رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ماذا وراء تلويح ترامب وماكرون بإمكانية عودة روسيا إلى G8؟

بوابة الوفد الإلكترونية

أطلقت مؤخرا من كلا ضفتي الأطلسي إشارات واضحة حول احتمال عودة روسيا للمشاركة في قمم دول مجموعة "G8"، وذلك رغم عدم تقديم موسكو "تنازلات مطلوبة"، فما سبب هذا الخطاب الغربي الجديد؟

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو من بادر بالحديث قبيل قمة "مجموعة السبع" في كندا العام الماضي عن ضرورة استعادة روسيا العضوية في هذه المجموعة، لأن أهم القضايا الاستراتيجية لا يمكن حلها دون حضور روسيا "وراء الطاولة".

وأيد رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي موقف ترامب، لكن باريس لم تبد حماسا إزاءه ووصفه بالمتناقض كونه يأتي بالتوازي مع مواصلة ترامب فرض عقوبات على روسيا. كما تحفظت على هذه الفكرة برلين ولندن، مطالبتين أولا بتحقيق تقدم على مسار تسوية الأزمة الأوكرانية، التي بسببها قرر الغرب وقف العمل مع روسيا بصيغة مجموعة "الثماني الكبار" عام 2014.

لكن هذا العام يبدو الرئيس الفرنسي وكأنه يتسابق مع ترامب في "مغازلة" روسيا نوعا ما، دون أن تلغي ذلك بطبيعة الحال الخلافات المعروفة والملفات الشائكة مع موسكو.

فخلال محادثات "ودية" أجراها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الاثنين، ركز ماكرون على تأكيد انتماء روسيا الأوروبي وضرورة التقارب وتعزيز الثقة المتبادلة وبناء هيكلية أمن جديدة بين روسيا وأوروبا، وكأنه أصغى لنصيحة وزير الخارجية الفرنسي الأسبق الذي دعا القارة العجوز إلى استباق ترامب في تصحيح علاقاتها مع روسيا، محذرا من أن الأخير إذا ما أعيد انتخابه، سيعيد إطلاق الديناميات في

العلاقات بين بلاده وروسيا، دون مراعاة مصالح أوروبا.

ويرى البعض أن ماكرون المعتنق لقيم البيت الأوروبي الواحد، والطامح لدور قائد أوروبا يعتبر إصلاح العلاقة مع روسيا مسلمة لا غنى عنها لإعادة ترتيب هذا البيت الذي يواجه تحديات داخلية خطيرة، بما فيها تلك الناجمة عن "بريكست"، ويتعرض لحملة ضغط وابتزاز أمريكية تشمل القضايا الاقتصادية والتجارية والدفاعية من الخارج.

الهاجس الصيني

لكن إضافة إلى ضرورة الاستفادة من "علاقة جديدة بناءة" مع روسيا في وجه "غطرسة" ترامب، يوجد هناك، على ما يبدو، اعتبار آخر لا يقل أهمية وراء "انفتاح" ماكرون الحذر أمام روسيا، الذي كان من آخر تجلياته الدعم الفرنسي لعودة روسيا إلى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في يونيو الماضي.

جهر بهذا الرئيس الفرنسي نفسه خلال لقائه الأخير مع بوتين، عندما قال: "إذا نفّرت أوروبا دولة عظمى كروسيا، فهي ستدير ظهرها لأوروبا وستلتفت إلى الصين بشكل كامل، وذلك ليس في مصلحة فرنسا ولا الاتحاد الأوروبي".