رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجلة تركية: المسلمون المصريون لم يتخلّوا عن الدولة العثمانية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تناولت مجلة "القارات السبع"، وهي شهرية تُعنى بالمواضيع التاريخية والثقافية، في مقال تحليلي نشرته، في عدد يونيو، تحت عنوان "المسلمون المصريون لم يتخلوا عنا أبدًا" الأنشطة الإغاثية، التي أنجزتها جمعية الهلال الأحمر المصرية من أجل مساعدة الدولة العثمانية إبان حروبها في البلقان.

وروى المقال كيف هب المسلمون المصريون لمساعدة إخوانهم المهاجرين إلى الأناضول بعد حرب البلقان، التي بدأت في أكتوبر 1912 على ثلاث جبهات، وكان الجيش العثماني يعاني من نقص حاد في الإمكانيات، مؤكدًا على أهمية الدعم المادي واللوجيستي المقدم من جمعية الهلال الأحمر المصري.
وحسب المقال فإن جمعيات خيرية من الهند ومصر وبعض البلدان الأوروبية، تتقدمها جمعية الهلال الأحمر العثماني استنفرت من أجل مساعدة الدولة العثمانية، التي استخدمت إمكانياتها المتوافرة في نقل وتموين وإيواء المسلمين المهاجرين إلى اسطنبول والأناضول بعد تعرضهم للقمع عقب الهزائم، التي مني بها الجيش العثماني على مختلف الجبهات.
مساعدات جمعية الهلال الأحمر المصرى
بدأت في مصر حملة جمع تبرعات لإرسالها من مصر إلى اسطنبول، مع اشتداد الحرب واتخاذها منحى في غير صالح الدولة العثمانية. وكان خديو مصر وأعيان البلد قدوة في الحملة، فقدموا تبرعات مادية كبيرة، فيما لعبت جمعية الهلال الأحمر المصري، برئاسة "محمد علي باشا" خدمات في غاية الأهمية، فقد جمعت ألفي ليرة عثمانية أرسلتها مطلع ديسمبر 1912 لتوزع على المسلمين المهاجرين والجنود المصابين في سلانيك. وكان لغير المسلمين دور في المعونات حيث أرسل "لويس أنوه فانوس" مائة جنيه إنجليزي مع معونات الهلال الأحمر المصري، التي استمرت طوال الحرب. وأرسل والي مصر "محمد علي باشا" مبلغًا ضخمًا بلغ 102 ألف جنيه إنجليزي.
وافتُتحت في اسطنبول مشافٍ جديدة بعد وقوف المؤسسات الصحية العثمانية عاجزة أمام تدفق المرضى والمصابين من البلقان، قُدمت فيها الخدمات الطبية بمساهمة من كوادر أرسلتها جمعيتا الهلال الأحمر

المصري والهندي ومنظمة الصليب الأحمر في رومانيا وبريطانيا وألمانيا وعدد من البلدان الأخرى. وعملت الكوادر الطبية القادمة من مصر إلى اسطنبول في مستشفيات المدينة بدءًا من نوفمبر 1912. كما أرسلت الجمعية إلى النازحين في البلقان ملابس وبطانيات، وإلى سلانيك سفينة محملة بالمواد الغذائية بسبب معاناة المسلمين هناك من نقص الأغذية.
وطلبت الدولة العثمانية سفنًا، على شكل مساعدة أو بالإيجار، من مصر ورومانيا والنمسا وروسيا وإيطاليا وبلجيكا وبريطانيا من أجل نقل النازحين من البلقان إلى الأناضول. وقدمت جمعية الهلال الأحمر المصري خدمة كبيرة بتخصيصها ثلاث سفن، هي البحر الأحمر وبحر الآمال وعُمان، لنقل المصابين، حيث تحولت سفينة البحر الأحمر إلى مستشفى بسعة 100 سرير، تحت إشراف خمسة أطباء، وصيدلي و24 ممرضًا.
وقوبلت جهود جمعية الهلال الأحمر المصري في مساعدة الأتراك في حرب البلقان بالتقدير من جانب المثقفين الأتراك آنذاك. واعتبر "بسيم عمر بيك"، أحد مؤسسي جمعية الهلال الأحمر العثماني، الهلال الأحمر المصري توأمًا لنظيره العثماني، موضحًا أن الفرق الطبية، التي أرسلتها جمعية الهلال الأحمر المصري، قامت بمهامها في مستشفيات ثابتة وميدانية في أقضية اسطنبول، وقدمت خدمات جليلة في إنقاذ الجنود المصابين والمرضى والأهالي بعد سقوط مدينة أدرنة.