رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية فى "تيجراى".. ومخاوف من حدوث مجاعة

بوابة الوفد الإلكترونية

حذرت أمس الأمم المتحدة من أن الحصص الغذائية فى ميكيلى عاصمة تيجراى التى يشن عليها رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد حرباً عرقية قد تنفد فى خلال أيام إذا لم يُسمح بدخول المزيد من المساعدات، ووفقًا للأمم المتحدة، يعتمد نحو 5.2 مليون شخص - أكثر من 90 % من سكان تيجراى - على المساعدة الخارجية، وأكدت المصادر أن جميع الطرق المتاحة إلى تيجراى تعرقلها القيود أو المخاوف الأمنية فى أعقاب هجوم على قافلة تابعة لبرنامج الأغذية العالمى فى وقت سابق من هذا الشهر.

ووصل مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية، إلى إثيوبيا فى أول رحلة له منذ توليه المنصب. وعلى مدى أسبوع، سيلتقى بالمسئولين الإثيوبيين وسيسافر إلى كل من تيجراى ومنطقة أمهرة المجاورة، التى يسيطر مقاتلوها على أجزاء من تيجراى.

وقالت إيرى كانيكو، نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة للصحفيين: «إنه يتطلع إلى مناقشات بناءة بشأن تعزيز الاستجابة الإنسانية وأكدت أن جريفيث سيتحدث مع المدنيين و«سيشاهد بنفسه التحديات التى يواجهها عمال الإغاثة».

كما تجرى سامانثا باور، مديرة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، محادثات فى إثيوبيا للضغط من أجل الوصول العاجل إلى تيجراى التى مزقتها الصراعات مع تنامى المخاوف من مواجهة الملايين للمجاعة.

وقالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية فى بيان إن مديرتها ستلتقى بالمسئولين فى أديس أبابا: «للضغط من أجل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لمنع المجاعة فى تيجراى وتلبية الاحتياجات العاجلة فى المناطق الأخرى المتضررة من الصراع هناك». وقالت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية إن باور وصلت إلى السودان فى رحلتها حيث تسعى الدول الغربية لدعم الحكومة الانتقالية التى يدعمها المدنيين بعد عقود من الحكم الاستبدادى. ووصف وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن بعض أعمال العنف فى تيجراى بأنها تطهير عرقى وضغط مرارًا على الحكومة الإثيوبية ما أدى إلى توتر العلاقات الأمريكية مع إثيوبيا.

وكشفت مجلة «الإيكونوميست» البريطانية عن أن الحرب الأهلية فى إقليم تيجراى شمالى إثيوبيا وصلت لأخطر مراحلها، مؤكدة أن المشهد هناك يزداد قتامة يومًا بعد يوم، وتتزايد المخاوف من تفاقم الأزمات الإنسانية وحدوث مجاعة فى الإقليم. وأوضحت المجلة، فى تقرير لها أن الحكومة الإثيوبية مصرة على مواصلة الحرب رغم الخسائر التى تتكبدها أمام قوات تيجراى، مشيرة إلى أن الجرحى لا يجدون رعاية طبية هناك ويرقدون على نقالات أمام المخيمات، وأن مراسل المجلة جرى اعتقاله بمجرد وصوله إلى هناك وجرى احتجازه لساعات».  

وأشارت إلى أن المواجهات المستمرة أضعفت الجيش الإثيوبى، ونجحت قوات تيجراى- فى المقابل- فى التوغل لمسافة ٨٠ كيلومترًا من جوندر، العاصمة التاريخية لإثيوبيا، مضيفة أنه قبل بضعة أسابيع، عندما استولت قوات تيجراى على المنطقة، بما فى ذلك العاصمة الإقليمية ميكيلى، كانت هناك فرصة لإنهاء الحرب الأهلية فى إثيوبيا عن طريق التفاوض، لكن بدلاً من ذلك،

دخلت الحرب أخطر مراحلها بالنظر إلى الوضع الحالى».

وأضافت المجلة البريطانية أنه فى ٢٨ يونيو الماضى، أعلنت الحكومة الإثيوبية وقف إطلاق النار من جانب أحادى وسحب قواتها من تيجراى، وبدلاً من استغلال الفرصة لفتح محادثات مع جبهة تحرير تيجراى، شددت الحكومة الإثيوبية الحصار، وتجاهلت دعوات المفاوضات ومبادرات السلام، فيما استمرت قوات تيجراى فى التوغل إلى ما بعد حدود تيجراى، إضافة إلى أمهرة، حتى وصلت شرقًا إلى منطقة عفار، المنطقة الحيوية المؤدية إلى جيبوتى، والتى من خلالها يتدفق نحو ٩٥٪ من تجارة إثيوبيا غير الساحلية، وربما تفكر فى الوصول إلى العاصمة الفيدرالية أديس أبابا». وأشارت إلى أنه على الرغم من تفاقم الأزمة، لا تهتم الحكومة الفيدرالية بعقد محادثات لإنهاء ذلك الصراع، وتصر على هزيمة جبهة تحرير تيجراى بالكامل، وتعتقد أن بإمكانها أن تشم رائحة النصر.

وقالت إن القتال فى عفار أجبر عشرات الآلاف من المدنيين على ترك منازلهم، وتستمر جرائم الحكومة الإثيوبية بحق سكان تيجراى، والتى تشمل القتل والاغتصاب. ونقلت المجلة عن أحد التجار الإثيوبيين فى ويلديا، قوله: «الجميع مستعدون بكل ما لديهم، من المناجل إلى بنادق الكلاشينكوف، فى أديس أبابا وأماكن أخرى، بعد أن جرى القبض على المئات وإغلاق العشرات من الشركات المملوكة لتيجراى، بما فى ذلك الفنادق والحانات، وفى بعض الحالات يجرى القبض على الناس لمجرد تشغيل موسيقى التيجرانيين».

كما كشفت صحيفة «ترو» الهولندية عن أن قوات جبهة تحرير تيجراى يواصون تقدمهم وتوغلهم العسكرى فى مناطقة مختلفة فى أُثيوبيا، وقالت الصحيفة إن قوات تيجراى الآن يتقدمون جنوبًا نحو العاصمة الإقليمية جوندر فى ولاية أمهرة المجاورة باتجاه أديس أبابا ما يثير مخاوف من انهيار اقتصادى وشيك فى إثيوبيا. وقالت الصحيفة الهولندية إنه مع كل هزيمة للجيش الفيدرالى تستولى قوات تيجراى على أسلحة ثقيلة وذخيرة مؤكدة أن الحكومة الإثيوبية فقدت السيطرة على ساحة المعركة.