رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السلطان هيثم بن طارق حريص على العيش الكريم للمواطنين.. و4 موجهات أساسية لـ"البرنامج الوطنى للتشغيل"

بوابة الوفد الإلكترونية

منذ تولى السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان مسئولية الحكم فى 11 يناير 2020م، يحرص بين الحين والآخر على إطلاق مبادرات مبتكرة ومستدامة، مواكبةً للرؤية المستقبلية «عُمان 2040» التى انطلقت مطلع العام الجارى، لتصب هذه المبادرات فى النهاية لخدمة ودعم الإنسان العُمانى باعتباره الأساس فى النهضة العُمانية «الحديثة والمتجددة».

وفى هذا الإطار، أطلق السلطان هيثم بن طارق، خلال شهر يوليو الجارى، «البرنامج الوطنى للتشغيل»، وذلك خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء العُمانى، وسيعمل هذا البرنامج العُمانى الجديد على إيجاد حلول مستدامة لتوفير وظائف فى كافة قطاعات الدولة (المدنية والعسكرية والأمنية) وشركات القطاع الخاص، كما سيعمل على تحليل البيانات الخاصة بالباحثين عن عمل حتى دخولهم إلى سوق العمل، كما سيعنى برنامج التشغيل أيضاً بإيجاد الحلول التى تعمل على سد الفجوة المعرفية والمهارية التى يتطلبها سوق العمل لضمان جاهزية الباحثين عن عمل للتوظيف الفورى، بحيث يتم ذلك وفق خطة تنفيذية وبرنامج زمنى مقرون بمؤشرات قياس أداء يتم رصدها ومتابعتها بصورة مستمرة لضمان تحقيق النتائج المرجوة.

 

اهتمام سامى

وقد جاء ترؤس السلطان هيثم بن طارق لاجتماع اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطنى للتشغيل الشهر الجارى، ليعكس مدى الاهتمام السامى والكبير بهذا الملف المهم، الذى يأتى فى أولويات العمل الوطنى، ويؤكد ذلك أن سلطان عُمان حريص على الجوانب الاجتماعية لحياة المواطنين بما ينعكس على الجميع بالعيش الكريم.

وإذا كان من المعلوم الآثار التى تفرضها الظروف الاقتصادية التى يمر بها كل العالم والسلطنة منذ عدة سنوات، جراء ما يتعلق بتذبذب أسعار النفط، ومن ثم جاءت التحديات المضاعفة التى ترتبت عن الجائحة الصحية، إلا أن الحكومة العُمانية تبذل ما بوسعها لتمكين البرامج التى تسهم فى توفير فرص العمل لأبناء الوطن وشرائح الشباب، ويأتى ذلك فى إطار تضافر وتعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص؛ كون الشأن الوطنى لا يمكن إنجازه إلا عبر التعاضد الكلى والرؤية المشتركة التى تصل بالجميع إلى الحلول بعيدة المدى والمستدامة، وهو المسار الذى أكد عليه السلطان هيثم بن طارق.

وأكد مراقبون أن قضية الباحثين عن عمل وتوفير فرص العمل تأتى فى إطار سياق متصل يرتبط برؤية متسعة، مجالها الأكثر عمقاً يصب فى رؤية 2040 خلال عقدين من الزمان، التى يعول عليها إحداث تحولات حقيقية فى بنى المجتمع العُمانى، من حيث أنساق سوق العمل والتقاطع مع مستجدات الثورة التقنية العالمية وكل أشكال المعرفة والاقتصاديات الجديدة فى العالم.. وأوضحوا أنه لا شك أن كل ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا وفق العمل المستمر والدؤوب الذى ينظر إلى الأفق البعيد، ويؤمن بأن رحلة البناء والتطوير هى تحديات مستمرة تتطلب إيجاد الحلول سواء الآنية أو الاستشرافية؛ ليظل المركز الأساسى فى مجمل هذه العملية من وضع الحلول وتمكين البدائل، معتمداً على الإنسان بوصفه الغاية والوسيلة ونقطة الارتكاز فى عملية التنمية الشاملة والمستدامة.

 

موجهات أساسية

لقد أشار السلطان هيثم بن طارق فى هذا الاجتماع المهم إلى العديد من الموجهات الأساسية فى السياق العام لقضية التوظيف والتشغيل فى السلطنة، ويمكن أن نلخص هذه الأفكار السامية فى الآتي:

أولاً: الانطلاق من ملف التشغيل بوصفه أولوية وطنية، بيد أن ذلك يتطلب استمرارية فى التشخيص وابتكار الحلول لوضع سوق العمل، فهى متغيرة من حيث الأثر العالمى والتحديات الاقتصادية المختلفة فى عالم متسارع.

ثانياً: لابد من وضع مسألة المؤشرات فى الاعتبار، فالرؤية الحديثة للدولة تعنى بشكل مباشر تعضيد الجوانب العلمية والمعلومات والأرقام، حيث تشكل المرتكز البنائى للإطار الأوسع فى الرؤية ومن ثم الحل الشامل.

ثالثاً: يتطلب الملف تعاضداً بين كل الأطراف المعنية بمسائل التوظيف والتشغيل، فى القطاعين العام والخاص، وهذه التشاركية فى الهدف والرسالة، تعنى وحدة رؤية فى الإنجاز، وفى هذا الإطار لا بد من ربط التمكين بمعرفة التحديات ودراستها.

رابعاً: تظل رؤية «عُمان 2040»

هى الإطار الكبير لهذا العمل الوطنى، بما يعنى أن توفير فرص العمل لابد أن يتم فى النهاية وفق تصور مستدام، يحقق الأهداف المنشودة من الرؤية المستقبلية.

وما يجب التأكيد عليه بعد التوقف عند هذه الموجهات الضرورية، أن البرنامج الوطنى للتشغيل يظل هدفاً آنياً ومستقبلياً فى الوقت نفسه، وأن الطريق إلى تجاوز التحديات بالوصول إلى الأرضية المثلى من الحلول، يضع جميع العُمانيين أمام مسئوليتهم الوطنية.

 

أولوية وطنية

وقد استعرض السلطان هيثم بن طارق خلال ترؤسه اجتماع مجلس الوزراء الأخير، الأوضاع المحلية والإقليمية، حيث أكد أن ملف تشغيل المواطنين الباحثين عن عمل يُعتبر أولوية وطنية قصوى ويأتى فى أعلى سلم أولويات عمل الحكومة العُمانية، وشدد على ضرورة بذل المزيد من الجهود لمساعدة الباحثين عن عمل من أجل الحصول على عمل أو مهنة مناسبة فى مختلف القطاعات، وأشار إلى أهمية تكامل الجهود المبذولة من مختلف قطاعات الدولة وتعاونها فى هذا الشأن وترجمتها على أرض الواقع من أجل إتاحة الفرصة للشباب للمساهمة فى مسيرة البناء والتنمية.

وفى إطار إشادة السلطان هيثم بن طارق بحزمة المبادرات التى تم الإعلان عنها لتوفير فرص عمل للباحثين عن عمل، فقد بارك خلال اجتماع مجلس الوزراء إطلاق هذا البرنامج الجديد، الذى يُعد من أهم البرامج الوطنية المنبثقة عن «رؤية عُمان 2040» ويحظى بمتابعة مستمرة، حيث سيعمل هذا البرنامج على إيجاد حلول مستدامة لتوفير وظائف فى كافة قطاعات الدولة، ووجه السلطان هيثم كافة الجهات المعنية بتمكين البرنامج وتقديم أوجه الدعم لتنفيذه وتحقيق مستهدفاته.

 

تطوير التعليم

وفى إطار اهتمام سلطان عُمان بتطوير التعليم بمستوياته وأنواعه المختلفة ورفع مستوى جودة التعليم المدرسى ومواءمة مخرجات النظام التعليمى لمتطلبات سوق العمل من خلال تنويع المسارات التعليمية وفق ما أكدته «رؤية 2040»، وجه خلال اجتماع مجلس الوزراء بضرورة الإسراع فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحليل الاحتياجات والمتطلبات الضرورية لتطبيق التعليم التقنى والمهنى فى التعليم ما بعد الأساسى بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل واحتياجاته المستقبلية والمهارات الأساسية للوظائف والمهن المختلفة، موجهاً بأهمية تبنى منهجية ووضع خطة متكاملة لآلية تطبيق ذلك وتحديد الخبرات والموارد البشرية اللازمة فى هذا الشأن.

وبعد أن أشار السلطان هيثم بن طارق إلى أهمية تلمس احتياجات المواطنين ودراسة الظواهر السلبية ووضع الحلول المناسبة لها، أوضح أن المرحلة المقبلة تتطلب تناسق وتناغم جهود كافة مؤسسات الدولة فى تقديم الخدمات وتذليل العقبات والمعوقات التى قد تعترض مسيرة التنمية الشاملة وإيجاد آلية عمل جديدة وفعالة لعمل كافة القطاعات لتجويد العمل وتسريعه.