رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسرار التدخل الإسرائيلى فى صفقة الغواصات الألمانية

بوابة الوفد الإلكترونية

التدخل الاسرائيلى المعلن والذى وصل الى درجة " البجاحة " للحيلولة دون امتلاك مصر للغواصتين 209 من المانيا، وهو التدخل غير المسبوق بالنسبة لمصر، لا ينطوى فقط على مخاوف اسرائيلية من امتلاك مصر لمثل تلك الغواصات كسلاح عسكرى وهى التى لا يمكن استخدامها الا فى حرب شاملة واسعة النطاق، خاصة وان اسرائيل تمتلك 4 غواصات نوع "دولفين " الاكثر تطورا وتقدما والتى يمكن تحميلها برؤوس نووية وهى من المانيا ايضا، وسيصل عددها الى 8 غواصات بحلول عام 2017 وفقا للتقارير الاسرائيلية والمعلومات الالمانية.

لكن خوف اسرائيل يتمثل فى المقام الاول من بروز مصر كقوة عسكرية فى المنطقة العربية، مما يؤهلها مجددا لاستعادة دورها الريادى العربى، وهذه الريادة العربية لها مقوماتها، واهمها القوة العسكرية الرادعة، وامن الحدود والسواحل، وقد بدأت مصر بالفعل تأمين الحدود خاصة مع اسرائيل بعمليات الجيش فى سيناء، ويأتى تأمين الحدود البحرية كخطوة ثانية، وهى لا يمكن ان تكرسها الا بوجود فرقاطات عسكرية وغواصات متقدمة تحمى هذه الحدود البحرية.
ومصر يوجد بها اسطول بحرى قوى ، و10 فرقاطات ، ويوجد بها 4 غواصات روسية طراز روميو ، وهو طراز اقل تقدما من غواصات 209 التى تسعى لشرائها من المانيا، كما هى اقل تطورا من غواصات دولفين التى يمتلكها الجيش الاسرائيلى الان.
اى ان الخوف الاسرائيلى من وصول هاتين الغواصتين لمصر، ليس خوفا عسكريا ، بقدر ما خوف من حدوث توازن عسكرى فى الشرق الاوسط بينها وبين مصر ، وظهور مصر مجددا فى مكان الريادة العربية ، وتحولها الى قوة ردع لا دفاع ، رغم ان تحقيق هذا على ارض الواقع امامه خطوات كثيرة ، فاسرائيل تعتمد على ترسانة قوية ومتجددة من الاسلحة الامريكية والاوروبية، كما انها تمتلك القنبلة النووية والرؤوس النووية حتى وان لم تعترف بذلك، الا ان امتلاكها للغواصات دولفين يؤكد امتلاكها للرؤوس النووية.
لذا يتضح الخوف الاسرائيلى من امتلاك مصر للغواصتين 209 بصورة جلية عبر الضغط المباشر على المانيا لتجميد الصفقة، واعلانها ان مثل هذه الصفقة ستهدد امنها وستعصف بعلاقتها بالمانيا .
وقد اصبحت الكرة الان فى ملعب المانيا، وعليها ان تختار بين علاقتها بمصر الجديدة

فى عهد ما بعد الثورة، او علاقتها باسرائيل، وبالطبع ليس اسرائيل فقط بل ايضا امريكا ومن خلفهما صف طويل من الدول الاوروبية الصديقة لاسرائيل.
ومن المؤكد ان توقيت الصفقة يمثل حساسية لامريكا التى تتبنى امن اسرائيل وحماية هذا الامن كما تتبنى الام حماية طفلها الوحيد المدلل، ويراهن كل من مرشحى الرئاسة الامريكيين رومنى عن الحزب الجمهورى وباراك اوباما مجددا عن الديمقراطيين، يراهن كل منهما على ارضاء ومغازلة اسرائيل لكسب اصوات الناخبين بمن فيهم اليهود، وضمان دعم رؤوس الاموال اليهودية لحملاتهما الانتخابية.
لذا ستدخل امريكا اللعبة، وستمارس بدورها ضغوطا على المانيا لمنع صفقة الغواصات، ولن تصل هاتين الغواصتان سواحل مصر الا فى حالة واحدة، هى ضمان عدم تقديم خبرة الصيانة او قطع الغيار لمصر المتعلقة بالغواصتين الا بشروط خاصة، ثانيا تعويض اسرائيل بصفقات اسلحة متطورة فى المقابل من المانيا.
ان التدخل الاسرئيلى السافر وتصديها لصفقة الغواصتين ليضع النقاط على الحروف، ويؤكد رغبة اسرائيل فى التفوق العسكرى كنموذج وحيد بالمنطقة ، وان تكون هى القوة المهيمنة التى يعمل لها دول الجوار الف حساب، وان تكون بقوتها المحرك لعملية السلام فى المنطقة او المجمد لها، والمتحكم فى كل العلاقات بالمنطقة .
وتراقب اسرائيل الان عن قرب زيارة الرئيس المصرى محمد مرسى الى بروكسل بعد ايام، ولقاءه مع ساسة اوروبين، قد يكون بينهم اطراف المانية، وتتحسب اسرائيل ان يكون اتمام صفقة الغواصتين احد اهداف مرسى من زيارة بروكسل.