رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"أردوغان" بائع السميط الذى أرسل بناته للتعليم فى أمريكا بسبب الحجاب!

أمينة أردوغان مع
أمينة أردوغان مع ميشيل أوباما

كما أثبت رجب طيب أردوغان فشله السياسى فى الداخل، وانطلقت مظاهرات الغضب ضده لتندد بسياسته وتطالب برحيله، إبان أزمة حديقة التقسيم والتى رفض الشعب خلالها تحويل الحديقة إلى مول تجارى، وكانت الحديقة القشة التى قصمت ظهر سياسته المتعنتة، وكما أثبت أيضا فشله السياسى الخارجى

بخصومته الكبرى مع مصر، وارتمائه فى أحضان الغرب أملا فى الحصول على صك الغفران والدخول فى عضوية الاتحاد الأوروبى على غرار عضوية تركيا فى حلف شمال الأطلنطى، وأيضا لنيل الرضا الأمريكى بدعمه القوى لجماعة الإخوان فى مصر، فقد كان أردوغان ايضا على المستوى العائلى أو الأسرى، «أباً فاشلاً»، وينطبق عليه المثل القائل «أرنى أولادك أقل لك من أنت»، وهو يصنف كرب أسرة فاشل ليس فقط لانه كان فقيرا جدا قبل توليه المناصب السياسية التى وصلت به إلى رئاسة الحكومة، ولكن لأنه فشل فى إحكام السيطرة على أولاده، الذين أجبروه بدعم من أمهم على الموافقة لتسفيرهم لأمريكا لاستكمال التعليم، خاصة بناته الأربع، اللاتى وقفت السيدة زوجته أمينة فى قوة وصلابة، من أجل الضغط عليه ليسمح لهن بالسفر لأمريكا للدراسة بعيدا عن أنظمة التعليم التى كانت ترفض الحجاب فى داخل الحرم الجامعى، وخيرته بناته بين خلع الحجاب والبقاء فى الجامعات التركية أو السفر بالحجاب لأمريكا، ففضل الأخيرة.
وأمينة أردوغان من أصل عربي ولدت في مدينة سعرد وتسمى بالتركية سيرت، بينما أردوغان من أصل جورجى، وكانت هى سنده المالى فهو من أسرة فقيره جدا، وهى على النقيض، فساندته في مختلف الصعوبات التي واجهته، بينما ألقى هو اعباء البيت والأولاد على عاتقها، والتفت إلى طموحاته السياسية وصفقاته السياسية المريبة، واتفاقاته مع أمريكا حتى يصل إلى مكانته الحالية، واضّطّرت أمينة أردوغان إلى ابتعاث بناتها الأربع للدراسة في الخارج في جامعات أمريكية، وعارض هو بشدة لكنها انتصرت عليه.
ولأنه نشأ في بيئة فقيرة، فكان يعمل بجانب دراسته وهو صغير، ويقول عن نفسه: «لم يكن أمامي غير بيع السميط والبطيخ في المرحلة الابتدائية والإعدادية، كي أستطيع معاونة والدي، وتوفير قسم من مصروفات تعليمي، لأن والدي كان فقيراً»، بدأ مسيرته السياسية ولم يتجاوز الثلاثين، واستغل ثقة أستاذه «نجم الدين أربكان»، ليمتطي ركب العمل السياسي سريعاً انطلاقاً من حزب «الخلاص الوطني» المعارض، ولكن سرعان ما توقف الحزب بعد إلغاء نشاط جميع الأحزاب السياسية بتركيا أثر انقلاب عسكري، وبعد 3 سنوات عادت الأحزاب مرة أخرى، وعاد أردوغان هو الآخر ولكن هذه المرة من خلال حزب «الرفاة»، ولمع نجم أردوغان داخل الحزب، فخاض انتخابات منصب عمدة مدينة «اسطنبول» عام 1994، وفاز به، لكنه كان يحرض فى خطبه على «الكراهية الدينية»، فسجن بسبب ترديده أبياتا من الشعر «مساجدنا ثكناتنا.. قبابنا خوذاتنا.. مآذننا حرابنا.. والمصلون جنودنا.. هذا الجيش المقدس يحرس ديننا»، للشاعر التركي الكبير «محمد عاكف»، وكلفته هذه الأبيات حريته، فسجن بتهمة «التحريض على الكراهية الدينية»، ورغم أنها تجربة قاسية خاضها في سنوات سياسته الأولى وهو السياسى الفقير ابن رجل

جورجى كان يعمل فى خفر السواحل، إلا أنه حاول تخطيها ليثير استغراب أهالي حي قاسم باشا الفقير جنوب أسطنبول الذين رأوه ينطلق بسرعة لتحقيق أهدافه، وساعدته نشأته الدينية في تشكيل سماته الشخصية المتزمتة غير المرنة بجانب تأثره بالزعيم الإسلامي التركي «نجم الدين أربكان».
وبعد خروجه من السجن دخل في مجموعة من التجارب السياسية تراوحت بين النجاح والفشل، كان أبرزها «حزب الفضيلة»، وبحلول العام 2001 انشق عن الحزب مع عدد من رفاقه ومنهم الرئيس التركي الحالي «عبدالله جول»، وقاموا جميعاً بتأسيس حزب جديد أطلقوا عليه «العدالة والتنمية»، ومن اسم الحزب استقي أهدافه لتكريس التشدد الإسلامى فى مواجهة العولمة التى كانت تسير إليها الدولة مع مجموعات الاصلاحيين، وبعد عام واحد علي تأسيس حزبهم الوليد استطاعوا أن يخوضوا غمار الانتخابات التشريعية، وكانت النتيجة فوزاً كاسحاً فحصل «العدالة والتنمية»، على 363 مقعداً، مشكلا بذلك أغلبية ساحقة مكنته من تشكيل الحكومة، ولكن لخلفية سجنه لم يتمكن «أردوغان» من ترأس الحكومة، حسب القانون التركي، وعهد بتلك المهمة إلي عبد الله جول (الرئيس التركي الحالي).
ولكن في مارس 2003 تمكن «أردوغان» من تولي رئاسة الحكومة بعد إسقاط الحكم عنه، ويعرف عهد «أردوغان» تشدده الدينى وإن حاول التمسح بالاعتدال، وهو ضد العلمانية. المسيطرة على الشارع السياسي، ووضعه رفضه العلمانية فى إشكالية معقدة، فبناته أجبرهن على ارتداء الحجاب، والمدارس التركية كانت تحظر وقتها ارتداء الحجاب، فكان أمامه خياران إما ابقاؤهن بالمنزل دون تعليم أو الخضوع لرغبة زوجته فى ان تكمل الفتيات تعليمهن بإرسالهن إلى أمريكا، حيث يعارض نظام التعليم فى أمريكا ارتداء الحجاب، وكانت هذه هى المفارقة لدى أردوغان والتى إصابته بمزيد الكراهية للليبرالية والعلمانية ورغم انه كان سجينا سياسيا لمعارضته الحكومة العلمانية عام 1998، إلا انه نسى السجن والظلم، وتعامل مع معارضيه بنفس القهر من المصادرة والاعتقال عندما أصبح مسئولا، وها هو يضع تركيا فى عزلة عربية وشبه عالمية بسبب سياسته ضد مصر ومن قبلها سوريا.