رصاصة مجندة إسرائيلية تكتب شهادة وفاة "محمد" يوم عيد ميلاده
كان بعيدا عن خيال اسرة الصبى الفلسطينى محمد عوض السلايمة بمدينة الخليل المحتلة.
ان يكون يوم عيد ميلاده السادس عشر، هو يوم مقتله على يد قوات الاحتلال، فقد خرج الشاب الصغير صباحا الى مدرسته الثانوية، وفوجئ هناك بزملائه يعدون له احتفالية صغيره لمناسبة عيد ميلاده، فالفلسطينيون خاصة فى مدينة الخليل التى يتغلغل بها الاحتلال، رغم ما يعايشونه يوميا من ممارسات قهر وترهيب على ايدى المحتل، الا انهم يتلمسون اى فرصة لتنسم الفرحة وتلمس انفاس الحياة خاصة ان اعلان الامم المتحدة فى 29 نوفمبر الماضى بقبول فلسطين كدولة غير عضو، جدد لديهم الامل الذى كاد ان يصبح مستحيلا فى قيام دولتهم، واستعادة حقوقهم.
وهكذا، غادر محمد مدرسته مشيعا بتهنئة وابتسمات الزملاء، وقرر ان يدخل السعادة على قلب والدته التى كانت دوما مكلومة بسبب اعتقال ابنها الاكبر «عوض» على يد قوات الاحتلال وبقائه اسيرا فى سجونهم بضعة اعوام حتى تم تحريره مؤخرا فى صفقة «وفاء الأحرار» التي أبرمت بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال برعاية مصرية مؤخرا. وقرر «محمد» ان يشترى تورتة صغيرة ليحتفل مع امه واسرته بميلاده، وكانت الاسرة قد نسيت منذ اعوام طعم الفرحة، وبالقرب من احد الحواجز الامنية التى يتربص عندها جنود الاحتلال، كان يسير بمفرده، اعزل، ليس بيده شىء، وليس بجيبه الا قليل من المال لشراء التورتة، ويبدو ان مشهده المبتسم استفز مجندة اسرائيلية، وبدون اى مبرر الا دافع القتل ورغبة اسالة دماء الفلسطينيين، حملت سلاحها النارى، واطلقت عليه رصاصة الموت.
سقط الشاب مذهولا مضرجا فى دمائه، ويده قابضة على جيبه الذى يحوى ثمن التورتة، وظل ينزف دماءه الطاهرة على مشهد من المجندة هى وزملائها، وقف الصهاينة يتأملون نزعات المه واحتضاره، ولم يبادر احدهم حتى باستدعاء الاسعاف، ولم ينقذوه وقد قصدوا قتله، كما سعوا على مر عقود طويلة الى محو الشعب الفلسطينى من الوجود لتكون لهم الارض وحدهم كقوة احتلال غاشمة.
ووصلت الانباء الى ام الشهيد وباقى اسرته، انخلع قلب الام وجرت الى مكان ولدها، وسبقها للمكان الاهل والجيران، ليجدوا محمد على الارض وسط دمائه، وحوله حصار الجنود القتلة،
أما المجندة الصهيونية، فمعروفة فى منطقة السلايمة بالخليل بعدائها الشديد للفلسطينيين وتشجيعها على قتلهم، حاولت تبرير جريمتها بالكذب وزعمت أن محمد كان يحمل سلاحا ناريا وكان ينوى مهاجمتها وانها اكتشفت بعد قتله ان السلاح الذى كان معه مسدس لعبة من البلاستيك، ورغم ذلك، فإنه عندما تسلم اهله جثمانه وقاموا بتفتيشه لم يعثروا على اى سلاح.