عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

و.بوست: فات آوان الدبلوماسية مع إيران وسوريا

بوابة الوفد الإلكترونية

تساءل الكاتب الامريكى المعروف "ديفيد اجناتيوس" عما اذا كانت الدبلوماسية ستجدى مع كل من ايران وسوريا؟. وقال الكاتب فى مقاله اليوم بصحيفة "واشنطن بوست" الامريكية انه لا احد يتمنى ان يحدث ما حدث ابان الحرب العالمية الاولى،  الا ان ما تشهده منطقة الشرق الاوسط هذه الايام من محاولات لمنع نشوب حرب، فى ظل المواجهات المحتملة مع ايران وسوريا لا ينبئ بخير.
   السعودية تعلن التعبئة
واوضح الكاتب ان احد الاعلامات البسيطة لتزايد التوتر بالمنطقة، قيام السعودية بالتبيه على بعض قواته العسكرية ومسئولى الامن بالغاء باجازاتهم الصيفية. وترى مصادر سعودية وامريكية ان هذه التعبئة المحدودة  تعكس المخاوف من صراع عسكرى محتمل مع ايران او حرب فى سوريا، او نزاع سنى شيعى فى البحرين المجاورة للمملكة.
واشار الكاتب الى ان الدبلوماسيين يعملون بجد لنزع فتيل هذه الأزمات الإقليمية، ولكن دون نجاح حتى الآن.  كما بذل " كوفي عنان"، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، جهودا دولية للتوسط في عملية الانتقال السياسي في سوريا، لكنها لم تنجح فى اقناع الرئيس السوري "بشار الاسد" بالتنحى. وقال "عنان" يوم الاثنين انه اجرى محادثات "بناءة" مع "الاسد " وسيقدم قريبا مقترحات إلى المعارضة السورية، لكن الامر المحزن ان ما حققه "عنان" من تقدم حتى الان قليل جدا، على الرغم من وجود اتفاق دولي واسع على انه يجب على  "الاسد" ان يغادر السلطة.
 ملف ايران متعثر
وعلى الجبهة الإيرانية، المحادثات مستمرة بشأن الرقابة على البرنامج النووي لطهران ، ويحظى هذا الجهد بدعم من قبل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي والمانيا، ولكن الاجتماعات في اسطنبول وبغداد وموسكو قد أنتجت القليل من النتائج واكتفت بتبادل الافكار، ولازالت المحادثات مستمرة بين الخبراء من الجانبين الذين ربما يتوصلون الى صفقة خارج النصوص المعلبة للمفاوضات.
  فات الآوان
بالتأكيد، سيشهد هذا الصيف سياسة حافة الهاوية الدبلوماسية، فالأسد ينزع بمخاوف الحرب الأهلية الطائفية، ومن الممكن أن يكون الحل الأمثل انتقال  السلطة بوساطة روسية إلا ان النافذة لمثل هذه الصفقة أغلقت، فعند نقطة ما، سيكون"الانتقال السلمي للسلطة"  من المستحيل مع كثير من سفك الدماء، ويبدو ان  روسيا أخيرا، بدأت تتراجع قليلا عن دعم "الأسد"، فقد توقفت عن ببيع  المزيد من الأسلحة للنظام السورى، ولكن هل فات الأوان؟
وعلى الجانب الايرانى فإن المفاوضات يمكن ان تنتهى الى الحرب، فى حالة فشل الدبلومسية. ويرى محللون امريكيون ان مفاوضات الاشهر الثلاثة الاخيرة اكدت للايرانيين ان موقفهم التفاوضى ضعيف. كما ان الخط الايرانى المتشدد سيؤدى الى فرض مزيد من العقوبات، حيث يرى مسئولون اوروبيون وامريكيون ان العقوبات الاقتصادية تزيد من الضغوط على طهران.

    نصيحة كيسنجر
واستشهد الكاتب بما قاله هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق في جمع من طلاب جامعة "هارفارد" قبل بضعة أشهر:"  ان الذهاب الى حافة الهاوية هو غالبا ما يكون جزءا من مفاوضات كثيرة، وعادة ما يتم التوصل الى اتفاق وتجنب وقوع كارثة قبل الوقوع فى الهاوية، ولكن ليس دائما. واضاف " كيسنجر " :" أنه إذا كان رجال الدولة فى عام 1914 ، اى قبل الحرب العالمية الاولى ، يدركون  ما سيحدث في العالم عام 1919 ، فإنهم بالتأكيد كانوا قد اتخذوا

قرارات مختلفة، لكن الساسة قد لا تكون لديهم المعرفة المسبقة او التوقعات بما سيحدث . والمقصود من كلام "كيسنجر" ، هو انه عندما تحتدم الاوضاع وتصل الى ذروة الخلافات ، فإن الحل الوسط يلوح فى الافق، الا ان الكاتب يرى انه لا توجد ادلة كافية على ان ذلك يمكن ان يحدث فى الازمة السورية او الايرانية، كما ان ذلك ليس قاعدة، والدليل ان قادة الاتحاد الاوروبى عقدوا 19 قمة حتى الان منذ الازمة المالية لمنطقة اليورو التى بدأت قبل 3 سنوات وبلغت ذروتها، ولكن القادة لم يتوصلوا الى حلول حتى الان،  كما ان شبح الانهيار المالى فى الولايات المتحدة العام الماضى، لم يكن كافيا لتوصل السياسيين الى اتفاق او حلول نهائية، بل توصلوا فقط الى حلول مؤقتة.
 
 التصعيد التلقائى

وقد درس الخبراء الاستراتيجيون لعقود، العوامل التي تدفع الدول نحو الصراع، وهناك درس واحدا من اسباب الحرب العالمية الاولى عام 1914، على سبيل المثال، وهو انه من المهم تجنب عملية التصعيد التلقائى، والذي يحدث عندما يعلن احد الاطراف التعبئة ، فيضطر الجانب الاخر للتعبئة ايضا .  وقال الكاتب :" ان هذا ما  يجعلني قلق بشأن التنبيه السعودي، واضاف ان هناك امرا آخر مهم لمديري الأزمة هو الحاجة إلى وجود اتصالات سريعة -  مثل "الخط الساخن" الشهير التي تم تثبيته بين البيت الأبيض والكرملين بعد أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962. ورأى الكاتب انه عندما يبدأ التصعيد، قد يكون من الصعب ايقافه وفى الازمة السورية يرى العديد من المحللين ان القتال الطائفى هو بالفعل نقطة اللاعودة ، فقد كان هناك العديد من النقاط التى يمكن على اساسها التسوية ولكن الوقت قد فات.
وبالنسبة لايران فإن تعريف الازمة ببساطة هو عدم وجود ثقة بين طهران والغرب ، حتى فى ظل وجود خط ساخن. وقال الكاتب ان الولايات المتحدة اختارت ان تعمل مع المجتمع الدولى فى مواجهة سوريا وايران، وربما لا تزال مثل هذه السياسة أكثر منطقية،  لكن إذا كانت هذه الجهود المتعددة الأطراف ستنتهى بالفشل، فسوف يقع على عاتق الولايات المتحدة وضع استراتيجية بديلة.