رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كيف يؤثر خلاف بايدن وزيلنسكي على الحرب الروسية الأوكرانية

بايدن وزيلينسكي
بايدن وزيلينسكي

يبدو أن هناك خلافات متصاعدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا فيما يتعلق بالصراع الروسي الأوكراني، ويزعم مسؤولون كبار في إدارة بايدن أن هناك تعاونا وثيقا بين واشنطن وكييف، وبالرغم من ذلك، ومع ظهور تلك الصدوع، يصعب تصديق الجبهة الوحدة بين البلدين، فضلا عن  أن لقاء في واشنطن وآخر بكييف كانا كافيين ليصعد إلى السطح وجود خلاف بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ونظيره الأوكراني فلوديمير زيلنسكي، ما سيؤثر على الحرب الجارية هناك منذ أكثر من سنة.

 

الأمم المتحدة تتعهد بالحفاظ على اتفاق تصدير الحبوب

عقب بدء العملية الروسية في أوكرانيا، استنجد زيلنسكي ببايدن، وأجريا محادثات عبر الهاتف، حينها لم يكن الرجلان يعرفان بعضهما، ولم تسنح للرجلين أي فرصة للقاء، وكان الرئيس الأمريكي متفاجئا لاكتشاف -كما الحال مع باقي العالم- أن زيلينسكي أكثر من مجرد ممثل كوميدي، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

 

وبعد قدوم زيلنسيك إلى واشنطن ديسمبر الماضي، وردّ الزيارة من قبل الذي وصل كييف في فبراير/شباط الماضي، كان الاثنان قد أصبحا متقاربين بما يكفي لتحية بعضهما البعض وكأنهما أصدقاء قدامى.

ولم يكن الأمر وديا جدا دائما؛ حيث خاض الزعيمان رحلة استثنائية معا منذ عام، مبرمين شراكة بالغة الأهمية لمستقبل النظام الدولي لكنها في بعض الأحيان كانت مشحونة بالخلافات، بحسب مسؤولين طلبوا عدم كشف هويتهم.

 

وتمكن بايدن حتى فبراير من تأمين مساعدات عسكرية وغيرها بقيمة 113 ميار دولار إلى أوكرانيا، لكن في مكالماتهما الهاتفية لم تكن كافية قط لزيلينسكي، الذي ضغط من أجل المزيد وبسرعة. واستغرق الأمر شهورا لتنمية تفاهم أفضل لبعضهما البعض.

وفي حين يشارك بايدن هدف زيلينسكي بإخراج روسيا، يقلق حيال استفزاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ودفعه نحو تصعيد الحرب خارج حدود أوكرانيا أو إلى صراع نووي.

 

وكانت روسيا تهاجم مدينة باخموت منذ تسعة أشهر. وفي الأسابيع الأخيرة، تحولت إلى مركز للصراع، وتكبدت أوكرانيا عدة خسائر هناك.

وردا على ذلك، أكد مسؤولون في إدارة بايدن أن أوكرانيا تستثمر الكثير من الرجال والأسلحة لدرجة ستعيق قدرتها على شن هجوم مضاد كبير في الربيع.

 

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: "بالتأكيد لا أريد الحط من مقدار العمل الهائل الذي يبذله الجنود والقادة الأوكرانيون في الدفاع عن باخموت، لكنني أعتقد أنها ذات قيمة رمزية أكثر من كونها قيمة استراتيجية وعملياتية".

 ومع ذلك، رفضت أوكرانيا الادعاءات الأمريكية. وفي الواقع، أكد زيلينسكي أن هذه الحرب لن تنتهي

حتى عودة أوكرانيا بأكملها، بما في ذلك شبه جزيرة القرم، إلى سيطرتها.

 

وكانت هناك أيضًا نقطة خلافية بين أوكرانيا والولايات المتحدة تتعلق بتسليم الأسلحة؛ ولطالما ضغط زيلينسكي على بايدن لمواصلة إرسال الأسلحة إلى كييف. في حين حاولت إدارة بايدن إقناعه بأن الأسلحة لن تحل هذا الصراع سلميا، ولذلك، يبدو من المرجح أنه في القريب جدا ستوقف الولايات المتحدة تقديم أي مساعدة لأوكرانيا التي لا تلتفت لنصائحها.

 

قبل الانتخابات النصفية الأمريكية في نوفمبر 2022، حذر زعيم الحزب الجمهوري بمجلس النواب، آنئذ، ورئيسه حاليا، كيفن مكارثي من أن الجمهوريين لن يكتبوا "شيكا على بياض" لأوكرانيا حال فوزهم بالأغلبية في المجلس، لافتا إلى شكوك حزبه المتنامية بشأن الدعم المالي لكييف.

 

وأثارت كلمات مكارثي حينها التساؤلات بشأن استمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا في ظل التساؤلات التي طرحها عدد متزايد من الجمهوريين، لاسيما أولئك المؤيدين لنهج الرئيس السابق دونالد ترامب: "أمريكا أولا"، بشأن الحاجة لإنفاق فيدرالي بالخارج في وقت تشهد فيه البلاد تضخما مرتفعا، بحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

 

ومنذ بداية العملية الروسية في أوكرانيا، وافق الكونجرس على عشرات المليارات من المساعدات الأمنية والإنسانية الطارئة إلى أوكرانيا، في حين أرسلت إدارة بايدن أسلحة ومعدات من المخزونات العسكرية بالمليارات.

 

وبحسب الاستطلاع الذي أجرته "أسوشيتد برسإن أو آر سي"، يدعم 48% من الأمريكيين إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا؛ وهو تراجع كبير عن مايو عام 2022، عندما دعم 60% إرسال الأسلحة إلى ذلك البلد، وقال 29% في الاستطلاع الجديد إنهم معارضون لإرسال الأسلحة، في حين قال 22% إنهم لا يدعمون الأمر أو يعارضونه.