عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوباما وروحانى يتعرضان لضغوط من الصقور والمتشددين

بوابة الوفد الإلكترونية

العلاقات بين بلديهما بانعدام الثقة والقطيعة المستمرة منذ عقود، تجمع بين الرئيسين الاميركي باراك اوباما والايراني حسن روحاني تجمع مشكلة سياسية واحدة هي ضغط المتشددين لدى كل منهما.

ويضغط الصقور والمتشددون في واشنطن وطهران على الرئيسين اثناء سعيهما الى التوصل الى اتفاق تاريخي بشان برنامج ايران النووي.
ومع بدء المحادثات الدولية الجديدة بشان برنامج طهران النووي في جنيف، لا تتيح الشكوك المتبادلة العميقة بين البلدين للمفاوضين الاميركيين والايرانيين الكثير من الوقت ومجال المناورة السياسية.
وفي واشنطن، يرغب المحافظون الذين ينظرون الى الحملة الدبلوماسية الايرانية الجديدة من خلال نفس منظار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، من البيت الابيض ان يبتعد عن تقديم اي تنازلات للايرانيين، ويهددون بفرض عقوبات اكثر صرامة على طهران.
وفي طهران فإن رجال الدين والمحافظين السياسيين الذي اسكتهم انتخاب روحاني للرئاسة، يشجبون المحادثات مع اميركا التي يصفونها ب"الشيطان الاكبر".
تقول سوزان مالوني من معهد بروكينغز "من المحتمل جدا ان يعقد وجود اعتبارات سياسية على الجانبين الوضع".
وبالنسبة لاوباما، فان التوصل الى اتفاق يوقف برنامج ايران النووي بدون اللجوء الى استخدام القوة العسكرية سيحقق له ارثا مضيئا في تاريخ السياسة الخارجية لبلاده.
الا ان الصقور من الحزبين الديموقراطي والجمهوري الذين يشعرون بعداء مستحكم منذ عقود تجاه ايران الثورية، يشككون في امكانية التوصل الى اتفاق حقيقي.
ودفعت حملة جديدة في مجلس الشيوخ لفرض عقوبات على ايران تفوق في قسوتها العقوبات الحالية التي تشل الاقتصاد الايراني، البيت الابيض الى القيام بحملة حشد مكثفة خشية ان يتمكن المتشددون في طهران من نسف انفتاح روحاني الدبلوماسي الجديد.
الا ان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الديموقراطي روبرت مينينديز وزميله الجمهوري مارك كيرك يقولان ان ايران لم تات الى طاولة المفاوضات الا بسبب العقوبات، ويدعوان الى المزيد من هذه العقوبات.
ولكن اقناع مجلس الشيوخ بوقف اي اجراءات جديدة لفرض مزيد من العقوبات الخانقة على قطاع النفط الايراني هو شيء، واقناع الكونغرس المقسم وغير الفعال باتفاقيات اولية ونهائية يبرمها الفريق الاميركي في جنيف، هو شيء اخر.
ورغم ان اوباما لديه السلطة لالغاء بعض العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية، الا انه يحتاج الى مساعدة من اعضاء الكونغرس لالغاء جميع العقوبات وهو ما من شانه ان يحفز ايران على التوصل الى اتفاق.
ولكن نفوذه في الكونجرس اخذ يضعف وسط انتقادات حول تعامله مع الازمة السورية والمشاكل التي يعاني منها في ولايته الرئاسية الثانية.
ومن المرجح ان يكون شكل اي اتفاق نهائي امرا معقدا سياسيا.
ويتفق مينينديز مع مجموعة من اعضاء مجلس الشيوخ من الجانبين بقولهم انه يجب منع ايران من تخصيب اليورانيوم، اضافة الى منعهم من العديد من الامور الاخرى التي تنسجم مع الخطوط الحمراء التي حددتها اسرائيل.
ولكن بالنسبة لروبرت اينهورن المسؤول عن الحد من الانتشار النووي في ادارة اوباما السابقة يقول ان التوصل الى اتفاق "مثالي" امر غير ممكن.
وقال في كلمة في تل ابيب الشهر الماضي فسرت على انها تلميح الى طريقة تفكير الادارة الاميركية ان "المشكلة هي انه من غير المرجح مطلقا ان تذعن ايران لمطالب تعتبرها بمثابة استسلام".
واضاف ان "معظم المراقبين المتابعين لايران وديناميكياتها الداخلية يعتقدون انه مهما بلغ مستوى الضرر الذي تتسبب

به العقوبات، ومهما طال تواجدنا على طاولة المفاوضات، ومهما كانت جدية تهديدنا بالخيار العسكري، الا ان ايران لن توافق على الشروط القصوى التي تطالب بها الحكومة الاسرائيلية وبعض الاميركيين".
وفي حال صدقت توقعات اينهورن، فان على اوباما اقناع اعضاء الكونغرس المتشككين بان التوصل الى اتفاق ليس مثاليا ولكنه يجعل ايران غير قادرة على التوصل الى انتاج اسلحة نووية، يستحق منهم الدعم.
وانعكست محدودية قدرة روحاني على المناورة السياسية في تحركاته الدبلوماسية المتقبلة في الامم المتحدة في سبتمبر الماضي عندما تجنب عقد لقاء مع اوباما ولكنه تحدث معه هاتفيا.
وفسر العديد من المراقبين في ايران رغبة ايران في التوصل الى نتائج سريعة في المحادثات، على انه مؤشر الى ان روحاني ليس امامه الكثير من الوقت والمجال للمناورة السياسية بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في يونيو الماضي على اساس وعده بتخفيف العقوبات الاميركية.
واشاروا كذلك الى تصريحات المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي الاحد بان اجراء المحادثات لن يضر بايران.
الا ان خامنئي الذي يمتلك السلطة الكلية بشان البرنامج النووي، حذر كذلك بانه "ليس متفائلا".
تقول هالة اسفندياري مديرة برنامج الشرق الاوسط في مركز وودرو ويلسون الدولي للعملاء أن السبب الذي جعل المرشد الاعلى يطلق هذه التصريحات قبل يومين دعما لفريق التفاوض، وهو اسكات بعض المعارضين الذين يتحدثون عن حدوث خيانة".
وقالت امام منتدى مكتظ لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "حتى الان فان روحاني يحظى بدعم المرشد الاعلى. ولكننا لا ندري الى متى سيستمر هذا الدعم".
وفي السر فان المسؤولين الاميركيين راضون عن تشكيلة الفريق التفاوضي الايراني بقيادة وزير الخارجية محمد جواد ظريف المطلع على العملية السياسية على الطريقة الاميركية نظرا لدراسته القانون في جامعة دنفر وعمله سفيرا لبلاده في الامم المتحدة.
ولكن يُخشى ان يعتبر بعض الصقور في طهران اللهجة المتشددة في الكونجرس على انها استفزاز.
ويقول جيم والش المتخصص في الشؤون الايرانية في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا ان "النخبة في ايران المعارضين لتحسين العلاقات مع ايران، سيفسرون بكل تاكيد اي تحرك بفرض مزيد من العقوبات اثناء المفاوضات على انه عمل عدواني، وهذا امر مفهوم".