رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كركوك العراقية تحتمى من "القاعدة" بحفر خندق

مظاهرات بالعراق (صورة
مظاهرات بالعراق (صورة أرشيفية)

تعتزم مدينة "كركوك"، 280 كم شمال بغداد، حفر خندق يحيط بها من جميع الجهات لحمايتها من هجمات تنظيم "القاعدة"، بحسب مصدر مسؤول بالمدينة.

وتأتي تلك الخطوة بعد أيام من سلسلة تفجيرات لسيارات مفخخة بالمدينة خلَّفت 200 قتيل وجريح، وحمَّلت الأجهزة الأمنية المسؤولية لتنظيم "القاعدة".
وقال مصدر مفضلاً عدم الكشف عن هويته، إن هناك "توجهًا جادًا" لإدارة المحافظة لحفر الخندق بطول 58 كم، للحد من دخول المسلحين والمتفجرات إليها من خارجها، وإبعاد شبح نزاع مسلح بين قوميات وطوائف المدينة، حيث تأكد لمسؤوليها أن تنظيم القاعدة يدفع بالأوضاع إلى هذا الاتجاه، بحسب المسؤول نفسه.
وأضاف المصدر، الذي شارك في اجتماع خصص لبحث موضوع حفر الخندق وضم المحافظ نجم الدين كريم، وقيادات المدينة، أن الاجتماع "انتهى إلى تشكيل لجنة فنية لدراسة إنشاء الخندق الذي يعد الأول من نوعه ويحيط بالمدينة بجميع جوانبها خاصة الجنوبي الغربي، وبعمق 3 أمتار وعرض 2-3 مترا".
وتتضمن الأفكار التي جرى دراستها بشأن الخندق إنشاء أبراج مراقبة على امتداد الخندق ووضع أسلاك شائكة.
ونقل المصدر عن محافظ كركوك قوله خلال الاجتماع "نحن متوجهون نحو إنشاء الخندق حوال كركوك، ومن المؤكد أن مجلس المحافظة سيوافق على المشروع".
وحظيت الفكرة بتأييد ممثلي الأكراد والتركمان في الاجتماع، فيما لم يحضر ممثلون عن العرب إلى الاجتماع، غير أن بعضهم أبلغ قيادات بالمدينة تحفظهم على الفكرة بدعوى أن الخندق "سيعزل مناطقهم جنوب غربي كركوك، مثل الحويجة، والزاب والرياض، والعباسي، والرشاد، والملتقى عن مركز المدينة".
وتصاعدت وتيرة الهجمات في كركوك هذا العام، حيث وقعت سلسلتان من الهجمات الدموية بسيارات مفخخة خلفت أكثر من 200 قتيل وجريح خلال يناير والأسبوع الأول من فبراير.
وشن عناصر تنظيم القاعدة، الذي يعد الهدف الأول للسلطات العراقية منذ بدء الغزو الأمريكي للعراق في 2003، هجمات بشكل مخطط لها بدقة الفترة الأخيرة، وهو ما فسره قيادات بالمدينة أنها محاولة لدفع سكان المدينة من مختلف القوميات إلى قتال بعضهم.
وقال محافظ كركوك نجم  الدين عمر كريم، وهو كردي، الثلاثاء الماضي،  إن "التنظيم الإرهابي (القاعدة) يستغل الخلافات السياسية والتوترات الموجودة في كركوك لتنفيذ أجندته، لكنها لا تستهدف مكونا بعينه بل تستهدف الجميع، حتى وإن وجدناه يكثف الهجمات تجاه منطقة أو مكون معين".
ويرى عضو مجلس محافظة كركوك عن التركمان، قاسم حمزه البياتي،

أن الخلافات  السياسية بين المكونات السكانية "خلطت الأوراق في كل مناطق العراق خاصة المناطق ذات الخصوصية المتنوعة".
وأضاف: " رغم التحديات والتوترات الموجودة بسبب نشاط تنظيم القاعدة، مكونات كركوك لا زالت تبدي حرصا على الابقاء على تماسك نسيجها الاجتماعي وعلاقاتها، حتى وإن غابت الحوارات بين السياسيين".
فيما يرى نائب محافظ كركوك، راكان سعيد الجبوري، وهو من العرب، أن "التشرذم لا يخدم أحد، والحل في التوحد الآن في مجال الأمن".
وقال :"إن تنظيم القاعدة نجح في خلق مزيد من التوتر في كركوك من خلال تعدد الأهداف وتنوعها، حتى يدفع الجميع لاتهام بعضهم البعض".
ويطالب الجبوري ممثلي مكونات كركوك، وهم العرب، والاكراد، والتركمان، والمسيحيين، بـ"الاسراع في التفاهم فيما بينهم، بعيدا عن الخلافات والتوترات القائمة بين الحكومة العراقية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل، والمشاكل الاقليمية"
يذكر أن إدارة كركوك تسعى للاستفادة من تجربتين سابقتين حققتا نجاحا في السابق، الأولى تجربة الخندق المحيط بأنبوب تصدير النفط الممتد من كركوك الى صلاح الدين ومنها الى الحدود التركية، حيث قام الجيش الأمريكي بحفر خندق لحماية الأنبوب على امتداد مسافة 65 كم بين كركوك وبيجي ما ساهم في الحد من الهجمات.
والتجربة الثانية كانت الخندق الذي حفرته إدارة مدينة أربيل "380 كلم شمال بغداد" حوال المدينة وتمكنت بذلك من الحد من وقوع الهجمات فيها ودخول المركبات المفخخة والمسلحين إليها.
وتسعى إدارة كركوك إلى الإبقاء على عدد محدود من المنافذ الرسمية التي تؤدي إلى داخل المدينة، بالتالي السيطرة على دخول المشتبه بهم.