عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر والكويت.. وعلاقات متفردة ومتميزة وراسخة

بوابة الوفد الإلكترونية

العلاقات الكويتية المصرية لا يمكن اختزالها في كلمات قليلة، لكونها علاقات متفردة ومتميزة يقودها زعيمان حكيمان، لهما الكثير من رصيد الإنجازات والخبرات والحنكة السياسية. وتأتي زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكويت، ولقاؤه مع شقيقه سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، في وقت تحتاج فيه الامة العربية إلى الكثير من التعاضد والتلاحم والتعاون، والابتعاد عن كل ما يعكر صفو هذا التعاون الصادق. وقد رحبت العديد من الأوساط الرسمية والسياسية والشعبية بهذه الزيارة التاريخية. فعلى المستوى الرسمي عبر مجلس الوزراء عن ترحيبه بالزيارة التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي متمنياً له والوفد المرافق طيب الإقامة في الكويت، مؤكداً ما تمثله هذه الزيارة من أهمية في تدعيم أواصر علاقات الأخوة الطيبة بين البلدين الشقيقين، وتنمية أوجه التعاون الثنائي في مختلف المجالات لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين.

وقال الفريق محمود الدوسري وكيل وزارة الداخلية الكويتية السابق إن هذه الزيارة في تأتي في إطار من العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين ولا مجال للحديث عن تاريخ معروف للجميع، مشيرا الى انها تدل على عمق العلاقة الوطيدة والراسخة بين البلدين، خاصة بعد الوعكة الصحية التي ألمت بسمو الشيخ صباح الأحمد الذي اصر على ان تتم هذه الزيارة في موعدها. واكد الفريق الدوسري ان هذه الزيارة لها أهمية كبرى، خاصة في ظل ما يحيط بالمنطقة من أحداث متلاحقة، وتطورات تستدعي المزيد من التعاضد والتعاون بين الأشقاء.

 

مكانة كبيرة

وقال الفريق الدوسري إن الكويتيين ينظرون إلى هذه الزيارة بعين الاهتمام والتقدير لزعيم عربي له مكانة كبيرة في القلوب واستطاع خلال فترة وجيزة أن يحقق الكثير من الإنجازات على كافة الأصعدة بخبرة وحنكة كبيرتين. وأعرب الفريق الدوسري عن أمله وأمل اشقائه الكويتيين في أن تحقق تلك الزيارة الأهداف المرجوة منها وأن تكون عامل بناء لتوطيد أواصر التعاون بين البلدين الشقيقين. وقال وكيل وزارة الداخلية الكويتية السابق انه زار قبل عدة أيام مصر لمدة شهرين وتنقل شرقا وغربا، وشاهد تحولا كبيرا في كثير من القطاعات سواء شبكة الطرق او المطارات وكذلك المصانع والمشاريع الكبرى بشكل مختلف تماما عما شاهده قبل عدة أشهر. وقال الفريق الدوسري ان الكويتيين يفخرون بوجود الجالية المصرية على أرض الكويت والذين يعملون في كافة المجالات ولهم كل التقدير والاعتزاز لما يساهمون به من تنمية للمجتمع الكويتي، مشيرا إلى أنه إذا كان هناك بعض السلبيات البسيطة فأي مجتمع لا يخلو من أي سلبيات، ولكن الغالبية العظمى لهم اسهامات فعالة جدا في المجتمع الكويتي.

 

عمق استراتيجي

وعلى المستوى الشعبي والإعلامي قالت الباحثة في الملف الإيراني والجماعات الإسلامية الإعلامية عائشة الرشيد، إن زيارة الرئيس السيسي للكويت تأتي في ظروف دقيقة جدا تمر بها أمتنا العربية بأكملها من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي وهذا الأمر يتطلب التشاور بين القيادتين المصرية والكويتية حيث إن القيادة الكويتية المتمثلة بسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تتميز بالحكمة والرؤية الشاملة والدقيقة لكافة الأحداث، نظرا لخبرته الكبيرة في مثل هذه الأمور والقيادة المصرية المتمثلة بالرئيس عبدالفتاح  السيسي رجل هذا الزمان وزعيم الأمة العربية، مشيرة إلى أن مصر هي قلب العروبة النابض لما لها من ثقل كبير على المستوى الدولي والعربي، ومؤكدة أن مصر هي صمام الأمان لكل الوطن العربي .

وأضافت قائلة ان الأمة العربية بخير وأمن وأمان إذا كانت مصر بخير وامن وامان فهي العمق الاستراتيجي العربي والسعودية العمق الاستراتيجي الخليجي.

وأشارت الرشيد إن الشعب الكويتي يتطلع لهذه الزيارة لما تحظى به مصر من مكانة متميزة في قلب الشعب الكويتي الأصيل، حيث تربطه بالشعب المصري علاقة نسب ودم ولما يحظى به الرئيس السيسي من مكانة فهو حامي الأمة العربية من الإرهاب ومن خطر التنظيمات الإرهابية خاصة جماعة الإخوان الإرهابية وحامي الأمة العربية من التقسيم. وذكرت الرشيد أن ملفات كثيرة سيتم التباحث فيها أهمها الملف الأمني والاقتصادي ومكافحة الإرهاب. وأشارت إلى أن الكويت تعتبر مصر بلدا مهما جدا فهي تنتهج دبلوماسية تراعي مصالح الأمة العربية ومصالح شعوبها وهي تتوافق مع الدبلوماسية الكويتية. وأكدت أن الرئيس السيسي يصل إلى الكويت وسط ترحيب شعبي ورسمي على رأس مستقبليه سيكون سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لما تتميز به هذه الزيارة من علاقات أخوية بين البلدين ومتجذرة تاريخيا خاصة أن الكويت تعي جيدا أن مادامت مصر بخير وامن وامان فإن الوطن العربي كله بخير.

 

قائد تاريخي

وقال الإعلامي محمد الملا إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكويت هي زيارة تاريخية لوطنه الثاني لمزيد من الترابط والوحدة الأخوية بين الشعبين المصري والكويتي، خاصة أن الرئيس السيسي استطاع خلال فترة حكمه أن ينهض في معظم المجالات داخل وطنه، لتصبح مصر اليوم قوية اقتصاديا وسياسياً وعسكرياً، وأكد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي هذا القائد التاريخي استطاع أن يصلح بين الشعوب العربية وحل القضايا العالقة بين الدول بالإضافة إلى دعم الأشقاء في الظروف الصعبة فزيارته للكويت تزيد من الترابط بين البلدين وتحقق المصالح بين الكويت ومصر، وأضاف الملا أن العلاقة الكويتية المصرية هي احد النماذج المتميزة في العلاقات الثنائية دولياً نتيجة التعاون الاقتصادي في كافة المجالات بين الدولتين، فالاستثمارات الكويتية تعتبر كبيرة وذات عائد مالي جيد للكويت وتستفيد منها مصر في تطوير البلد فالمؤشرات تدل على النجاح في التعامل الاقتصادي بين البلدين وقال إن الكل يعلم أن العلاقات الكويتية المصرية هي علاقات متميزة ويعيش في الكويت من المصريين من يساهمون في بناء الكويت. ورحب الإعلامي محمد الملا بالرئيس السيسي في وطنه الكويت.

 

أجواء دافئة

وتأتي هذه الزيارة وسط أجواء دافئة تحمل مشاعر فياضة من الود والاحترام المتبادل بين دولتين أقل ما يقال عنهما أشقاء في الأزمات قبل الانْفِراجات، فالتعاون المشترك بين دولتي مصر والكويت، يؤكد العلاقات القوية بين البلدين، وهذا ما يظهر جليًا من خلال زيارات الرئيس عبدالفتاح السيسي المتكررة لدولة الكويت الشقيقة. وتندرج الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية الوثيقة بين الكويت ومصر. وتشمل الزيارة سبل تطويرها في شتى المجالات، إضافة إلى مناقشة آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. ولم تكن تلك الزيارة الاولى للرئيس السيسي، لدولة الكويت فقد سبقها زيارات أكدت قوة ومتانة العلاقات المصرية الكويتية.

وكانت الزيارة الأولى في الخامس من يناير 2015، واستغرقت يومين تلبية لدعوة من سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. وقلد الشيخ صباح الاحمد، الرئيس السيسى بقصر بيان (قلادة مبارك الكبير)، وهو ما يعتبر أرفع وسام فى دولة الكويت. وجاء هذا التكريم توطيدا للعلاقات الاخوية المميزة بين مصر والكويت تقديرا للرئيس السيسى وللشعب المصري الشقيق. 

كما زار الرئيس السيسي الكويت 7 مايو 2017، وجرت مباحثات ثنائية للرئيس السيسي وأمير دولة الكويت بمطار الكويت الدولي وشهدت الجلسة سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب تلبي طموحات الشعبين وعدد من الملفات الإقليمية، كان أبرزها تعزيز وحدة الصف ودعم مسيرة العمل العربي، بالإضافة إلى مواصلة التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ومنها الوضع في ليبيا وسبل تحقيق الوفاق الوطني في هذا البلد الشقيق، والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه.

 

علاقات راسخة

وترتبط مصر والكويت بعلاقات راسخة ووطيدة وقديمة يشهد لها التاريخ ومن العلامات البارزة في تاريخ تلك العلاقات البعثات التعليمية المصرية التي كانت ترسل للكويت للمشاركة في تطوير التعليم بالكويت. وتعد مصر من أكبر الدول التي ساهمت بجهود ابنائها في بناء حضارة الدول الشقيقة ودول الخليج خلال العقود الماضية وأرسلت إليها الآلاف من المهندسين والعمال، وكذلك الأطباء والممرضين، والقضاة وغيرهم. وكما أرسلت مصر العديد من البعثات التعليمة لدولة الكويت الشقيقة، للمشاركة في نهضة التعليمة بها، استقبلت أيضا العديد من الطلاب الكويتيين للدراسة في الأزهر الشريف. وبدأت العلاقات الثقافية بين مصر والكويت بشكل رسمي في عام 1942 في عهد الملك فاروق متمثلة بالبعثة التعليمية الكويتية لمصر. ولم يقتصر تعاون مصر والكويت على العقود السابقة، بل مستمر حتى وقتنا الحاضر، ولا يزال المعلمون المصريون يساهمون في تعليم أبناء الكويتيين، والطلاب الكويتيون يتجهون لمصر للدراسة في جامعاتها ووقعت مصر والكويت في عام 2018 على برنامج تنفيذي في مجال التعليم العالي بين وزارتي التعليم للأعوام 2019/2021. وصرح وزير التربية والتعليم العالي الكويتي الدكتور محمد الفارس، منذ عدة شهور بأن هناك رؤية وإعدادا لعقد اتفاقية تعاون مع وزارة التعليم العالي المصرية في عدد كبير من المجالات.

 

تميز استثماري

وتحتل الكويت المرتبة الرابعة ضمن قائمة الدول المستثمرة في مصر، والثالثة عربياً، وتبلغ استثماراتها حوالي 4.7 مليار دولار، وهو ما يجعل الميزان التجاري يميل لصالح مصر مرة أخرى وشمل التبادل التجاري استثمارات في القطاع المالي والبترول والصناعة وغيرها من القطاعات الأخرى، وبعض المصادر الأخرى تقدر الحجم الحقيقي للاستثمارات الكويتية فى مصر بأكثر من 15 مليار دولار، كاستثمارات متراكمة، خاصة إذا تم حساب الاستثمارات في مجال البترول والغاز.  ويبلغ عدد الشركات التي بها مساهمات كويتية 1302 شركة، موزعة على قطاعات الاستكشافات البترولية بـ7 شركات، والقطاع المالي بـ 73 شركة، والتصنيع بـ 220 شركة، والإنشاءات بـ286 شركة، وقطاع السياحة بـ 118 شركة، علاوة على قطاع الخدمات بـ 403 شركات، والزراعة بـ125 شركة، والقطاع العقاري والتكنولوجي.

 

استثمارات رائدة

وعلى صعيد القطاعات، فاستثمارات القطاع المالي تحتل المرتبة الأولى بنسبة 39.78%، يليه قطاع البترول بنسبة 19.79%، يليه القطاع الصناعي بنسبة 10.8%، كما شهدت الاستثمارات الكويتية تراجعًا بداية من العام 2013/2014 نتيجة للأحداث السياسية التي مرت بها مصر خلال تلك الفترة والذي اثرت سلبًا على تدفقات الاستثمارات الكويتية الى مصر، لكن مع بداية استقرار الدولة في 2014 شهدت الاستثمارات الكويتية زيادة 25%. ويبلغ عدد الشركات التي تساهم فيها رؤوس أموال مصرية حوالى 2736 شركة معظمها شركات صغيرة ومتوسطة، وبنسبة مشاركة دون 51% وفقًا للقانون الكويتى، فيما تعد استثمارات شركة المقاولون العرب من أهم الاستثمارات المصرية فى الكويت.

 

نشاط سياحي

وتعد الكويت ثالث أكبر دولة عربية مصدرة للسياحة لمصر بنحو 170 ألف سائح سنويا، وتسهم حركة الطيران المباشر بين البلدين في زيادة التدفقات السياحة بشكل ملموس، حيث توجد حاليا خطوط طيران مباشرة بين الكويت وكل من القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ وأسيوط وسوهاج والأقصر. وهناك جهود للحكومة المصرية في تطوير منظومة الخدمات السياحية المقدمة والتي كان من آخرها تفعيل نظام خدمة التأشيرة السياحية الإلكترونية لمواطني 46 دولة والذي يطبق حاليا عبر الموقع الإلكتروني.