رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإمارات والبحث عن قوة الإنسان داخل الإنسان !!!

بوابة الوفد الإلكترونية

نبحث عن قوة الإنسان بداخل كل إنسان.. بهذه الكلمات البسيطة الكبيرة جداً فى معناها، يرسم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، خطة عمل حكومته التى تكشف عنها بشكل كبير تلك القمم العالمية التى تستضيفها دبى، ما بين الحين والآخر، وتستقطب فيها المئات من خبراء ومسئولى العالم، للاستفادة من خبراتهم من أجل تنمية مستدامة تخدم الإنسان وترتقى به، وبالأمس القريب اختتمت فى دبى قمة المعرفة 2019، التى جاءت برعاية من الشيخ محمد بن راشد،، وأقيمت على مدى يومين، فى مركز دبى التجارى العالمى.

 

تنمية مستدامة

 

وعكست القمة فى نقاشاتها التى شارك فيها 120 متحدثاً من 20 دولة فى 50 جلسة حوارية، الرؤية والسياسات العالمية لتحقيق التنمية المستدامة، حيث جمعت جلسات القمة نخبة من الخبراء والأكاديميين وصناع القرار من جميع أنحاء العالم لمناقشة التحديات الإقليمية والدولية للتنمية المستدامة فى مختلف القطاعات بما فى ذلك الصحة والتعليم والاقتصاد إضافة إلى السياحة والطاقة والغذاء والابتكار وغيرها من المجالات الحيوية، وتناولت القمة عدداً من الموضوعات الاقتصادية ودور التجارة العالمية كمحرك لبناء مجتمعات متكاملة وسبل القضاء على الفقر وبناء اقتصادات ديناميكية محورها الإنسان.

وللمرة الأولى شهدت القمة تنظيم معرض المعرفة الأول من نوعه الذى يطرح الخدمات والتقنيات المبتكرة والأبحاث بمجال الاستدامة فى معظم القطاعات ولمختلف الجهات من القطاعين الحكومى والخاص بالدولة، ويشكل منصة مثالية لتعريف جمهور القمة المتنوع الذى يضم صناع القرار والمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال والباحثين والإعلاميين والأكاديميين بهذه الخدمات والتقنيات.

كما استضافت القمة السنوية السابعة للطاقة النظيفة التى نظمها مجلس صناعات الطاقة النظيفة CEBC، وناقشت العديد من الموضوعات التى تركز على خريطة الطاقة المتجددة فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واتجاهات كفاءة الطاقة وأفضل الممارسات فى هذا القطاع إلى جانب التنقل الكهربائى، والوقود البديل والابتكار التكنولوجى فى مجال الطاقة وغيرها من الموضوعات.

 

إسهامات وإنجازات

 

وكرمت قمة المعرفة الفائزين بجائزة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من الأفراد والمؤسسات من أنحاء العالم ممن قدموا إسهامات وإنجازات معرفية جليلة للعالم أسهمت بشكل فعال فى تعزيز مسارات نشر وإنتاج المعرفة فى مختلف المجالات.

واستعرضت جلسات القمة نتائج عام 2019 لمؤشر المعرفة العالمى للعام بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائى الذى يهدف إلى تقديم أدوات موضوعية لرصد حالة المعرفة فى مختلف دول العالم وذلك بمشاركة عدد كبير من الحكومات والمؤسسات والهيئات الدولية بهدف تقييم الأداء وتطوير الخطط التنموية لدول العالم.

 

مدن المعرفة

 

وقد أطلق مجموعة من الخبراء المتخصصين فى البحث والتطوير، مبادرة «مدن المعرفة»، وتم اختيار دبى مدينة للمعرفة لعام 2020، بالتعاون مع مؤسسة pcw، وتحت مظلة مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، وذلك فى إطار إسهاماتها المتقدمة فى تعزيز المعرفة عالمياً، عبر إطلاق مجموعة من التقارير المعرفية المتخصصة، واهتمامها بتعزيز هذا الجانب، وتحدث عن الهدف من إطلاق المبادرة، البروفيسور لورانت بروبست مدير وحدة البحث والتطوير فى pcw، وقال إن دبى مدينة عالمية، ونتيجة للمبادرات الكبيرة التى تنفذها فى خلق المعرفة، فقد تم إطلاق هذه المبادرة، بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، بشراكة الفاعلين فى القطاعين الحكومى والخاص، وأضاف أن دبى تعمل على تنمية المعرفة، بما يتماشى وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، داعياً الدول الأخرى إلى التركيز على المعرفة، حيث سيتم سنوياً، خلال قمة المعرفة، الإعلان عن مدينة المعرفة من مدن العالم المختلفة، وأشار البروفيسور لورانت بروبست، إلى أهمية القمة فى مناقشة القضايا المعرفية المهمة، والتركيز على الجوانب المهمة، كالابتكار والتنمية المستدامة ومحاربة الفقر، وتنمية قدرات أصحاب الهمم، مشيراً إلى أن دبى ستكون خلال العام المقبل 2020، مكاناً تتجه كل أنظار العالم إليه، نظراً لاستضافته إكسبو 2020، ولفت البروفيسور لورانت بروبست، إلى المبادرات التى تطلقها دبى، مثل مؤشر المعرفة العالمى، وتقرير استشراف المستقبل، وكذلك الإعلان أمس عن إنشاء جامعة محمد بن راشد للمعرفة والتنمية المستدامة، كإحدى المبادرات العالمية فى هذا المجال.

 

مبادرات

وشهدت فعاليات القمة، إطلاق وتسليط الضوء على مجموعة مبتكرة من المبادرات المعرفية النوعية، التى تهدف إلى الإسهام فى بناء مجتمعات المعرفة المستدامة ودعم الشباب. وأطلقت هيئة كهرباء ومياه دبى، مبادرة «منصة معرفة للتعاون»، التى تهدف إلى استدامة المعرفة، لا سيما المعرفة الضمنية، من خلال نظام أساسى، يمكن الموظفين من تحديد زملائهم من مختلف التخصصات والخبرات والخلفيات التعليمية، والاستفادة من معارفهم فى الممارسات العملية، وتوفر المنصة أيضاً مساحة افتراضية، تمكّن الموظفين من التعلم بعضهم من بعض، وأطلقت شرطة دبى، مبادرة «قياس المعرفة الذكى»، وهى أداة لقياس مستوى الجهات فى مجال المعرفة، الذى يتم خلال دقائق معدودة باستخدام الذكاء الاصطناعى. وأطلقت دائرة الشئون الإسلامية والعمل الخيرى، بالتعاون مع «أسواق»

مبادرة «منصة المشتريات المؤسسية 509»، التى تأتى تنفيذاً لوثيقة الخمسين، التى أطلقها الشيخ محمد بن راشد، وما جاء فى البند التاسع تحديداً، وهو تحقيق نمو سنوى فى الأعمال الإنسانية يعادل ويواكب نمونا الاقتصادى. وتم إطلاق المنصة التى تزود الجهات والشركات التابعة للحكومة بالمشتريات المؤسسية، بحيث يتم احتساب صافى الربح سنوياً، وتحويله إلى دائرة الشئون الإسلامية والعمل الخيرى لتنمية العمل الإنسانى. وتم تطوير المبادرة من قبل «أسواق للتجزئة»، وإنشاء منصة تسوق إلكترونية تضم 6000 منتج، ومواكبة للمسرعات الحكومية، وحتى تتمكن الجهات من المشاركة فى التسوق من خلالها.

 

العلم للجميع

وسلطت «مؤسسة محطة المستقبليين»، الضوء على مبادرتها «العلم للجميع»، التى أطلقتها خلال العام الجارى، وتهدف إلى تقديم ورش عمل فى مجالات تقنية مستقبلية لطلاب الجامعات على مستوى الإمارات السبع، تحت رعاية شركة أدنوك، وقد استفاد منها أكثر من 500 طالب حتى الآن، وفى بداية عام 2020، ستنطلق مبادرة «العلم للجميع العالمية»، التى تهدف إلى نشر المعرفة، وتمثيل الإمارات فى أربع عواصم عالمية، منها لندن.

 

تمكين الهمم

 

ومن الجلسات المهمة كانت تحت عنوان «تمكين أصحاب الهمم كعناصر فاعلة فى التنمية المستدامة» حيث ناقشت آليات توفير بيئة تعليمية مناسبة تلبى احتياجات هذه الفئة المهمة فى المجتمع، ورعايتهم وتأهيلهم انسجاماً مع المعايير الدولية بهدف دمجهم فى المجتمع كعناصر قادرة على الإنتاج، وتم خلالها التأكيد على ضرورة نشر التوعية المجتمعية المتعلقة بأصحاب الهمم، واستثمار طاقاتهم وتوظيفها الأمثل، فضلاً عن تحقيق التنمية الاجتماعية الشاملة، عبر توفير تعليم ذى جودة عالية، وتم استعراض التجربة الرائدة لدولة الإمارات فى دعم أصحاب الهمم، وتوفير البيئة اللازمة لتمكينهم من القيام بدورهم فى المجتمع وتعزيز إمكاناتهم، ومواجهة التحديات التى تواجههم، عدا تضافر الجهود الوطنية من أجل الاستثمار فى قدراتهم.

 

حلول مستدامة

 

وتناولت جلسة «المعرفة لتحقيق الحلول المستدامة»، أهمية توفير تعليم جيد شامل وعادل للجميع، ودور المؤسسات التعليمية فى مواجهة التحديات العالمية، ودمج مبادئ الاستدامة فى المناهج التعليمية والتدريبية، وقال حسن الدملوجى، رئيس قسم علاقات الشرق الأوسط فى «مؤسسة بيل وميلاندا غيتس»، إن علينا بداية إدراك أن الارتقاء بالمنظومة التعليمية، لا يكمن فى إنفاق المزيد من الأموال فحسب؛ فالكثير من الدول تضخ ميزانيات كبيرة فى قطاع التعليم، ولم تتحقق النتائج المرجوة؛ لكن المشكلة الرئيسية التى تواجه النظام التعليمى، تتمثل بكونه يدار ليلبى احتياجات الكبار الآنية، دون النظر لاحتياجات الطلاب المستقبلية، واقترح إطلاق منظومة اختبارات دولية وإقليمية؛ للوقوف على مستويات قطاع التعليم فى كل الدول، ومن ثم العمل على الارتقاء بمنظومة التعليم فى الدول التى تمتلك مؤشرات محدودة، ولفت إلى أهمية التركيز على تعليم الطلاب المهارات، عوضاً عن تلقينهم المعارف. فتطوير المهارات كفيل بتعزيز معارفهم، وفيما يتعلق بمساهمة التعليم فى خفض معدلات البطالة، قالت ديما نجم، العضو المنتدب فى مؤسسة التعليم من أجل التوظيف بدولة الإمارات، إن مخرجات التعليم الجامعى، تؤدى دوراً محورياً فى تعزيز نسب البطالة بين الخريجين الجدد، كونهم عند تخرجهم، يفتقرون إلى المهارات اللازمة للنجاح فى سوق العمل؛ لذا فتوفير التعليم الجيد القائم على المهارات فى منطقة الشرق، يمثل تحدياً يرتبط بتحدى تقليل نسب البطالة.