رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القونى: العلاقات الكويتية المصرية ضاربة في الجذور

بوابة الوفد الإلكترونية

وموقف الكويت فى حرب أكتوبر لا يمكن أن تمحوه ذاكرة التاريخ المشرف بين البلدين

 

فى الوقت الذى تعيش فيه مصر والأمة العربية احتفالات نصر أكتوبر المجيدة، والتى شاركت فيها دولة الكويت بكتيبة من لواء اليرموك، تشهد العلاقات الأخوية والوطيدة والراسخة بين البلدين أزهى عصورها، فى ظل القيادة الحكيمة لسمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، وأخيه الرئيس عبدالفتاح السيسى. وقد توجت مؤخراً هذه العلاقة الأخوية التى تربطها وشائج لا يمكن حصرها بزيارة الرئيس السيسى لدولة الكويت واستقبال الشيخ صباح له. حيث تلاقت القلوب وتشابكت الأيدى، واختلطت مشاعر الاخوة بمعان سامية أكثر من رائعة، جسدتها صورة تعجز الكلمات عن وصفها. وتأتى ذكرى انتصارات حرب أكتوبر لتؤكد وتعبر عن مدى التلاحم والأخوة بين الشعبين الشقيقين حيث اختلطت الدماء الكويتية مع الدماء المصرية على الأرض المصرية لتسجل ملحمة تاريخية من ملاحم الأخوة بين البلدين الشقيقين. وبمناسبة حلول الذكرى السادسة والأربعين لانتصارات حرب أكتوبر التقت «الوفد» مع السفير طارق القونى سفير جمهورية مصر العربية لدى الكويت. حيث أشاد بالمشاركة الأكثر إيجابية والموقف الرائع لدولة الكويت خلال حرب أكتوبر المجيدة. وقال إن الموقف الكويتى فى تلك الحرب لا يمكن أن تمحوه الذاكرة فى سجل التاريخ المشرف بين البلدين. وقال إن قرار القيادة السياسية الكويتية آنذاك بالمشاركة بكتيبة المشاة الكويتية «اليرموك» كان له أكبر الأثر فى دعم الجيش المصرى نفسياً وعسكرياً. كما أشاد بعمق العلاقات الراسخة بين البلدين الشقيقين فى كل المجالات وثمن التنسيق المشترك بينهما بما يعزز الامن والاستقرار فى كلا البلدين الشقيقين. وقال إن الزيارة الأخيرة للرئيس السيسى لدولة الكويت ولقاءه مع الشيخ صباح الأحمد قد رسخت وعززت بما لا يدع مجالاً للشك علاقات تعجز كلمات قليلة عن وصفها أو التعبير عنها.

 

علامة فارقة

وأكد سفير مصر لدى الكويت أن نصر أكتوبر 1973 يعد علامة فارقة فى تاريخ العسكرية المصرية والحروب العربية الإسرائيلية، ما مهد الطريق لاستعادة مصر لأراضيها المحتلة فى شبه جزيرة سيناء من خلال مفاوضات شاقة مع الجانب الإسرائيلى، بما فيها النقاط المتنازع عليها فى منطقة طابا من خلال التحكيم الدولى فى عام 1982، ونوه إلى أن حرب أكتوبر كانت بمثابة بوابة الأمل للدول العربية بعد أن تمكنت من قهر أسطورة الجيش الإسرائيلى والذى روج لنفسه فى العالم كله بأنه لا يُقهــر. وأضاف السفير القونى أن القوات المسلحة المصرية وبدعم من الأشقاء العرب، ومن ضمنهم دولة الكويت، أعادت الثقة للمواطن العربى وأثبتت أنها درع عربية تمكنت من فرض الحماية الإقليمية فى المنطقة وتغيير موازين القوى فيها، وأكد أن دور الدول العربية ومن بينها دولة الكويت الشقيقة كان موقفاً مشرفاً للغاية ومن المواقف التاريخية وأهمها آنذاك وقف إمدادات البترول لكل الدول الداعمة لإسرائيل.

 

علاقات متميزة

وقال إن مصر لــن تنسى دعم الكويت الشقيقة ومشاركتها فى المجهود الحربى قبل وأثناء الحرب، والذى ارتكز بشكل كبير على كتيبة المشاة الكويتية «اليرموك»، مؤكداً أن هذا الموقف ليس بغريب على تاريخ العلاقات بين البلدين الشقيقين، وهو الأمر الذى انعكس على موقف مصر الثابت من أمن واستقرار دول الخليج، والذى تجسد بشكل واضح إبان الغزو العراقى على دولة الكويت، وسرعة تلبية مصر لنداء الإخوة الكويتيين بتقديم الدعم العسكرى والسياسى الكامل حتى تحقق تحرير الكويت. وقال السفير القونى إن التعاون العسكرى بين الكويت ومصر استمر وتطور حتى يومنا هذا حيث شهدت العلاقات العسكرية زيارات على أعلى مستوى كان أهمها زيارة رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق محمد فريد فى سبتمبر 2018، والتدريب الجوى المشترك «اليرموك» والذى ينفذ سنوياً بالتبادل بين الجانبين وآخرها «اليرموك 4» والذى تم فى فبراير 2019 فى الكويت، فضلاً عن برنامج التدريب «الصباح 1»، وهو الاول الذى يعقد بمشاركة عناصر وأفرع القوات المسلحة كلها بالبلدين، والذى تم على ارض الكويت فى فبراير الماضى بحضور رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة المصرية.

 

مواقف ثابتة

وأضاف أن دولة الكويت أظهرت مواقف ثابتة خلال السنوات الأخيرة بالوقوف مع خيارات الشعب المصرى ومطالبه فى الأمن والتنمية انطلاقاً من قناعتها بأن مصر هى حجر الزاوية فى استقرار المنطقة، كما اظهرت الكويت دعمها الكامل لجهود مصر فى مكافحة الإرهاب، وهو الذى تجســد بوضوح فى تسليم أعضاء الخلية الإرهابية إلى مصر شهر يوليو الماضى، مؤكداً تطابق المصالح بين البلدين الشقيقين. وأن التعاون بينهما متميز للغاية فى جميع المجالات الأخرى السياسية والاقتصادية والثقافية. وقال السفير القونى إن انتصار حرب أكتوبر المجيدة له أهمية فى وجدان كل

مصرى وعربى استعاد كرامته فى هذا اليوم، وانتصارات السادس من أكتوبر تمثل ملحمة حقيقية اختلطت فيها الدماء المصرية بالعربية.

 

مشاركة صادقة

والتقت «الوفد» مع العميد الركن عبدالله المقلد والذى كان قد شارك ضمن الفوة الكويتية فى حرب الاستنزاف وحرب اكتوبر المجيدة وقال إن مشاركة دولة الكويت فى حرب أكتوبر جاءت لتعبر بصدق شديد جداً، عن الدور الكويتى الصادق والايجابى تجاه الاشقاء العرب. وأشار إلى أن المشاركة فى حرب أكتوبر تعتبر من الأوسمة التى يحملها التاريخ وهى حصيلة لحروب سابقة ودروس مستفادة من المعارك، والجيش المصرى فى ذلك الوقت لم يكن ينقصه أعداد أو عداد، وإنما كان فى حاجة إلى دعم معنوى بأن يجد أخاه العربى مشاركا معه. وقال العميد الركن المقلد إن القيادة السياسية الكويتية برئاسة الأمير الراحل الشيخ صباح السالم الصباح رحمه الله قد اتخذت قراراً بمشاركة الكويت بكتيبة المشاة الكويتية «اليرموك»، وتوجهت إلى سوريا لوجود ثغرة فى تلك الفترة. وتمكنت القوات الكويتية من المشاركة بفاعلية فى هذه العملية.

 

الدفرسوار

ويقول العميد الركن عبدالمقلد إنه شارك مع عدد كبير من القوات الكويتية فى حرب أكتوبر وتمركزوا فى منطقة الدفرسوار على الجانب الغربى من قناة السويس. وتم تحديد الدور العسكرى للقوات الكويتية على خط القناة وهو منع الضفادع البشرية الإسرائيلية من عبور قناة السويس. وأضاف أن كل من شارك فى حرب أكتوبر أو حرب الاستنزاف من الكويتيين يشعر بفخر كبير جداً للدور الكبير الذى قامت به القوات الكويتية بالمشاركة مع القوات العربية الأخرى وفى مقدمتها المملكة العربية السعودية. وقال إن هذه المشاركة رسخت فى النفوس الانتماء العربى والشعور بالفخر للمساهمة فى نصر عربى كبير. وأضاف العميد المقلد إن ما يزيد من فخر كل من شارك فى حرب الاستنزاف واكتوبر هو ذلك القرار الشجاع من القيادة الكويتية للمشاركة فى حرب العزة والكرامة لكل العرب ليسجل التاريخ بأحرف من نور مدى التفاعل الكويتى مع القضايا العربية. وعبر العميد المقلد عن اعتزازه وتقديره بتلك الأوسمة التى حصل عليها من سوريا ومصر ومن الكويت التى كرمت كل من شارك بأوسمة

وللكويت مشاركة فاعلة فى الحروب العربية الصهيونية، وهى مشاركة عسكرية واقتصادية قامت بها دولة الكويت خلال حرب أكتوبر 1973، وشاركت الكويت بإرسال قواتها على الجبهتين المصرية والسورية، فضلاً عن مشاركتها فى حظر تصدير البترول للدول الغربية الداعمة للمحتل الصهيونى.

 

الجهراء

وتواجدت قبل الحرب كتيبة مشاة كويتية، وبعد اندلاع الحرب قررت الكويت إرسال قوة حربية إلى الجبهة المصرية أسوة بما أرسلته إلى الجبهة السورية (قوة الجهراء)، وقررت الكويت إرسال عدد من طائرات الهوكر هنتر، وإجمالى ما تملكه الكويت من طائرات الهوكر هنتر هو 8 طائرات، أرسل منها إلى مصر 5 طائرات، إضافة إلى طائرتى نقل من طراز «سي-130 هيركوليز» تحمل الذخيرة وقطع الغيار، وصلت الطائرات إلى مصر فى مساء يوم 23 أكتوبر، ونزلت فى قاعدة قويسنا التى كانت أنوارها مطفأة لظروف الحرب، وحال وصول الطائرات الكويتية أضىء المدرج لثوان محددة لنزول الطائرات.