عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مرض جونسون .. ومأزق بريطانيا فى انتقال السلطة

بوريس جونسون
بوريس جونسون

منذ الإعلان الرسمى عن حالة مرض رئيس الحكومة بوريس جونسون ودخوله إلى وحدة العناية المركزة بعد تزايد معاناته من جراء إصابته بمرض كوفيد 19، وتولى وزير الخارجية دومنيك راب إدارة شئون البلاد،سادت حالة من الغموض وعدم اليقين تهيمن على المشهد السياسى فى بريطانيا ..  لكن المأزق يكمن فى سؤال "ماذا لو لم يستطع جونسون مواصلة القيام بمهامه فى قيادة بريطانيا"، سواء لوفاته أو تفاقم مرضه بشكل يجعله غير قادر على مواصلة مهامه، وما هى القواعد المتبعة فى مثل هذه الحالات.

 

ويرجع هذا المأزق إلى أن بريطانيا ليس لديها دستورا مكتوبا بالأساس يضع إطار لعملية انتقال السلطة فى حال عجز رئيس الحكومة عن القيام بمهامه بشكل مؤقت أو دائم.

 

وتقول هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى" إن القواعد الرسمية لما يجب أن يحدث فى مثل هذا الموقف غير واضحة، وهذا نتيجة لدستور بريطانيا غير المكتوب ، لكن هناك بعض الأفكار عن كيفية مضى الأمر، فدليل الحكومة هو أقرب شىء لوثيقة تحدد دور رئيس الوزراء. ودومنيك راب، بصفته وزرا للخارجية، هو المعنى بالإدارة فى هذه الحالة.

 

فلو تغير الموقف الرسمى، مع تخلى رئيس الحكومة رسميا عن السيطرة، فإنه سيتولى مهمة رئاسة الحكومة فى المقام الأول. ويستطيع راب، فى الوضع الجديد، أن يقدم توصيات للملكة حول التعيينات فى مناصب القضاء الرفيعة وأيضا المناصب الرفيعة فى كنيسة إنجلترا. لكن من الصعب أن يقوم بإجراء تعديل، رغم أن يبدو رسميا وكأنه يمتلك سلطة ذلك.

 

وأى قرارات كبرى يتخذها راب ، ستكون على الأرجح بالتشاور مع الحكومة أو وزير مجلس الوزراء وكبار المسئولين الآخرين. وفى حالة التفويض بعمل عسكرى، على سبيل المثال، فربما يقوم بذلك، لكن يجب أن يحصل أولا على موافقة وزراء كبار آخرين.

 

وتقول "بى بى سى" إنه فى حال تنحى جونسون أو وفاته، فيمكن توقع أن تطلب الملكة من دومنيك راب تشكيل الحكومة، مؤقتا على الأقل، ما لم يقدم مجلس الوزراء شخص آخر.. والتوقع فى هذا الشأن أن راب سيقوم بمهمة رئيس الحكومة لحين تعيين حزب المحافظين زعيم جديد.

 

ووفقا لمعهد الحكم، وهو مركز أبحاث بريطانى، فإن رؤساء الوزراء يظلون فى مهامهم مالم يموتوا او يتقدموا باستقالتهم. ويشير المعهد إلى أن الأحزاب السياسية لديها القدرة على تعيين قائد قائم بالأعمال فى حالة استقالة الزعيم أو

أصبح عاجزا عنا لقيام بعمله، لكن لا يوجد دور رسمى لقائم بأعمال رئيس الحكومة. فرئيس الحكومة يظل كما هو حتى يختار الاستقالة أو أجبرته حكومته على ذلك.

 

وقالت كاثرين هادون، الزميلة بمعهد الحكم، فى تصريحات عقب الإعلان عن إصابة جونسون بكورونا، إنهم لم يشهدوا هذا الموقف من قبل،  ولم يفكروا به من قبل من وجهة النظر هذه.

 

 وفى حين أن نائب الرئيس فى الولايات المتحدة يتولى إدارة البلاد فى حال وفاة الرئيس أو أصبح عاجزا عن القيام بمهامه، فإن بريطانيا ليس بها كقائم بأعمال او نائب رسمى يتولى المسئولية.

 

كما أن السوابق التاريخية ليست مفيدة بشكل كبير فى هذا الشأن. ففى يونيو 1953، أصيب رئيس الورزاء البريطانى فى هذا الوقت وينستون تشرشل بسكتة دماغية أثناء توليه المنصب، وتم إبقاء مرضه سرا للغاية، حتى أن بعض الوزراء أنفسهم لم يكونوا يعلمون به. لكن تشرشل  ، أدهش الأطباء عندما تعامل ليواصل أداء عمله وعاد إلى داوننج ستريت وأدار الحكومة بعد شهرين.

 

 كما أن رئيس الوزراء الأسبق تونى بلير ،  خضع مرتين لعلاج بسبب أمراض فى القلب، وفى كل مرة انقطع عن أداء عمله لأيام قليلة. وقال المسئولون أنه لو كان بلير قد عجز عن أداء عمله، لكان نائبه فى هذا الوقت جون بيرسكوت ستولى المسئولية لحين انتخاب زعيم جديد.

 

أحد أعضاء البرلمان البريطانى الذى حاول مرارا طرح قانون يحدد من يخلف رئيس الحكومة ، فى حال عجزه عن أداء عمله، قال الشهر الماضى إن لا أحد يعرف ماذا يمكن أن يحدث.