رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علي هامش لقاء الرئيسين.. أثيوبيا وإسرائيل علاقات ناعمة لم تخلُ من التوترات

العلاقات الاسرائيلية
العلاقات الاسرائيلية الاثيوبية

ثمة قواعد تاريخية تتحكم في العلاقات الإسرائيلية الأثيوبية، لأن أثيوبيا واحدة من ساحات الصراع في شبه القارة الأفريقية.

لذا كثفت إسرائيل نشاطها هناك من أجل ضمان بقائها و وجودها و ضمان أمنها، ومن الأهداف الاستراتيجية التي سعت إسرائيل في تحقيقها في علاقاتها مع أثيوبيا الأمن القومي بمعني تأمين وجود إسرائيل وإمكانية تمددها تحت ضغط الهجرة المتزايدة.

بدأت العلاقات الأثيوبية الإسرائيلية عام 1992 عندما قدمت إسرائيل مساعدات عسكرية لأثيوبيا ودعمت الحكومة الأثيوبية أثناء حرب الاستقلال الأرترية.

وفي 2012، عينت إسرائيل السفيرة الإسرائيلية الأثيوبية المولد، بلاينش زبدية، سفيرة لها في أثيوبيا.

 

علاقات تاريخية :          

عملت إسرائيل على تقوية علاقاتها بجميع الدول الأفريقية خاصة أثيوبيا، فارتفعت صادرات إسرائيل التكنولوجية إلى أثيوپيا بنسبة 500% بالإضافة إلى قيام عدد من رجال الأعمال الإسرائيليين بزيارات دورية لأثيوپيا الأمر الذي يؤكد الجدية الإسرائيلية في تطوير علاقاتها التجارية بأثيوبيا.

و تعمل أثيوبيا علي تشكيل مجالاً حيوياً لإسرائيل وإمكانياتها الإنتاجية والفنية في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى الحصول على مكاسب اقتصادية عبر التبادل التجاري مع أثيوبيا و إيجاد سوق كبيرة لصادرات الصناعة الإسرائيلية، و ضمان مورد مهم للخامات المعدنية؛ و تأتي تجارة السلاح وصفقات الأسلحة وتغذية واقع الصراعات و الحروب الأهلية في تلك المنطقة لتعطي العلاقة بعدًا استراتيجيًّا مهماً.

 

علاقات السياسية :

كما قامت إسرائيل بتهجير يهود الفلاشا الاسم الذي يطلق على يهود أثيوپيا حيث يعتبرون أنفسهم من بيت إسرائيل.

وفي عام 1975 قامت إسرائيل بإعلان أن الفلاشا لهم حق المواطنة فيها، فتمكن حوالي 6 آلاف من الفلاشا الوصول إلى إسرائيل بطريقتهم الخاصة، لكن بقية الفلاشا لم يتمكنوا من ذلك، ولهذا نفذت 3 عمليات على التوالي لترحيل جماعي لهؤلاء إلى إسرائيل وهم العميلة موسى والعميلة يوشع والعميلة سايمان .

تهجير يهود الفلاشا

العميلة موسى وهي عميلة سرية بدأت يوم 18 نوفمير 1984 واستمرت 6 أسابيع تم فيها وضع اللاجئين الموجودين في المخيمات السودانية في طائرات حمل ونقلهم إلى إسرائيل، وبعد أن تم نقل حوالي 8 آلاف شخص، وصل خبر هذه العملية إلى الإعلام مما أدى إلى إيقافها .

ثم جاءت "عملية موسى" التي نقل من خلالها الفلاشا إلى "إسرائيل" عبر السودان و التي كشفت عنها الوكالة اليهودية العالمية مما أغضب منجستو غضبًا شديدًا واصفًا "الإسرائيليين" بأنهم لا يحتفظون بسر .

 

من جانبها تحمست الحكومة الإسرائيلية بإرسال مدير عام خارجيتها ميرهاف إلى أثيوبيا في يناير 1991 ، وعند وصوله اكتشف تدهور الأوضاع و ضعف "منجستو" فعاد ليقنع الحكومة "الإسرائيلية" بالتنصل من إبرام صفقة الأسلحة، محتجاً بأن ذلك يهدد حياة الفلاشا ويغضب الأمريكان الذين يكرهون نظام منجستو الاشتراكي والذي كان وقتها يخوض معركة خاسرة ضد قوات الجبهة الديمقراطية الثورية الأثيوبية الذين باتوا على مشارف العاصمة أديس أبابا.

و تحركت إسرائيل و أقنعت أمريكا بضرورة ترحيل الفلاشا دفعة واحدة و قد أعد سلاح الطيران الإسرائيلي خطة سماها المطر.

و برغم الخلافات فقد استمر البلدان في التعاون و تطوير علاقاتهما بمجهودات "كاسا كبدي" الذي وقّع عن أثيوبيا إعلان إعادة العلاقات في حفل غداء بمكتب رئيس الموساد ناهام أوموني 1989 ووقتها كان منجستو يحتاج إلى مساعدات "إسرائيل" العسكرية للقضاء على الثورة الإريترية .

تطوير العلاقات بين البلدين

تميزت العلاقات الإسرائيلية الأثيوبية بتشعب أطرها وتعدد موضوعاتها الشيء الذي يعكس تنوع المصالح المتبادلة بين الطرفين و الذي جاء بفعل إرث تاريخي يرجع إلى خمسينيات القرن الماضي، في الوقت الذي تظل فيه مسألة يهود الفلاشا و المياه و

الصراع العربي الإسرائيلي هي التي تتبادر إلى الأذهان عندما تثار العلاقة التي تربط إسرائيل بأثيوبيا.

 

و على الرغم من أن العلاقة الإسرائيلية الأثيوبية هي علاقة عادية طبيعية في بعض جوانبها، الا أنها تعتبر بالنسبة لإسرائيل حيوية واستراتيجية، و بحسب مراقبين فإن العلاقة الثنائية الإسرائيلية الأثيوبية لازال يدور حولها جدل كبير منذ أكثر من نصف قرن بين صعود و هبوط شهدت أجواءً من الهدوء .

ووظفت إسرائيل عدة وسائل سياسية ،اقتصادية ،زراعية ،ثقافية و عسكرية؛ لتمتين علاقاتها مع أثيوبيا، إذ تقوم إسرائيل بإرسال مبعوثين وخبراء في جميع المجالات و على رأسها "المجال الأمني والعسكري" من أجل الإعداد و التدريب و تنفيذ صفقات أسلحة.

الدعم الإسرائيلي لأثيوبيا:

سعت إسرائيل للاستثمار في أثيوبيا وأرسلت في الستينات من القرن المنصرم خبراءها في الأمن و التعليم و الاتصالات و الزراعة و الصحة و التخطيط الاقتصادي ،و أصبحت السفارة الإسرائيلية في أثيوبيا الأكبر في العالم بعد السفارة الإسرائيلية في أمريكا .

و بعد عدة أشهر من قطع علاقات أثيوبيا بإسرائيل بسبب حرب أكتوبر اطلت الثورة الأثيوبية برأسها في وقت تغلغلت فيه القدرات الإسرائيلية في أثيوبيا.

و شهدت الصادرات الأثيوبية إلى إسرائيل نمواً بمعدل تجاوز 200 %سنويًّا على مدار معظم سنوات التسعينيات .

خوف مشترك من الجماعات الإسلامية في السودان

لاشك أن العلاقات الثنائية بين إسرائيل وأديس أبابا يغلب عليها الطابع الأمني نظراً لمخاوفهما المشتركة من تنامي الجماعات الإسلامية المسلحة في السودان المجاورة و بين الفصائل المتناحرة في الصومال .

و ثمة طرق أخرى تدلل كيفية التغلغل الإسرائيلي في دول القرن الأفريقي عمومًا وأثيوبيا خصوصًا عن طريق المساعدات الاستخباراتية نظرًا لامتلاك إسرائيل مصداقية عالية عند تلك الدول، و كذلك عن طريق المساعدات الفنية والتي تأتي عن طريق البرامج التدريبية وتقديم الخبراء الإسرائيليين و إنشاء شركات لنقل الخبرات و المهارات الفنية .

وأخيرًا زيارة أبي لإسرائيل :

و أخيرا فإنه و على الرغم من الأسباب و غيرها التي دفعت و تدفع إسرائيل بالتمسك بعلاقاتها مع أثيوبيا إلا أن ما حملته زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي لإسرائيل، و ما تضمنته هذه الزيارة من أهداف تعد أكثر من مهمة و استراتيجية بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

 

اقرأ أيضًا :

تفاصيل لقاء نتنياهو ورئيس وزراء أثيوبيا في القدس

نتنياهو يستقبل رئيس وزراء إثيوبيا في مطار بن جوريون