رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جارديان: من طهران للقاهرة..الثورة للشباب والسيطرة للإسلاميين

مؤيدو المرشح حسن
مؤيدو المرشح حسن روحانى

تحت عنوان "إيران ومصر.. الشباب قاموا بالثورات والإسلاميون يسيطرون عليها"، نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية مقالا للصحفية "لينا عطا الله" التى سافرت إلى طهران لمقارنة الحالة المزاجية للثورة في البلدين، واكتشفت أن التقدميين والاصلاحيين فى تقهقر.

ورصدت الكاتبة بعض الملاحظات عندما زارت جنوب طهران، وبالتحديد شارع  "لاليهزار" الذى كان يوما ما قبل الثورة فى عام 1979، مكتظا بالملاهى الليلية النابضة بالحياة مساء، بينما الآن المشهد مختلف تماما، حيث محلات السلع الكهربائية المتشابهة المليئة بسلسلة رتيبة من الأجهزة المنزلية، بينما يتجول المتسوقون بين المحل والآخر بحثا عن لافتات الاسعار الأقل.
والتقت الكاتبة بصحفى فى الخمسينيات من عمره اسمه "إبراهيم" بدأ حديثه بالحنين لأيام ما قبل الثورة، وخيبة الأمل مع حكم المحافظين عشية الانتخابات الرئاسية يوم الجمعة.
وقال الصحفى الإيرانى إن كل الاجهزة التي تراها في هذه المحلات جرت العادة أن تكون داخل الملاهي، ولكن الآن هى داخل المنازل، انه تغيير رمزى، الناس حاليا يشربون (الخمور) داخل منازلهم ويصلون فى الخارج من أجل الحصول على وظائف، بينما في الماضي، اعتاد الناس ان يصلوا في بيوتهم ويشربون في الكاباريهات".
وأضاف: "إذا كنت ترغب في تلخيص ما حدث هنا، فهو أن العام تحول إلى الخاص والمجتمع يعيش الداخل فى الخارج".
ومع استعداد الإيرانيين للتصويت فى الانتخابات الرئاسية لاختيار رئيس خلفا للرئيس الحالى "محمود أحمدي نجاد"، هناك أشباح من الماضي لا يمكن تجنبها. فقبل أربع سنوات، تحولت الانتخابات الرئاسية الى أكبر انتفاضة سياسية في ايران منذ الثورة الاسلامية قبل 30 عاما. والآن، بالنسبة لأولئك الذين كانوا يأملون ان تقود أعمال التمرد إلى مستقبل أفضل، اصبحت الخيارات محدودة أمامهم.
فعلى ورقة الاقتراع، هناك قائمة من ستة رجال، كلهم تم فحصهم والموافقة عليهم من قبل السلطات الدينية، واحد منهم  فقط  هو حسن روحاني، مهتم بالتغيير والانفتاح. وفي الشوارع، الحماسة الثورية التي سادت العاصمة لمدة أسبوعين في انتخابات عام 2009 غائبة هذه المرة، وفرص تكرارها ضعيفة جدا.
وتحكى الكاتبة أنها التقت شابة اسمها "إلهام" خريجة جامعية، وبينما كانتا تسيران في طريقهما لتناول العشاء مع عائلتها في منزلهم الذى يقع فى حى تقطنه الطبقة المتوسطة في شمال طهران، قالت "إلهام": "بعد بضعة أيام من احتجاجات 2009 حل بنا الاكتئاب.. أتذكر أننى  قلت لنفسي "أنا لا أريد أي شيء له علاقة بالسياسة"، وفي الوقت الحاضر، نحن نقول لأنفسنا ما هي القيمة والنتيجة من التصويت في الانتخابات". وكانت والدتها وشقيقها للتو قادمين من اجتماع حاشد للمرشح الرئاسى "روحاني". والأم، هى يسارية في منتصف الخمسينيات من العمر، ومازالت نشطة، ولكنها تشعر بخيبة الأمل السياسية. فقد تعرضت للسجن ثلاث سنوات بعد مشاركتها فى الثورة عام 1979، وعندما خرجت، فشلت في إيجاد أي وظيفة حكومية. اما شقيق "إلهام" فهو سجين سياسي، طلب اللجوء السياسى في الخارج.

وقالت" إلهام" ان والدتها لم تتحدث عن تجربتها في السجن، لكن والدها يقول انها كانت

تشعر بالصدمة، ولكن فى 2009 عادت اليها الروح مرة اخرى وكنت اشعر بأنها سعيدة، بشاركتها فى الانتفاضة الشعبية عام 2009.

 من طهران إلى القاهرة

وأشارت الكاتبة الى ان الوضع فى مصر حاليا وبعد مرور ما يقرب من 3 اعوام على الثورة، يشبه الى حد بعيد الوضع فى ايران بعد ثورة 1979، ويتكرر نفس السيناريو الإيراني فى مصر، حيث استحوذ الاسلاميون على الثورة فى ايران، هو ما حدث فى مصر تماما، وبينما تم تهميش الاصلاحيين فى ايران، تم تهميشهم فى مصر ايضا.
وتقول "فاطمة صادقي"، أستاذ العلوم السياسية التي كانت تدرس في جامعة آزاد الإسلامية في كرج قرب طهران اثناء الثورة: "أنا دافعت عن الثورة عام 1979 في وقت كان الجميع ينتقدونها لأنه في البداية كان الوضع مثل مصر، وكانت هناك لحظة حقيقية من السياسة والمثالية عندما شعر الجميع بأن الثورة الإيرانية جاءت لإقامة العدالة الاجتماعية".
وفي شقتها الحديثة في إحدى ضواحي طهران، تحدثت "صادقي" التى تم منع بعض مؤلفاتها التقدمية مع الكاتبة عن أوجه التشابه من الثورتين الايرانية والمصرية. وقالت "عندما قامت الثورة فى ايران، كنا متحمسين لكننا كنا نتساءل منذ البداية حول الخطوة التالية، وها هو الحال فى مصر وإيران: "الشباب يقومون بالثورات والإسلاميون يسيطرون عليها في مصر وايران".
                   
الانتخابات

وفي الوقت الراهن، يتساءل الإيرانيون مثل "صادقي" حول أهمية التصويت فى الانتخابات وما إذا كان صندوق الاقتراع يمكن أن يجلب التغيير للأفضل".
وتقول الكاتبة ان "فيروزة"،  وهى مخرجة شابة من جنوب إيران، انتجت فيلما وثائقيا، ولكن نظرا لأنه يتناول قضية المحرمات والبغاء في طهران، تم نصحها  بالانتظار، ربما تأتى حكومة إصلاحية.
وخلصت الكاتبة، من خلال حديثها مع نوعيات مختلفة من الشعب الايرانى الى ان هناك حالة من اليأس والاحباط فى حدوث تحول نحو الاصلاح فى ايران ومع ذلك هناك من لايزال يتمسك بالأمل ويسعى للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية، وهناك دعوات بعدم الاستسلام مهما كانت سطوة المحافظين.