رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الصليب الاحمر الدولى يناشد المانحين توفير 65مليون دولار

بوابة الوفد الإلكترونية

جنيف (اللجنة الدولية للصليب الأحمر)-  مضى أكثر من عامين على اندلاع الأزمة وتحوّل النزاع في سورية وتداعياته في البلدان المجاورة إلى كارثة إنسانية كبرى. وبينما لا يلوح حلّ سياسي في الأفق..

وتزداد باضطراد الهوة بين احتياجات السوريين والاستجابة الإنسانية على الأرض، يتعين على اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تزيد إلى حد كبير من مساعداتها للسكان المدنيين الذين يعيشون معاناة شديدة بسبب  العنف القائم.
 
وتوجه اللجنة الدولية نداء إلى المانحين لجمع مبلغ إضافي قدره 62،3 مليون فرنك سويسري (ما يعادل حوالي 65،2 مليون دولار أمريكي ، أو 50،5 مليون يورو) من أجل تعزيز استجابتها حتى نهاية العام تلبية لاحتياجات الفئات الأكثر ضعفاً الذين يعانون من آثار النزاع المسلح داخل سورية وفي البلدان المجاورة. وسوف يصل بذلك مجموع الميزانية المخصصة لسورية لعام 2013 إلى 101،3 مليون فرنك سويسري (قرابة 82 مليون يورو) لتصبح العملية الإنسانية التي تضطلع بها المنظمة في هذا البلد أكبر عملياتها في العالم من حيث الميزانية المخصصة لها. 
 
وقال "روبير مارديني" مدير عمليات اللجنة الدولية للشرق الأدنى والشرق الأوسط أثناء المؤتمر الصحفي المنعقد في جنيف: "تلقى حتى الآن ملايين المدنيين في سورية وفي الخارج المساعدة. وتمكّنا خلال الأشهر الماضية من زيادة وصولنا إلى بعض المناطق الأكثر تضرراً في البلاد. غير أن الاستجابة الإنسانية العامة للاحتياجات المتزايدة لملايين السوريين لا تزال غير كافية بسبب القيود الأمنية إضافةً إلى الإجراءات البيروقراطية  المعقّدة والسيطرة العسكرية المفرطة التي تقوّضها. وتبقى خطتنا لتعزيز استجابتنا متواضعة مقارنة بالاحتياجات، ولكنها طموحة إذا ما نظرنا إلى الواقع الذي نواجهه في الميدان".
  وأضاف "مارديني" قائلاً : " لا يزال يكافح الكثيرون من أجل البقاء على قيد الحياة ليوم آخر ، خاصة بسبب تصاعد حدة القتال وشدة ضعف الحالة الاقتصادية . وبالرغم من نداءاتنا المتكررة إلى أطراف النزاع لإحترام قواعد الحرب الأساسية، لا يُظهر الواقع الميداني أي تحسّن.  وما زال مئات المدنيين يلقون مصرعهم كل يوم أو يصابون بجروح فيما يبقى الآلاف في عداد المحتجزين أو المفقودين، وتتواصل الهجمات على المرافق والطواقم الطبية. وهناك عائلات بكاملها تتنقل باستمرار من مكان إلى آخر  بحثاً عن ملجأ أكثر أماناً. وقد نزح حتى الآن أكثر من 4 ملايين شخص إلى داخل البلاد، واضطر 1،2 مليون شخص آخر إلى عبور الحدود توجهاً نحو البلدان المجاورة، وتستمر ظاهرة اللجوء هذه. أما الذين ظلوا في بعض المدن أو القرى، فلم يعد لديهم شيئاً تقريباً وهم يعيشون في ظل خوف وقلق دائمين".
 
وفقد حوالي ربع مجموع العاملين السوريين وظائفهم منذ بدء النزاع. ويشهد الإنتاج الزراعي تراجعاً مستمراً إذ يتعذر على الآف المزارعين الوصول بشكل آمن إلى أراضيهم او الحصول على المستلزمات الزراعية اللازمة، ويستشري التضخّم. وتشير دراسة استقصائية للسوق أجرتها اللجنة الدولية مؤخراً إلى أن أسعار سلة موحدة من المواد الغذائية ارتفعت بأكثر من 50% منذ شهر آذار/مارس 2011. وفي المناطق المحاصَرة ومناطق النزاع بشكل خاص ، أدى ارتفاع الطلب مقابل انخفاض المواد المعروضة إلى زيادة أسعار المستلزمات الأساسية مثل الخبز بنسبة قد تصل إلى 1000 بالمائة.  وارتفعت بشكل عام أسعار الغذاء والوقود والأدوية، الأمر الذي أضعف إلى حد كبير القدرة الشرائية للمواطن العادي وترك  شريحة متنامية من السكان تعاني من انعدام الأمن على الصعيد الاقتصادي.
  وأوضح  "مارديني" قائلاً في هذا الصدد : " ملايين الناس يعيشون اليوم في حالة من اليأس. وتتمثل أولوياتنا في تحسين الظروف المعيشية وإعادة تشغيل الخدمات العامة الأساسية مثل الإمداد بمياه الشرب وجمع القمامة والتخلص منها. وسوف نقدم، بالتعاون مع متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري، الطرود الغذائية الشهرية إلى 450000 شخص غالبيتهم من النازحين، والمستلزمات المنزلية الأساسية إلى ما يصل إلى 112500 شخص. وسوف نتأكد، إضافة إلى ذلك، من

استمرار توفر مياه الشرب إلى أكثر من 12،5 مليون شخص في مختلف أنحاء البلاد. كما سنزيد من الدعم المقدم إلى البنى التحتية الصحية ونسعى ، من خلال التدريب ، إلى تعزيز مهارات العاملين الصحيين الذين يعالجون جرحى الحرب".
  وأضاف المسؤول في اللجنة الدولية : "رأينا، خلال الأشهر القليلة الماضية، أن الحوار الذي أقمناه مع كل من السلطات والمعارضة قد حقق النتائج المرجوّة. فاستطعنا، مع الهلال الأحمر العربي السوري، من الوصول إلى مناطق تضررت كثيراً من النزاع مثل إدلب، وحلب، وحمص، وحماة، ودير الزور، وريف دمشق حيث تمكّن العاملون لدينا من البقاء أحياناً حتى أسبوع كامل هناك . ويبقى الوصول إلى الناس بدون أي عائق وتأمين عدد أكبر من فترات وقف القتال لأغراض إنسانية من الشروط الأساسية لتوسيع عملياتنا الإنسانية".  
  وتتحّمل أيضاً البلدان المجاورة عبء النزاع وتبذل كل ما بوسعها لمواجهة التدفق اليومي لآلاف الأشخاص الفارّين من القتال العنيف في سورية. وصرح السيد "مارديني" قائلاً : " لا تتوقف مساعي المساعدة عند الحدود ، إننا نساعد أيضاً السوريين الذين لجأوا إلى بلدان أخرى مثل الأردن ولبنان والعراق. ولكن دورنا هناك يكمن في تعزيز المساعدة الإنسانية التي تُقدم اصلاً. ففي لبنان، سوف تساعد اللجنة الدولية خدمات الطوارئ الطبية التابعة للصليب الأحمر اللبناني على تعزيز عملياتها لصالح الجرحى القادمين من سورية، وتغطي تكاليف العلاج لعدد أكبر من المرضى. أما في الأردن فسوف تقدم اللجنة الدولية إلى المراكز الصحية الحدودية وبعض المستشفيات اللوازم الجراحية وغيرها من الإمدادات الطبية اللازمة لمعالجة الجرحى بالسلاح. وستقدم اللجنة الدولية مساعدات الإغاثة الطارئة للاجئين  لدى وصولهم إلى كلا البلدين.
 
وقامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري خلال العام 2012 بتوزيغ المواد الغذائية على 1،5 مليون شخص، وتوفير الماء إلى 14 مليون شخص، وتوزيع المستلزمات الأساسية الأخرى ( لوازم النظافة، ومجموعات من مستلزمات المطبخ، والبطانيات، والفرشات) على نصف مليون شخص آخرين ، فضلاً عن تقديم الإمدادات الطبية اللازمة لمعالجة آلاف المرضى والجرحى داخل سورية. وقدم أيضاً الهلال الأحمر العربي السوري، الشريك الرئيسي للجنة الدولية في البلد، خدمات الطوارئ من الرعاية الصحية والإسعافات الأولية إلى الجرحى والمرضى. وقال السيد "مارديني": "لا يزال متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري يظهرون اندفاعاً كبيراً ، وقد لقي 19 متطوعاً من بينهم حتفهم أثناء تأدية واجبهم منذ بدء النزاع. وهم يستمرون في المخاطرة بحياتهم كل يوم من أجل إنقاذ حياة الآخرين وتقديم الغوث إلى من هم بحاجة إليه ".