عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سلفا كير يذيب الجليد "بانحنائه" لعلم شمال السودان

سلفا كير
سلفا كير

سادت سحب التفاؤل سماء الخرطوم وجوبا ، بعد الزيارة الناجحة والإيجابية التي قام بها أمس الثلاثاء رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت للخرطوم ،

ولقاءاته بالرئيس السوداني عمر البشير وكبار المسئولين وقادة ورموز الأحزاب السياسية السودانية على مدى تسع ساعات متواصلة ، أفرزت شحنة من التفاؤل الكبير تبشر بمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين يسودها الأمن والمصالحة والمنافع المشتركة للخروج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها الشعب السوداني بشماله وجنوبه.
وجاءت "الانحناءة" المفاجئة والمؤثرة للرئيس سلفاكير أمام العلم السوداني لدى تفقده حرس الشرف بمطار الخرطوم بمثابة الإذابة لجبل الجليد الذي وقف حاجزا أمام مسيرة علاقة البلدين في الآونة الأخيرة ، ووصل إلى حد الاحتراب في بعض الأحيان.
ويبدو أن سلفاكير رمى إلى إيصال الكثير من المعاني ، التي يمكن أن تذيب جليد العلاقات بين الخرطوم وجوبا ، وهو ما شكل مدخلا عاطفيا ، ساهم بدرجة كبيرة في نجاح مباحثاته مع الجانب السوداني ، حول الكثير من الملفات العالقة والشائكة على رأسها انسياب نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية ، وترسيم الحدود ، واتهامات دعم المتمردين بكلا البلدين.
وظهرت النتائج عقب المباحثات المشتركة والمغلقة بين الرئيسين ، بإعلان الرئيس السوداني عمر البشير، استمرار تدفق نفط جنوب السودان عبر الأراضي والمرافق والمنشآت السودانية ، ليتم تصديره إلى الخارج مباشرة دون سقف زمني محدد، كما كان يتم في الأسابيع الماضية.
وتعهد البشير ـ في كلمته في ختام المباحثات ـ بالالتزام بجميع الاتفاقيات التي أبرمتها بلاده مع جوبا ، وأكد أن زيارة ميارديت للسودان ، وضعت علامة فارقة في العلاقات بين البلدين.
وأضاف أن ما تبقى من القضايا وهي قضية أبيي والحدود ، فهناك اتفاقا على أن نسير قدما حتى نزيل كل العوائق التي تعترض هذه

العلاقة ، كما طلب البشير من وزراء الخارجية بالبلدين رعاية التعاون بين الوزارات المعنية حتى لا يتم اللجوء للدعم الخارجي.
كما عبر البشير وميارديت ـ في البيان المشترك الصادر في ختام زيارة الثاني للخرطوم ـ عن الأمل في أن تمثل مخرجات الزيارة دفعة قوية ، للعلاقات بين البلدين ، وأعربا عن امتنانهما لدعم وتشجيع المجتمع الدولي والإقليمي لجهود تطبيع العلاقات بينهما.
وأشار البيان ، إلى أن الجانبين توصلا لتفاهمات ، تمهد الطريق لتنفيذ كافة بنود اتفاقيات التعاون الموقعة بين البلدين ، وتفعيل الآليات واللجان المشتركة المتفق عليها ، بما في ذلك اللجنة العليا المشتركة بين البلدين.
وأكد الجانبان ، على أهمية دعم وتسهيل مهمة الآليات الواردة بمقترح الوسيط الأفريقي ثابو أمبيكي ، بشأن تحديد المنطقة الآمنة منزوعة السلاح ، ووقف الدعم والإيواء للحركات المتمردة ، حتى تستكمل عملها في إطار خطتها في هذا الشأن.
كما اتفقا على المخاطبة المشتركة للمجتمع الدولي ، بدعم من الآلية الأفريقية رفيعة المستوى ، لإعفاء ديون السودان ودعم التنمية بالبلدين ، وتسهيل عمل فريق الخبراء الأفارقة ؛ لحل قضية المناطق المتنازع عليها ، والشروع في ترسيم الحدود المتفق عليها.