الأمم المتحدة تبحث الاستفادة من الهجرة الدولية
تبحث الأمم المتحدة هذا الأسبوع تدابير زيادة الإستفادة من الهجرة الدولية من أجل التنمية والحد من تكاليفها الاقتصادية والاجتماعية و ذلك مع إجتماع مندوبين عن أكثر من 150 بلدا ، بما فيهم عشرات الوزراء والمئات من ممثلي المجتمع المدني ، في إطار حوار رفيع المستوى بشأن الهجرة الدولية والتنمية في الفترة 3-4 أكتوبر.
وارتفع عدد المهاجرين الدوليين من 175 مليون سنة 2000 إلى 232 مليون سنة 2013 ، وفقا للأرقام الصادرة الشهر الماضي عن شعبة السكان التابعة لإدارة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية و الاجتماعية . وقد واصل عدد المهاجرين الدوليين ارتفاعه رغم الأزمة الاقتصادية و المالية الأخيرة .
ويقترح تقرير صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة على الدول الأعضاء المشاركة في الحواررفيع المستوى دراسة ثمانية نقاط عمل من ضمنها حماية حقوق المهاجرين من خلال تنفيذ الاتفاقيات ذات الصلة، و خلق المزيد من الفرص للهجرة القانونية . ويشير التقرير إلى أن على الدول الأعضاء أن تتخذ إجراءات تعاونية للحد من تكاليف الهجرة ، مثل تخفيض تكاليف نقل التحويلات و الرسوم المدفوعة لأصحاب مكاتب التوظيف ، وخاصة من قبل العمال ذوي المهارات المتدنية .
ويدعو التقرير أيضا الدول الأعضاء لحماية و مساعدة المهاجرين الذين تتقطع بهم السبل أثناء الأزمات الإنسانية ، مثل الصراع في سوريا ؛ ولرفع الوعي العام بالمساهمات التي يقدمها المهاجرون لبلدان المقصد ؛ و للقضاء على إاستغلال المهاجرين ،و خاصة الإتجار بالبشر. و يدعو التقرير إلى الإدماج الكامل للهجرة في جدول أعمال التنمية للفترة مابعد 2015 ، و إلى إدخال تحسينات رئيسية في جمع البيانات المتعلقة بالهجرة . فالتقريريشير على سبيل المثال إلى أن أربعة من أصل 10 بلدا أفريقيا تفتقر إلى البيانات الأساسية بشأن الهجرة .
وقال يان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة "إن هذا الحوار رفيع المستوى على وشك اتخاذ تدابير ملموسة لجعل الهجرة حافزا للتنمية " معربا عن أمله في أن تقدم الدول الأعضاء الممارسات الجيدة و تطلق مبادرات ملموسة لمعالجة تحديات الهجرة على الصعيدين الثنائي والإقليمي والعالمي .
وأكد الياسون إن على الدول الأعضاء والأطراف ذات المصلحة أن تستعمل
ومن ناحيته قال وو هونغبو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية و الاجتماعية : " من منظور عالمي ، ينبغي الاعتراف بالهجرة كقوة إيجابية من أجل التنمية. فالمهاجرون يجلبون طاقة و أفكارا جديدة و يسهمون بشكل مباشر في النمو الاقتصادي .و يمكن للمهاجرين أيضا تخفيف الضغط الناجم عن ضعف التوظيف في بلدان المنشأ و دعم اقتصاداتها من خلال التحويلات المالية و نقل المعرفة والأفكار " .
وقال بيتر ساذرلاند الممثل الخاص للأمين العام للهجرة الدولية : "الهجرة استراتيجية قديمة للهروب من الفقر، والتخفيف من المخاطر، و بناء حياة أفضل" مضيفا " سوف أركز على سلسلة من المبادرات الملموسة ، بما فيها ضمان الاعتبار الكامل للهجرة على جدول أعمال التنمية لفترة ما بعد عام 2015 ، و الحد من تكاليف الهجرة ، وحظر احتجاز الأطفال المهاجرين".
و سيعمل الممثل الخاص أيضا لتوسيع الدعوة من أجل الإتفاقية بشأن العمل اللائق للعمال المنزليين، والتي تهم حقوق العمل و الحقوق الإجتماعية للملايين من العمال المنزليين المهاجرين في جميع أنحاء العالم .