رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في غزة: كورونا أرحم من العزل العام الذي تفرضه حركة حماس على الأهالي

"يلي مات لك ارتاح من هالعيشة، لك الكورونا أرحم من هالعيشة، ليش مفكرين نحن عايشين ماشالله"، بهذه الكلمات لخص محمد أبو العلا، أحد سكان القطاع الوضع الحالي في قطاع غزة مع بدء سريان العزل الشامل الذي فرضته حركة حماس على القطاع، في الوقت الذي يمر الأهالي بظروف قاسية جراء تأخر المرتبات وعدم قدرتهم على شراء مستلزماتهم.

وجاء قرار العزل الذي فرضته الحركة منذ الثلاثاء الماضي ليفاقم من معاناة الأهالي في القطاع، ليضعهم بين الخيار القاتل للوباء وبين سياسات حركة حماس التي قادتهم إلى أوضاع معيشية قاسية.

وأعلن القطاع اليوم الأثنين، تسجيل 69 إصابة بفيروس كورونا جديد خلال الـ 24 ساعة، ليصل العدد الكلي إلى 365 مصابا و4 وفيات.

ورغم هذه الإصابات، يشعر الأهالي أن قرار العزل العام هو الأشد وطأة على وضعهم الاقتصادي المتردي في الأساس، إذ أصبح الجزء الأكبر منهم مهدد بعدم وجود دخل له، وعدم قدرته على شراء الاحتياجات الرئيسية.

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، عبر العديد من سكان القطاع عن سخطهم تجاه هذه السياسات التي تتبناها الحركة التي تحكم القطاع بالقوة منذ أكثر من 14 عاما.

" تعودنا على كل شيء صعب بغزة، أقسم بالله مهي حياة"، توضح مستخدمة أخرى في التعبير عن استيائها من قرار العزل الشامل، مشيرة إلى تهديد هذا القرار للقطاع بالمجاعة.

ويعاني سكان القطاع منذ بضعة أشهر من توقف حصولهم على الرواتب من حركة حماس، في ظل السياسات التصعيدية التي تتبناها الحركة التي تفاقم من الوضع المأسوي للسكان، إذ قررت إسرائيل وقف تسليم المساعدات المالية التي تمر من خلالها إلى حركة حماس، طالما هذه الأخيرة تستمر في إطلاق البالونات الحارقة على الأراضي الإسرائيلية.

صعوبات العمل وتوقف الرواتب ليست المشكلة الوحيدة التي يجدون الأهالي أنفسهم غارقون فيها، إذ أنهم مجبرون أيضا على قضاء غالبية يومهم بدون كهرباء، في الوقت الذي تجبرهم السلطات على البقاء في المنازل، إذ لا تصل الكهرباء للسكان سوى ساعة ونصف أو ساعتين يوميا فقط.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل من قطاع غزة هشتاج "بدنا كهرباء"، للتعبير عن سخطهم من حرمانهم من الكهرباء داخل منازلهم، في حين أكد الكثير منهم أنهم غير قادرين على تخزين الأطعمة للتعامل مع الوضع الحالي، بسبب عدم وجود كهرباء تسمح بحفظ الطعام.

غير أن الوضع أصعب في المستشفيات، فعلى الرغم من أن وباء كورونا المستجد قد ضرب القطاع متأخرا، إلا أن المستشفيات لم تشهد أي تجهيزات أو توفير أدوية من قبل حركة حماس. يضاف إلى ذلك حرمان هذه المستشفيات من الكهرباء ووضع صحة المصابين بكورونا في وضع خطر.

وفي الوقت الذي يشكل كورونا خطرا شديدا، إلا أن قرارات حركة حماس تبدو هي الاخطر على الوضع المعيشي للسكان في قطاع غزة، فالكورونا يمكن النجاة منه، أما قرار العزل العام الذي تفرضه حماس يشكل مقصلة لجميع الأهالي.