استخدامات سلمية للمفاعلات النووية.. للتدفئة والطب والطعام

يعتقد الكثيرون أن المفاعلات النوويةتستخدم فقط لتخصيب اليورانيوم وصناعة الصواريخ، والحقيقة أنه يوجد لها عدة استخدامات أخرى هامة، حيث أعلن مسؤول صيني، أن بلاده تعتزم بناء مفاعل نووي تجريبي صغير يمكنه أن يحل محل الفحم أو الغاز في توفير التدفئة للبلدات والمدن في المناطق الشمالية الأكثر برودة.

 

وقال وانغ شو جيا، وهو مهندس كبير في شركة استثمار كهرباء الدولة التي تطور المشروع، إن مفاعل التدفئة الصغير سيدشن في مدينة جياموسي، بإقليم هيلونغ جيانغ، الذي يقع في شمال شرق البلاد، على أن يكون واحدًا من وحدتين مقترحتين تصل قدرتهما المشتركة إلى 400 ميغاوات، واستهداف تشغيله بحلول عام 2024.

 

وتسعى بكين لاستخدام المفاعلات النووية الصغيرة، التي تكون بحجم أقل من خمس حجم المفاعل النووي، كبديل لأنظمة التدفئة في المناطق الشمالية التي تتعرض إلى الضباب الدخاني، باستخدام مراجل تعمل بالفحم أو الغاز، حيث أجرت الشركة الوطنية الصينية للطاقة النووية تجارب بالفعل على تصميم "مفاعل لتدفئة المدن".

 

ووفقا للوكالة الدولية الطاقة الذرية، يمكن استخدام الطاقة النووية وتقنياتها في عدة مجالات بجانب توليد الكهرباء، منها الزراعة، والغذاء، لمنع الحشرات الضارة من التكاثر، والتقليل من أعدادها، وحماية المحاصيل الزراعية، كما يقتل الإشعاع البكتيريا والكائنات

الضارة الأخرى في الطعام كنوع من التعقيم.

الطب أيضًا يعتبر أحد مجالات استخدام الطاقة النووية، لتوفير صور لجسم الإنسان وعلاجه من بعض الأمراض، كالقضاء على الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا السليمة، والتصوير بالأشعة السينية، فضلًا عن أشعة جاما لتعقيم المعدات.

كما يمكن استكشاف الفضاء عبر التقنيات النووية، حيث تستخدم الحرارة الناتجة عن البلوتونيوم لتوليد الكهرباء في مولدات المركبات الفضائية التي تعمل بدون طيار لعدة أعوام، وهو ما نفذته 27 بعثة فضائية في 50 عامًا.

ويتم استخدام الطاقة النووية أيضًا في تحلية المياه، حيث إن خُمس سكان العالم لا يملكون مياه صحية وآمنة للشرب، ويتم استخدامها لهذا الأمر بإنتاج كميات كبيرة من الطاقة، حيث تعتمد عليه محطة "كانيون ديابلو" للطاقة النووية في المناطق القاحلة بولاية كاليفورنيا الجنوبية لتوفير المياه بالمنطقة.