ملكة جمال سفن العالم «شباب عمان» فى مهمة سلام جديدة

فى توقيت واحد اندفعت بسرعة فى مياه الخليج وعبر قناة السويس مجموعة من حاملات الطائرات والبارجات العملاقة المكدسة باحدث ما تضمه ترسانات السلاح وشاهرة مدافع ومنصات صواريخ بعيدة المدى. تحمل تلك القطع أعلام العديد من الدول.

إلى جوارها مرت فى نفس الفترة ولكن صوب مسارات أخرى السفينة الشراعية الشهيرة شباب عُمان حيث تقوم برحلة دولية جديدة. لكنها على النقيض لا تحمل صواريخ إنما كتب ولوحات فنية ومنتجات تراثية. والأهم أنها ليست فى مهمة حربية. إنما تبحر كعادتها فى هدوء لكى تواصل مهامها للتأكيد على توجيه رسالة من فوق الماء وعبر الأمواج، تجدد فيها سلطنة عمان دعوتها إلى الوئام والصداقة بين شعوب العالم.

ما بين أعالى البحار، تواصل «شباب عمان » مهامها وأدوارها، باعتبارها أشبه ما تكون بمتحف بحرى، فهى تخوض أعتى أمواج المحيطات وتزور دول العالم وأهم موانيه، حيث تشارك أيضًا فى العديد من المسابقات والمهرجانات، رافعة شراع ورايات الصداقة والحوار مع مختلف الشعوب ما يسهم فى إثراء حوار الحضارات ونشر ثقافة السلام والتسامح والتعايش السلمى والحوار الراقى.

تحمل رحلتها الدولية الجديدة شعار (صوارى المجد والسلام) حيث تواصل خط سيرها إلى القارة الأوروبية. وبعد انطلاقها من قاعدة سعيد بن سلطان البحرية مرت بميناء صلالة، بعدها رست بميناء جدة بالسعودية، ثم تألقت أشرعتها عبر قناة السويس حيث استقبلت فى الموانئ المصرية بحفاو ة بالغة.

منها انطلقت إلى ميناء رودس باليونان، ثم اتجهت إلى ميناء كاليارى بإيطاليا. وهكذا يجدد الشباب أمجاد التاريخ البحرى، فالعمانيون رواد محيطات، شيدوا أضخم الأساطيل عبر عصور مختلفة وثقت مبادراتهم وهم يمخرون عباب البحار لقرون طويلة ويفتحون طرقًا جديدة للتجارة ويعملون على تعزيز علاقات التبادل الثقافى والاقتصادى. واليوم يكتبون فصلًاً جديدًا فى تاريخ إنجازاتهم.

 

 

معرض حضار ى متنقل ومركز ثقافى عائم

تعد السفينة شباب عمان سفير السلطنة المتنقل للصداقة والسلام بين دول العالم، حيث لها حضور بارز فى كافة المهرجانات والموانئ الدولية التى تزورها بما تقدمه من

مفردات عمانية لها طابع عربى عريق. وتتحول دائمًا إلى معرض حضارى متنقل ومركز ثقافى عائم.

تكريماً لرسالتها تحصد دوماً العديد من الجوائز العالمية فى المهرجانات والسباقات الدولية، نتيجة منظومة متكاملة تجمع بين تميز السفينة، وأخرى تتعلق بتميز أفراد الطاقم وكياستهم ومهارتهم فى التعامل بدبلوماسية مع مختلف الأوساط الشعبية والرسمية، وقدرتهم أيضًا على تقديم جوانب من التراث والحضارة العمانية، ومن التقدم والازدهار الذى تعيشه السلطنة الآن خاصة عندما يتم فتح أبوابها أمام الزائرين ليطلعوا ويلمسوا بأنفسهم ما تحمله من مقتنيات ومعروضات، تصاحبها فى العادة عروض موسيقية عمانية رائعة، وتترك أثراً طيباً لدى أبناء الشعوب الأخرى عن سلطنة عمان التى تحمل دائماً لواء الدعوة إلى السلام.

وتلك هى نفس الرسالة التى تحملها أشرعة ورايات السفينة شباب عمان تتويجا للنجاحات التى تحققها فازت فى توقيت سابق بجائزة أجمل سفينة مشاركة فى المهرجان العالمى لمدينة «لوهوفر» الفرنسية عام 2017 والذى شاركت فيه «شباب عمان »، ضمن رحلتها الدولية الثالثة، تحت شعار شراع الصداقة والسلام.

وتم إعلان فوز ها خلال الحفل الذى أقيم فى ختام مسير أطقم السفن فى أحياء لوهافر حيث قام عمدة المدينة بتسليم الجائزة لطاقمها.

وتمنح الجائزة للقطع التى تتميز بجمال التصميم وتميز المظهر الخارجى، وهى إضافة جديدة للجوائز التى حصلت عليها خلال رحلاتها الدولية.