عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العالم يغني ضد بوتين

بوابة الوفد الإلكترونية

تسبب الحكم الذي أصدرته محكمة كاموفينتشيسكي بموسكو بإدانة ثلاث نساء من فريق بوسي ريوت الغنائي، في إثارة جدل حقوقي داخل وخارج روسيا. وأثارت القضية أنصار مبادئ حرية الرأي والتعبير دوليا وهو ما تسبب في اثارة أزمة وجدل حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واتجاهاته.

بدأت القصة في 21 فبراير الماضي عندما غني فريق بوسي ريوت خلال حفل أقيم بكنيسة «منقذ المسيح» «كريست سوفور» أغنية بعنوان «يا عذراء اطردي بوتين» التي أثارت غضب النظام الحاكم. وكان الفريق المكون من 5 مغنيات سبق وغني نفس الأغنية في حفل أقيم بالميدان الأحمر، وبمحطة المترو الرئيسية وعلي مدخل احد المباني المجاورة لقسم شرطة موسكو، التي كانت ألقت القبض لتوها علي المدون اليكسي نافالني الذي يدير موقعا مناهضا للفساد.
كانت الحكومة الروسية تغاضت عن حفلات الفريق وأغانيه المناهضة للنظام الحاكم ولفلاديمير بوتين، لكن أداء الأغنية بإحدي الكنائس أعطي للقضية بعداً جديداً بسبب الخلاف الحاد بين بوتين والكنيسة الارثوذكسية الروسية. كما أن الحفل أقيم خلال الفترة بين الانتخابات التشريعية والانتخابات الروسية. كانت الانتخابات الرئاسية قد وصفت بالفساد والتزوير والتدليس ونظم آلاف المعارضين مسيرات احتجاج علي نتائجها واعتقل العشرات من المتظاهرين.
وقد تسببت القضية في انقسام المجتمع الروسي الذي يدين 70٪ منه بالديانة الارثوذكسية لكن لا يمارس طقوسها سوي 3 أو 4٪ فقط من الروسيين وقد اعتبرت الحكومة الروسية والنظام الحاكم هذا الانقسام أخطر ما يتعرض له بغض النظر عن حملة الانتقادات الدولية التي وجهت للنظام الروسي بسبب تلك القضية


إدانات دولية وحركات احتجاجية
وقد أثار حكم الادانة انتقادات دولية واسعة في الولايات المتحدة وأوروبا علي المستويين الرسمي والشعبي. فقد استنكرت الإدارة الأمريكية الحكم واعتبرته غير متناغم مع الاتهامات التي وجهت لعضوات الفريق وهما البلطجة والتحريض علي الكراهية الدينية في قضية عرفت دوليا باسم «صلاة الفاسق» . وأعربت الإدارة الأمريكية عن قلقها من التأثير السلبي للقضية علي حرية الرأي والتعبير في روسيا ووصفت باريس الحكم بأنه غير منصف ولا يتسق مع الجرم الذي ارتكبه الفريق. واعتبرت أن القضية لا تزال قائمة ويمكن استئنافها أمام أي محكمة أخري في موسكو أوستراسبورج.
وانتقدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركيل عقوبة السجن التي حكم بها علي الفريق الغنائي واعتبرتها لا تتفق مع القيم الأوروبية لدولة القانون والديمقراطية. وأكدت أن المجتمع المدني متفاعل والمواطنون الروس يمارسون السياسة وهو شرط أساسي للحداثة في روسيا ولا يمثل تهديداً للدولة.
أعلنت لندن بالنيابة عن اتحاد العواصم الاوروبية أن الحكم يدفع للبحث في مدي التزام روسيا بحماية الحقوق الأصيلة والحريات.
وقال كار شوارز نبرج وزير خارجية التشيك: «انني لا أتصور دولة أوروبية، تعتبر فعل

مثل الذي قام به فريق بوسي ريوت جريمة.
وأعربت كاترين آشتون وزير خارجية الاتحاد الاوروبي عن صدمتها في الحكم الصادر. أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تحدد درجة كل دولة في قضايا الحريات، تخفيض درجة روسيا واعتبرتها احدي الدول التي تحد من حرية التعبير.
وقد سلمت منظمة العفو الدولية، مذكرة احتجاج الخميس الماضي الي سفارة روسيا في لندن تضامناً مع الفريق الغنائي. واعتبرت المنظمة السجينات الثلاث رسمياً كسجناء وطالبت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأصدقاءه بالتوقف عن مصادرة حرية التعبير في روسيا والافراج عن المغنيات الشابات وإعادتهن إلي أسرهن. وأكدت سوزان نوسيل مديرة الفرع الامريكي للمنظمة ان الوقت حان للسلطات الروسية لاحترام الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والموسيقيين والفنانين وأصحاب المدونات والمواطنين العاديين.
وقد حذر سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي أثناء وجوده في هلسنكي من سقوط العالم في هستريا بوسي ريوت، تعليقا علي الادانات والانتقادات الدولية علي الحكم القضائي ضد الفريق الغنائي.

 

الاحتجاجات الشعبية
وعلي المستوي الشعبي الدولي تعالت الأصوات والتظاهرات في العواصم والمدن الأوروبية والأمريكية الرافضة للحكم القضائي وأسلوب النظام الروسي في التعامل مع الفريق الغنائي. وأكدوا أن الاتهام بالبلطجة والحث علي الكراهية الدينية لا يجب استغلالها في الحد من حرية التعبير.
ففي فيينا نظم أكثر من 150 شخصاً تظاهرة لدعم الفريق الغنائي الروسي وارتدوا الامتعة الملونة أمام كاتدرائية ستيفانسدوم التي يرتديها الفريق في حفلاته الغنائية مما دفع أمن الكنيسة الي اخراجهم.
وفي باريس تجمع أكثر من 200 متظاهر بالقرب من متحف بوبورج ورددوا الشعارات المناهضة للنظام الروسي وللحكم القضائي. وارتدت بعض الشابات الأقنعة الملونة المميزة للفريق الروسي. كما نظم المئات تظاهرة أمام متحف جورج بومبيدو حاملين تماثيل ملونة وتركوها صباح اليوم التالي لتذكير المجتمع بجريمة القضاء الروسي.