رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مركز فرنسي: فرض قيود على إيفاد أئمة لباريس يوم أسود في تاريخ الإخوان المسلمين

الرئيس الفرنسي ماكرون
الرئيس الفرنسي ماكرون

أشاد المركز الفرنسي لمكافحة الإرهاب، بقرار الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الخاص بفرض قيود على إيفاد أئمة إلى فرنسا من بعض الدول، وذلك بهدف القضاء على ما وصفه بخطر "الشقاق"، مؤكدا أنه قرار موضوعي وجرئ خاصة أن فرنسا التي اكتوت أكثر من مرة بنار الإرهاب والعمليات الإرهابية واستهداف رموزها سواء الشرطة الفرنسية أو وسائل الإعلام مثل جريدة شارل لبيدو.

وأوضح المركز الذى يقدم استشارات للحكومة الفرنسية بشأن مكافحة الإرهاب، أن هذا القرار ليس وليد اللحظة الراهنة، فقد عبر عنه منذ بدايات ولايته الرئاسية، وقد صرح أكثر من مرة أنه يعد خطة لهيكلة الإسلام في فرنسا، ولكن التوقيت الحالي وقبل الانتخابات البلدية التي ستجري في ١٥ مارس القادم له دلالات سياسية خارجية ودلالات داخلية لها علاقة ببنية المجتمع الفرنسي.

وقال البيان :"قد يراهن البعض على صعوبة نجاح خطة الرئيس ماكرون خاصة أن العديد من الرؤساء قبله قاموا بمحاولات مشابهة، ولكنهم اصطدموا بالقانون ١٩٠٥ والذي ينظم العلاقة بين الدولة والأديان في فرنسا، ويمنع على الدولة تمويل بناء الأماكن الدينية ودور العبادة من المال العام، وفي محاولة منه للحد من تدفق التمويل الخارجي واستخدامه لأغراض سياسية قام الرئيس ماكرون بإنشاء " الجمعية الإسلامية للإسلام في فرنسا" المعرفة المعروفة اختصارا باسم (AMIF)، والتي تعد مسؤولة عن مراقبة وجمع ضريبة مداخيل المنتجات الحلال، بالإضافة إلى تدريب واستقدام الأئمة".  
 
وتابع :" هذا القرار حتما لن يعجب حركات الإسلام السياسي وتحديدا الإخوان المسلمين، ولن يعجب الكثير من الدول الداعمة للإسلام السياسي، ولكنه بالتأكيد سيكون يوم أسود في تاريخ الإخوان المسلمين خاصة وحركات الإسلام السياسي على وجه العموم، ويبدو أن يوم الثلاثاء ١٨ فبراير ٢٠٢٠ هو يوم لن تنساه هذه الحركات، أنه اليوم الذي أعلن فيه الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون أن اللعبة انتهت، وأن الوقت الذي كان يسمح فيه للإخوان المسلمين بتهديد المجتمع الفرنسي واستغلال الحرية والعلمانية وحرية المعتقد في زرع بذور التطرف والانفصال والشقاق داخل المجتمع الفرنسي وإنشاء كيانات مستقلة عن الدولة، تهدد وحدة المجتمع وتماسكه، وتمنع بفكرها المتطرف مواطنيها المسلمين من الاندماج في مجتمعاتهم والانخراط في عملية التنمية والتطور، وتحد من اطلاق ابداعاتهم في الدولة التي اختاروا أن يكونوا مواطنين فيها".
ووفقا لبيان المركز الفرنسي فإن قرار ماكرون له من الموجبات الكثير، ويطرح أسئلة تستحق التفكير والتوقف عندها:
أولا: هل إيفاد أئمة من دول مثل تركيا ودول المغرب العربي يساعد في نشر الإسلام المعتدل ويحارب التطرف؟ خاصة وأن الأئمة الموفدون هم من دول تعاني من الإسلام السياسي الذي يعيق الديمقراطية ويحارب الحريات ويحد من تمتع مواطنيه بالحقوق والحريات

الأساسية والمساواة، سواء تركيا المسكونة بوهم الخلافة والهيمنة على الآخرين باسم الإسلام، أو من دول المغرب العربي التي تعاني من التطرف والإرهاب الذي لا يتوانى عن تهديد سيادة الدول وتنفيذ التفجيرات الانتحارية والارهابية.
ثانيا: هل أنظمة هذه الدول وخصوصا تركيا التي تستغل الإسلام السياسي وحركة الإخوان المسلمين تحديدا لتهديد وابتزاز أوروبا وتهديد أمنها وإغراقها بالمهاجرين بشكل منظم، هل من حقها أن تتدخل في شكل التعليم الديني لمواطني دولة أخرى تناصبها العداء.
ثالثا: أليس من حق فرنسا كدولة أن تحمي مواطنيها من الفكر المتطرف والفكر الانفصالي، وتسعى لدمجهم كمواطنين فرنسيين في الدرجة الأولى ثم مسلمين أو مسيحيين أو يهود أو غير ذلك في الدرجة الثانية، بمعنى أنه مواطن "فرنسي مسلم" بالدرجة الأولى، وليس "مسلم فرنسي".
رابعا: هل تسعى فرنسا لحماية أمنها الداخلي في الوقت الذي تتعارض فيه سياساتها الخارجية سواء في سوريا أو ليبيا مع حركات الإسلام السياسي والدول الداعمة للإخوان وخاصة تركيا وقطر؟ خاصة في ظل تدفق المهاجرين واستغلال هذه الدول موجات الهجرة لدس الخلايا الإرهابية بين صفوف هؤلاء المهاجرين واستغلالهم في إحداث الفوضى داخل المجتمعات الأوروبية للتأثير على مواقفهم السياسية تجاه القضايا المختلف عليها.
أن الخطة الرباعية التي طرحها الرئيس ماكرون، والتي بموجبها ستفرض قيود ليس على إيفاد الأئمة فقط، بل على أنشطة جلب التمويل بحجة الإنفاق على المساجد والذي يستغل لأغراض تتعارض مع قوانين الجمهورية وتساعد في نمو الفكر المتطرف، سيقض مضاجع الإخوان وحركات الإسلام السياسي، وسيعمل على إضعاف تأثيرها داخل أوساط المسلمين في فرنسا، ولا يبدو أنه سيقف عند حدود الدولة الفرنسية بل سيمتد إلى باقي دول الاتحاد الأوروبي، وهذا ما سيشكل الكابوس لكل من حركة الإخوان المسلمين والأنظمة الداعمة لها.