عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رئيس الوزراء البريطانى يحتفل بـ100 يوم «خراب»

احتفال حتفل بـ100
احتفال حتفل بـ100 يوم «خراب

يبدو أن المملكة المتحدة تريد أن تعمق جراح رئيس وزرائها ريشى سوناك فى احتفاله بإتمام الـ100 يوم على توليه المنصب الذى لم يهنأ به يوما.

 

حيث اندلع ما يسمى بـ«أربعاء الغضب» بتنظيم إضراب شامل لم تشهده البلاد منذ عقود بمشاركة نصف مليون عامل بعدد من القطاعات الحيوية الصحية والتعليمية والنقل وغيرها اعتراضا على تدنى الأجور وتراجع المستوى المعيشى والأزمة الاقتصادية التى تشهدها بريطانيا منذ شهور، فضلا عن التوقع برفع بنك إنجلترا الفائدة 4%، وهى أعلى نسبة منذ 2008، بجانب التوقع الصادر من صندوق النقد الدولى لمزيد من الخسائر الاقتصادية للمملكة خلال العام الحالى.

 

قضايا فساد.. أزمة اقتصادية.. وإضرابات عمومية أبرز التحديات أمام الشاب الآسيوى

 

وعلى الرغم من وعد «سوناك» باستعادة الحكم الجيد بعد فترة من الاضطرابات لم ينجح سوى فى استعادة النظام إلى الأسواق المالية بعد الكوارث التى خلفتها رئيسة الوزراء ليز تروس التى لم تمكث فى منصبها أكثر من 40 يوما، وأدت سياستها إلى انخفاض الجنية الإسترلينى وارتفاع الاقتراض الحكومى، فضلا عن الفوضى الأخلاقية والفساد الذى تركه بوريس جونسون.

 

لكن لم تستمر إنجازات المهاجر صاحب الأصول الآسيوية الذى واجهته تحديات عبثت بمخططاته وإنجازه المنقوص، فبالرغم من استعادة السوق المالية، إلا أنه أضر بمستوى الضرائب التى وصلت لمستوى أعلى، فانفجر فى وجهه التضخم الصاروخى الذى أطاح باستقرار المستوى المعيشي, ولم يلاحق على موجة الإضرابات التى تعد الأكبر منذ عقود فى بريطانيا، حيث أضرب قطاع الخدمات العامة من عمال السكك الحديدية والممرضات، كما واجهت هيئة الخدمات الصحية أزمة شتوية أخرى.

 

لم تتوقف المصائب التى عاشها «سوناك» خلال المائة يوم عند هذا الحد بل اجتاحته سلسلة من الفضائح نالت كبار الوزراء، فضلا عن الموقف المحرج الخاص به بعد تغريمه لعدم ارتداء حزام الأمان أثناء تصوير مقطع فيديو لوسائل التواصل الاجتماعى، ولم تكن تلك الوقعة فقط التى وضعته فى مأزق بل يرى أعضاء البرلمان وصفهم بمقاطع «سوناك» أنها محرجة.

 

وبصفته وزيراً للخزانة فى عهد بوريس جونسون، اتخذ «سوناك» اسمه من خلال إجراءات جريئة، مع مخططه غير المسبوق ينسب إليه الفضل فى إنقاذ ملايين الوظائف نتيجة تأثيرات فيروس Covid-19 فى توقف الاقتصاد

عن العمل، لكن كرئيس للوزراء كان أكثر حذرا بشكل ملحوظ، وإدراكا لمخاطر منصبه الجديد، وعلى الرغم من تمتعه بأغلبية إسمية فى مجلس العموم عندما أصبح رئيسًا للوزراء، لكن يبدو أن هناك الكثير من نوابه بعيدًا عن التصالح مع قيادته.

 أما عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربى والتى تحل ذكراها الثالثة هذا الأسبوع، وكأنه أسبوع المناسبات لـ«سوناك» الذى خرج مدافعا عن تلك الخطوة معتبرا أن اتفاقية انسحاب المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية من الاتحاد الأوروبى والمجموعة الأوروبية للطاقة الذرية «بريكست» شكّل فرصة هائلة لتحقيق أولويات متعلقة بالتوظيف والنمو، وأن الخروج من الاتحاد الأوروبى ساهم فى تنظيم الحريات وأصبحت بريطانيا دولة مستقلة تتمتع بالثقة، متجاهلا أزمات أيرلندا الشمالية واتفاق التجارة ما بعد «بريكست».

 

ويأتى دفاع «سوناك» عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربى وفشله حتى الآن فى تعويض البلاد عن تلك الخطوة مخيبا للآمال، وخاصة فى ظل استطلاعات الرأى التى أجريت قبل أسبوع لتقول 63% من البريطانيين غير راضين عن التعامل مع قضية بريكست بشكل صحيح وهناك رغبة شعبية فى العودة إلى أحضان الاتحاد الأوربى.

 

كما واجه «سوناك» كثيرا من الانتقادات نتيجة اختياراته الوزارية التى لم تتفق مع وعده باستعادة النزاهة والمهنية والمساءلة فى اليوم الأول لتوليه المنصب أعاد سويلا برافرمان إلى منصب وزيرة الداخلية بعد أيام قليلة من إقالتها من قبل «تروس» لتسريب مواد سرية، وظهر الأمر كما لو كان مكافأة لها.