و. بوست: روسيا تسعى لملء الفراغ في الشرق الأوسط
أوضحت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه منذ سقوط الإتحاد السوفيتي وإعلان الولايات المتحدة كقوة مهينمة في الشرق الأوسط، تحاول روسيا بشتى الطرق ملء الفراغ الذي خلفته القوات الأمريكية في العراق، حيث تسعى للإستفادة من إسقاط حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إثر ثورات الربيع العربي.
فنجاح الدبلوماسية الروسية في عدول أمريكا عن ضربها لسوريا، ساعد روسيا في استعادة دورها في الشرق الأوسط بحماية آخر حليف لها في المنطقة، فظهر الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" كقائد دولي حمى المنطقة من خطر حرب محققة ونال استحسان كل من الرئيس السوري "بشار الأسد" والرئيس الأمريكي "باراك اوباما".
على الجانب الآخر، تحاول روسيا الآن بناء تحالفات جديدة وعودة علاقاتها بدول المنطقة كمصر والعراق. فبالنسبة للعراق، قام رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" بزيارة العاصمة الروسية "موسكو" مرتين العام السابق في حين لم يقم بزيارة واحدة للعاصمة الأمريكية "واشنطن".
كذلك الأمر بالنسبة لمصر التي دعى توتر الوضع بها وتعارضه مع السياسيات الأمريكية إلى تقارب قادتها مع روسيا وتوسيع أشكال التعاون بينهم.
وتشير الصحيفة إلى أنه بالبرغم من تصريحات "اوباما" بعدم عودة تنافسه مع روسيا في المنطقة كما كان التنافس سابقاً في فترة الحرب الباردة، إلا أن المراقبين للوضع يتصورون أن هدف "بوتين" هو منافسة أمريكا على الهيمنة في الشرق الأوسط على حساب دول كالسعودية، مما سبب القلق لهده الدول خاصة بعد التقارب بين إيران- حليف روسيا- وأمريكا.
وترجع الصحيفة هذا التقارب بين روسيا وبين العديد من دول الشرق الأوسط إلى التصادم بين سياسات الخارجية الأمريكة وسياسات حكومات هذه الدول، إلا إنه من غير المتوقع أن تستغنى هذه الدول عن حليفتها الولايات المتحدة في مقابل التقارب مع روسيا حيث التقدم التكنولوجي والعسكري الأمريكي يفوق التقدم الروسي.