عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رصاصة مجندة إسرائيلية تكتب شهادة وفاة "محمد" يوم عيد ميلاده

المجندة الإسرائيلية
المجندة الإسرائيلية والشهيد محمد

كان بعيدا عن خيال اسرة الصبى الفلسطينى محمد عوض السلايمة بمدينة الخليل المحتلة.

ان يكون يوم عيد ميلاده السادس عشر، هو يوم مقتله على يد قوات الاحتلال، فقد خرج الشاب الصغير صباحا الى مدرسته الثانوية، وفوجئ هناك بزملائه يعدون له احتفالية صغيره لمناسبة عيد ميلاده، فالفلسطينيون خاصة فى مدينة الخليل التى يتغلغل بها الاحتلال، رغم ما يعايشونه يوميا من ممارسات قهر وترهيب على ايدى المحتل، الا انهم يتلمسون اى فرصة لتنسم الفرحة وتلمس انفاس الحياة خاصة ان اعلان الامم المتحدة فى 29 نوفمبر الماضى بقبول فلسطين كدولة غير عضو، جدد لديهم الامل الذى كاد ان يصبح مستحيلا فى قيام دولتهم، واستعادة حقوقهم.
وهكذا، غادر محمد مدرسته مشيعا بتهنئة وابتسمات الزملاء، وقرر ان يدخل السعادة على قلب والدته التى كانت دوما مكلومة بسبب اعتقال ابنها الاكبر «عوض» على يد قوات الاحتلال وبقائه اسيرا فى سجونهم بضعة اعوام حتى تم تحريره مؤخرا فى صفقة «وفاء الأحرار» التي أبرمت بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال برعاية مصرية مؤخرا. وقرر «محمد» ان يشترى تورتة صغيرة ليحتفل مع امه واسرته بميلاده، وكانت الاسرة قد نسيت منذ اعوام طعم الفرحة، وبالقرب من احد الحواجز الامنية التى يتربص عندها جنود الاحتلال، كان يسير بمفرده، اعزل، ليس بيده شىء، وليس بجيبه الا قليل من المال لشراء التورتة، ويبدو ان مشهده المبتسم استفز مجندة اسرائيلية، وبدون اى مبرر الا دافع القتل ورغبة اسالة دماء الفلسطينيين، حملت سلاحها النارى، واطلقت عليه رصاصة الموت.
سقط الشاب مذهولا مضرجا فى دمائه، ويده قابضة على جيبه الذى يحوى ثمن التورتة، وظل ينزف دماءه الطاهرة على مشهد من المجندة هى وزملائها، وقف الصهاينة يتأملون نزعات المه واحتضاره، ولم يبادر احدهم حتى باستدعاء الاسعاف، ولم ينقذوه وقد قصدوا قتله، كما سعوا على مر عقود طويلة الى محو الشعب الفلسطينى من الوجود لتكون لهم الارض وحدهم كقوة احتلال غاشمة.
ووصلت الانباء الى ام الشهيد وباقى اسرته، انخلع قلب الام وجرت الى مكان ولدها، وسبقها للمكان الاهل والجيران، ليجدوا محمد على الارض وسط دمائه، وحوله حصار الجنود القتلة،

طالب الاب بحمل ولده للمستشفى  عسى ان يكون به نفس للحياة يمكن انقاذه، لكن الجانب الاسرائيلى رفض بإصرار القاتل متمسكا باستكمال جريمته، وتم احتجاز محمد وهو ينزف ساعتين حتى فاضت روحه الطاهرة للسماء، الامر الذى  فجر غضب الفلسطينيين، و بعيدا عن الاهتمام الاعلامى العالمى وكاميرات وكالات الانباء الدولية، خرج سكان حى السلايمة يوم الخميس فى مظاهرات غاضبة لتشييع جثمان الشاب الشعيد يوم ميلاده، ورغم ان المظاهرة كانت سلمية للتنديد بمقتل محمد، الا ان قوات الاحتلال واجهتهم بالقمع، وباطلاق الرصاص والغازات المسيلة للدموع، مما اسفر عنه اصابة والد الشهيد بالرصاص ونقل للمستشفى، كما اصيب 21 اخرون بالرصاص المطاطى، بجانب العشرات من الفلسطينيين باختناقات لاستنشاقهم الغازات الاسرائيلية، و فرضت قوات الاحتلال حصارا على حارات ومناطق المدينة، ومنعت المصلين من التوجه الى المساجد امس الجمعة، بزعم خوفها من اندلاع مظاهرات واعمال عنف، وحمل الفلسطينيون فى المظاهرات اخر صورة لمحمد هو يحتفل في فصله الدراسي بعيد ميلاده، دون ان يستطع اكمال فرحته بين ذويه.
أما المجندة الصهيونية، فمعروفة فى منطقة السلايمة بالخليل بعدائها الشديد للفلسطينيين وتشجيعها على قتلهم، حاولت تبرير جريمتها بالكذب وزعمت أن محمد كان يحمل سلاحا ناريا وكان ينوى مهاجمتها وانها اكتشفت بعد قتله ان السلاح الذى كان معه مسدس لعبة من البلاستيك، ورغم ذلك، فإنه عندما تسلم اهله جثمانه وقاموا بتفتيشه لم يعثروا على اى سلاح.