن ان يحويه قعره البحري من ثروات في مجال المحروقات.
وقال ياماموتو ملخصا الوضع "انها معركة من اجل الكرامة، وبالتالي لا ارى اي تسوية ممكنة".
وقامت طوكيو في سبتمبر 2012 بتأميم ثلاث من جزر سنكاكو الخمس الرئيسية، ما اثار غضب الصين التي عمدت منذ ذلك الحين الى ارسال دوريات لخفر سواحلها بانتظام الى المياه الاقليمية المتنازع عليها.
وفي نهاية اكتوبر وعلى اثر احدى هذه الدوريات الصينية، بدأ البلدان يتحدّثان لاول مرة بلغة "الحرب والسلم".
وحذر وزير الدفاع الياباني من أن عمليات "التوغل" هذه تشكل "منطقة غامضة" ما بين "زمن الحرب والوضع الطارئ"، فيما تحدثت وزارة الدفاع الصينية من جهتها عن "عمل حربي" في حال هاجمت طوكيو طائراتها الاستطلاعية في المنطقة.
وكان التوتر على اشده حين اعلنت بكين في 23 نوفمبر اقامة "منطقة دفاع جوي" فوق قسم كبير من بحر الصين الشرقي يشمل جزر سنكاكو.
وعمليا تطالب بكين بان تقوم اي طائرة اجنبية بالابلاغ عن خطة رحلتها والتعريف عن نفسها.
وردا على ذلك قررت طوكيو وسيول وواشنطن تجاهل منطقة الدفاع الجوي كليا وارسلت اليها طائرات عسكرية.
وبات هذا الخلاف الصيني الياباني يتخطى البلدين ليعم المنطقة برمتها، حيث تسعى طوكيو للحصول على دعم الدول الواقعة على بحر الصين الجنوبي والتي تتنازع مع بكين ايضا حول مناطق بحرية.
وأرغم هذا التصعيد الولايات المتحدة على السعي لنزع فتيل

الأزمة، كما وضعها في موقع صعب ما بين دول المنطقة؛ حيث لها مصالح وتحالفات وقد ارسلت واشنطن نائب الرئيس جو بايدن في جولة على طوكيو وبكين وسيول.
ويتسم المسعى الاميركي بحساسية كبيرة في وقت تعمل واشنطن على اعادة تركيز سياستها الخارجية في اسيا اذ يتحتم عليها اعطاء ضمانات سياسية وعسكرية متينة لليابان، حليفها الرئيسي في المنطقة، بدون اثارة استياء الصين التي ترتبط معها بمصالح سياسية واقتصادية ومالية كبرى.
ويزداد الوضع تعقيدا مع اتهام طوكيو لبكين بالسعي لتغيير الوضع الراهن في الارخبيل بالقوة، فيما تندد الصين بعودة "النزعة العسكرية اليابانية" على حد قولها في عهد رئيس الوزراء شينزو ابيه الذي يعد من الصقور.
وأصدر ابيه فور توليه منصبه في نهاية 2012 مؤشرات الى تصميمه على المضي في سياسته المتشددة مع زيادة الميزانية العسكرية لاول مرة منذ 11 عاما، وعزمه على تعديل الدستور السلمي الذي فرضه المحتل الاميركي عام 1947، والتهديد باستخدام القوة في حال حصول انزال صيني في الجزر المتنازع عليها.
غير أن توماوكي تواي من جامعة نيهون يرى ان ابي يستخدم "التهديد الصيني بذكاء" ويلوح به للدفع في اتجاه تدابير سياسية يصعب ان تحصل في الظروف الطبيعية على تاييد السكان المتمسكين بالسلام، ومنها زيادة النفقات العسكرية، واعتماد قانون جديد متشدد حول "اسرار الدولة" وأخيرا إنشاء مجلس للامن القومي من اربعة اعضاء بينهم رئيس الوزراء ووزيرا الدفاع والخارجية.
يبقى أن "منطقة الدفاع الجوي" سواء تم الالتزام بها ام لا، تشكل بنظر جين كانرونغ اختصاصي العلاقات الدولية في جامعة رنمين في بكين رسالة واضحة صادرة عن بكين مفادها ان "الصين باتت الان واثقة من نفسها".