رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد 50 عاما على مقتله ما زال كينيدي يبهر أوروبا

بوابة الوفد الإلكترونية

بعد خمسين عاما على مقتله بهت نجم جون فيتزجيرالد كينيدي في الولايات المتحدة حيث يجري انتقاد حصيلة أداء الرئيس الراحل بصراحة، لكنه ما زال يلمع في سماء اوروبا.

فهذا الرجل الذي زار برلين في قلب قارة منقسمة الى معسكرين عدوين على خلفية الحرب الباردة ليعلن عبارته الشهيرة "اني برليني"، يجسد في الذاكرة شخصية زعيم يتمتع بالجاذبية والدينامية كانت تفتقر اليها اوروبا كثيرا في تلك الاونة.
ورنر اكيرت الالماني البالغ 81 عاما كان في برلين في ذلك اليوم الذي عبر فيه جون كينيدي امام الجدار الذي شيد قبل سنتين من ذلك للفصل بين شطري العاصمة الالمانية السابقة، عن تصميم "العالم الحر" على مواجهة سيطرة الاتحاد السوفياتي على شرق اوروبا.
وما زال يذكر "الرجل الاقوى في العالم الغربي الذي جاء خصيصا الى برلين ليعطينا الشجاعة وليبلغ الشرق (الاوروبي) بان الاميركيين لن يتخلوا عنا".
وكانت اوروبا التي انبهرت بسحر جاذبية كينيدي المتحدر من مهاجرين ايرلنديين وزوجته الجميلة الطالبة السابقة في جامعة السوربون في باريس، تقودها انذاك طبقة سياسية من نوع اخر مختلف تماما.
فاسبانيا والبرتغال كانتا ترزحان تحت حكم دكتاتوري فيما كانت اليونان لا تزال تحمل اثار حرب اهلية وايطاليا يحكمها ديمقراطيون مسيحيون ينضوون تحت راية حزب توسعي تنخره المافيا. والمانيا الغربية كانت تنهض بصعوبة من كابوس النازية والخراب الاقتصادي فيما كانت فرنسا تستسلم بمرارة لخسارة امبراطوريتها الاستعمارية. اما بريطانيا فبقيت تحت قبضة ارستقراطية على نمط قديم.
وروى الرجل السياسي الايطالي فالتر فلتروني عائدا بالذاكرة الى طفولته "اذكر تماما نضارة الجو الذي اشاعه ذلك الرئيس الشاب الجذاب على العالم"، مضيفا "تولد لدينا الشعور بان شتاء بعد الحرب اقترب من نهايته".
ولفت الصحافي والكاتب الفرنسي فيليب لابرو مؤلف كتاب "اطلقوا النار على الرئيس"، "ان جون كينيدي كان الرائد لما تبع ذلك. فجميع الرؤساء الاخرون لم يفعلوا سوى تقليد ما فعله كينيدي في تصرفاتهم واساليبهم الاعلامية".
واضاف "لقد فتح ثغرة في التفكير بانه كان يستحيل وضع رجل شاب على راس الدولة، لا يملك حكما الخبرة بل يكون مفعما بالطاقة والطموح".
وتابع "في السنوات التي تلت مقتله، اضحى اسمه صفة (تلصق باي شخص يسطع نجمعه) فان برز شخص مثلا في النورماندي يصبح كينيدي نورماندي".
وهكذا فان اسلوب كينيدي المسترخي مثالا يحتذى به حتى لدى الاجيال الحالية لرجالات السياسية الاوروبيين. فتوني بلير رئيس الوزراء العمالي البريطاني السابق ونيكولا ساركوزي الرئيس الفرنسي اليميني السابق استلهما منه صراحة.
ولفت فريدريك لوكونت-ديو احد كتاب سيرة عائلة كينيدي ومنظم معرض في باريس الى ان "نيكولا ساركوزي ظهر في صورته الرسمية في الاليزيه (في 2007) يرتدي بزة مماثلة لبزة مخططة ارتداها كينيدي من محل بروكس براذرس" النيويوركي الشهير.
واسرة انييلي مالكة شركة فيات العملاقة للسيارات ما زالت توصف ب"كينيدي الايطالية" لاسيما وان كبيرها جاني غالبا ما رافق جاكي على شاطىء امالفي (جنوب غرب ايطاليا) حتى انه سرت شائعة عن مغامرة معها.
وكانت جاكلين كينيدي عنصرا هاما في شعبية كينيدي في اوروبا وخصوصا في فرنسا حيث درست واتقنت اللغة الفرنسية. والرئيس الاميركي الراحل كان يقدم على انه "الرجل الذي يرافق جاكلين كينيدي في باريس".
وتسامح القارة العجوز ازاء التصرفات الخاصة للقادة ساعد ايضا على صون سمعة كينيدي الرجل الذي كانت مغامراته النسائية كثيرة. وقد خصصت صحيفة ايل جورنالي الايطالية مؤخرا مقالة مطولة عن علاقاته الجنسية. لكن بدلا من ادانتها كان هدف الصحيفة التي تملكها عائلة سيلفيو برلوسكوني الاضاءة على مغامرات رئيس الوزراء السابق.
وقال فيليب لابرو "لو كان مرشحا اليوم الى الانتخابات التمهيدية في الولايات المتحدة لكان امرا مذهلا لو ذهب بعيدا لان الصحافة كانت ستنقض عليه وتحقق بشأنه وتنشر كل شيء"، مشيرا ايضا الى العلاقة الغامضة لاسرة كينيدي مع المافيا الاميركية.