عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لبنان يبكى ضحايا السفينة الإندونيسية

بوابة الوفد الإلكترونية

قضى لبنان أمس ليلة مختلفة عن كل الليالى، فقد عم الحزن البلاد إثر عودة 18 من الناجين من كارثة غرق السفينة الإندونيسية التي كانت تحمل مواطنين لبنانيين يحاولون الهجرة إلى أستراليا ليحكوا مأساتهم، وكيف مات أهاليهم أمام أعينهم؟.

شعر اللبنانيون بالحزن منذ لحظة وقوع الكارثة في نهاية الشهر الماضي ولكن بالأمس عاش اللبنانيون على مختلف مناطقهم وطوائفهم يوما مؤلما بعد أن تحولت الكارثة من خبر تتناقله وسائل الإعلام تتحدث فيه عن أعداد الضحايا إلى واقع حي ومأساة إنسانية يرويها من عاشها والدموع تسبق كلماته.
مأساة حسين خضر من بلدة قبعيت بشمال لبنان كانت الأكبر فقد خسر 8 من أبنائه وزوجته، لتنتهي حياته وهو مازال حيا، وقال إنه لايريد العيش في هذا البلد كلما يتذكر ابنه وهو يلعب بدميته، ويتمنى الموت ولايريد أن يسمع هذا الجدل السياسي، قائلا" إنه قد يلجأ للعمل كقاطع طريق أو خاطف"، مؤكدا أنه سيكرر محاولة الهجرة ولكن بطريقة مختلفة عن تلك التي استخدمها والتي لاينصح أحدا بها.
أما أسعد علي اسعد الذي فقد زوجته وثلاثة من ابنائه فيروي مأساته قائلا"عائلتي سحبتها إلى الشاطىء ما عدا ابني الذي بقي في المياه وقد أبلغوني لاحقا انهم قد تمكنوا من انتشال جثته"، ويقول إنه غادر لبنان على أمل ألا يعود، فقد باع سيارته ومنزله والآن بات وحيدا لا زوجة ولا اولاد .
الكارثة كشفت جانبا من جوانب الحياة في لبنان يجهله العالم ولكن يعلمه اللبنانيون ويدركه ساستهم، وإن كانوا يتجاهلونه ، وهو أن هذا البلد الجميل الذي يوصف بأنه سويسرا الشرق ، تعاني أطرافه الجغرافية أشد أنواع الإهمال، وخاصة إقليم عكار في شمال لبنان ، والبقاع في شرقه ، وهو الإهمال الذي انفجر في شكل موجة هجرة من قبل أهالي منطقة عكار الجزء الأكبر منها غير شرعية، وانفجرت في شكل

عنف وزراعة مخدرات وتهريب في البقاع المهمش بدوره رغم أنه ظهير المقاومة.
غرابة هذا التهميش كما يرى مثفقون لبنانيون تنبع أنه بعد الحرب الأهلية باتت النخبتان السنية والشيعية ( أو مايسمى السنية السياسية والشيعية السياسية) هما اللتين تحكمان لبنان أو تسيطران على الجزء الأكبر من مقاليد الحكم بدلا من النخبة المارونية (التي تسمى المارونية السياسية) التي كانت تسيطر على البلاد قبل الحرب الأهلية .
ومع ذلك فإن النخبة السنية ممثلة في تيار المستقبل ، بزعامة رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري أهملت الشمال وخاصة منطقة عكار والتي تسمي في لبنان خزان السنة، في حين أنها ركزت على تنمية مدينة بيروت.
وكذلك الأمر بالنسبة لـ"الشيعية السياسية" ممثلة في حركة أمل وحزب الله فقد ركزت على إعمار وتنمية جنوب لبنان باعتباره جبهة المقاومة، بينما أهملت البقاع بشكل كبير رغم أنه ذو غالبية شيعية وهو ظهير المقاومة وقاعدتها الخلفية ، والنتيجة الوضع الحالي ، فجوة هائلة بين هذين المنطقتين وبين بقية مناطق لبنان.
هاتان النخبتان السياستان سارعتا لتبادل التهم حول المتسبب في الحالة المتردية للإقليمين، فقد اتهمت الكتلة النيابية لتيار المستقبل حزب الله وسلاحه بالمسئولية عن المأساة الإنسانية التي وقعت في أعالي البحار بين إندونيسيا وأستراليا.