رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الغضب السودانى ينتقل إلى الجامعات

بوابة الوفد الإلكترونية

 حملة شعبية نارية شنها مالك عقار رئيس الجبهة الثورية السودانية أمس على نظام البشير، بالتوازى مع تراكم الآثار الدامية التى خلفتها الشرطة فى عمليات قمع المتظاهرين، والاعتقالات وتكميم أفواه الاعلاميين وعمليات مصادرة الصحف والتعتيم الإعلامى على الأحداث.

وقال عقار فى خطاب وجهه للشعب أمس إن السودان لن يعود للوراء بعد انتفاضة 23 سبتمبر، فبعد ما يقارب من ربع قرن من القهر والإذلال وجرائم الإبادة والحرب والفصل والتشريد وبيوت الأشباح والغش والخداع وتمزيق السودان ونسيجه الاجتماعى، وبعد أن استخدم النظام كل وسائل السيطرة ومحاولات تغييب الوعى نهض شعبنا من بين الرماد والركام والانقاض تتويجاً لنضال جماهيرى واسع ومعارك متصلة على جبهات القتال والعمل الجماهيرى ضد نظام المؤتمر الوطنى الذى احرق الزرع وجفف الضرع وقسم البلاد وأزهق أرواح العباد واستخدم الدين الإسلامى الحنيف لافتة عريضة لكل جرائمه، فقد غيرت الانتفاضة الحالية موازين القوى وأنهت إلى الأبد الحلول الجزئية ولم تبق من سبيل سوى اسقاط النظام.
وأكد أن قيادة الجبهة الثورية السودانية فى اجتماع دائم ومتصل منذ 23 سبتمبر الماضى وستعمل على تفعيل مشاركة الجبهة الثورية فى العمل السلمى الجماهيرى، تصعيد حملة التضامن الدولى مع الشعب السودانى، مراجعة الخطة العسكرية واستجابتها لكل ما من شأنه تعزيز الانتفاضة السلمية، وشدد على أن الشعب السودانى هو من طرح شعار اسقاط النظام ودفع فاتورته دماء زكية فلا تراجع ولا تردد ولا مساومة، فلن يتنازل الشعب عن اسقاط النظام وبناء مجتمع ديمقراطى جديد، وسيتم التصعيد إلى العصيان المدنى والاضراب السياسى مع كافة القوى السياسية.
وقد خرجت مساء الاثنين مظاهرات ليلية فى العاصمة الخرطوم، كما انتقلت المظاهرات أمس من الشارع السودانى فى العاصمة السودانية ومدن أخرى إلى الجامعات، حيث شهدت جامعة الأحفاد للبنات بالخرطوم مظاهرات حاشدة ضد النظام، فيما جددت الحكومة الاتهامات لجهات خارجية بدعم المظاهرات والاحتجاجات فى البلاد، مؤكدة ان لديها أدلة ضدهم تثبت ضلوعهم فى عمليات تخريبية ضد مؤسسات الدولة، وأعلن  كل من زعيم حزب المؤتمر الشعبى حسن الترابى والصادق المهدى زعيم حزب الأمة دعوتهما مناصريهما للانضمام إلى الاحتجاجات السلمية التى انتشرت فى اجزاء واسعة من السودان منذ نحو اسبوع، وذلك فى أول مناشدة صريحة منذ اندلاع التظاهرات، التى تجددت أمس الأول الاثنين بعد تراجعها فى اليوم الذى سبقه، وأعلن عن تنظيم جديد بمسمى «أسود برى» لاسقاط النظام.
وقال حزب الترابى فى بيان له إن التحالف المعارض اتخذ قرارا بالمضى على درب اسقاط النظام عبر ثورة شعبية بعد فشل كل دعاوى الاصلاح والتصحيح، واضاف البيان «وفى أزمة الجنوب

ودارفور والاقتصاد قدمنا مقترحات حلول إلا أنها جميعها لم تلق أذنًا صاغية. وقابلها النظام بالحرب والتضييق الأمنى وتزوير إرادة الأمة»، وجدد المؤتمر الشعبى رفضه زيادة أسعار المحروقات وكل سياسات السلطة فى إدارة البلاد وأعلن دعمه للثورة داعيا عضويته والاحزاب والشعب السودانى قاطبة إلى الاستمرار فيها مع ضرورة الالتزام بالسلمية وأدان أساليب العنف خاصة التى صدرت من أجهزة النظام فى قتل المتظاهرين، وشدد البيان على أن الطريق الأوحد والأنسب هو القبول بالوضع الانتقالى الكامل بمشاركة كل القوى الثورية بما فيها حاملة السلاح للخروج من الأزمة وإلا فإن على النظام الاستعداد لمواجهة مصير الطغاة والنظم المستبدة، وحمل حزب الترابى سياسات النظام الحالية المتمثلة فى الاستبداد والطغيان مسئولية الاضطراب السياسى التى أدت إلى انفصال الجنوب وقيام الحرب فى أوسع رقعة من البلاد مصحوبة بحملات انتهاكات واسعة فى الحريات الصحفية والسياسية والخاصة بالاضافة إلى الفساد وأكل المال العام وأدى كل ذلك طبقا للبيان إلى فشل اقتصادى ترتب عليه إجراء اقتصادية دفع المواطن فاتورة اخطاء الحكومة السياسية.
وكانت الاحتجاجات قد اندلعت فى السودان بعد قرار رفع الدعم بسبب أزمة مالية طاحنة يعانى منها السودان منذ انفصال جنوب السودان المنتج للنفط فى عام 2011، الأمر الذى حرم الخرطوم من 75%  من انتاج النفط الذى تعتمد عليه فى تحقيق ايرادات للدولة وتوفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد الغذاء، قد  ظل البشير فى السلطة قرابة 25 عاما رغم حركات التمرد التى تشهدها البلاد فى أكثر من مكان والعقوبات التجارية الأمريكية، والأزمة الاقتصادية، ومحاولة انقلاب وقعت العام الماضى، ومذكرتين بالقبض عليه من المحكمة الجنائية الدولية تتهمانه بتدبير جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية فى اقليم دارفور بغرب البلاد.