رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"دخل السودان كالنسيم".. أهم محطات علاقة بن لادن مع البشير

أسامة بن لادن
أسامة بن لادن

"إن أجندتنا ومشروعنا أكبر من التجارة، لسنا هنا لنقوم بتجارة، بل نحتاج إلى أن نقدّم دعماً للحكومة التي ستساعد جماعتنا، هذا هو هدفنا".. هكذا وصف زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، إلى مساعديه الهدف من وجوده في السودان، عند سؤاله عن تدني العائد المادي من تجارته مع هذا البلد.

في العام 1990، انتقل بن لادن للعيش في السودان واستمر هناك حتى 1996م، واستطاع خلال تلك الفترة تأسيس فرع للتنظيم، ضم العديد من مقاتلي وقيادات القاعدة الذين استقروا هناك.

تمكن بن لادن من شراء العديد من الأراضي الزراعية، وانشاء شركات عدة في العاصمة الخرطوم، قربته كثيرًا من حكومة عمر البشير، المنتمي للحركة الإسلامية، التي كان لها علاقات واضحة مع القاعدة.

لم تبخل حكومة البشير، التي جاءت بعد انقلاب 1989 بقيادة حسن الترابي، مؤسس الجبهة القومية، وهي ذراع الإخوان المسلمين في السودان، على مساعدة تنظيم القاعدة في تأسيس فرعه الجديد بالخرطوم، فقدمت له شتى أنواع الدعم الاستراتيجي واللوجيستي، بالدرجة التي جعلت الجيش السوداني يشتري أسلحة وأجهزة اتصالات ليمد بها القاعدة.

 

بن لادن يساعد السودان

"دخل بن لادن السودان كما يدخل النسيم على البلاد أو يهطل الغيث على الأرض بطريقة مشروعة، حين سمع أن ثورة الإنقاذ قامت تحمل معاني إسلامية وتطرح المشروع الإسلامي".. هكذا وصف الشيخ إبراهيم السنوسي، الذي يعد الرجل الثالث في الحركة الإسلامية السودانية، خلال حواره لقناة "الجزيرة"، في 2011م، دخول زعيم القاعدة الخرطوم.

علم بن لادن جيدًا أن النظام الجديد في السودان، يحتاج إلى دعم مادي لتثبيت أركانه، فقدم استثمارات بملايين الدولارات، ومن ثم ضمن التيار الإسلامي الحاكم المتجسد في الإخوان المسملين وحزب المؤتمر الوطني، والمؤتمر الشعبي، بيئة أمنة لبن لادن واتباعه.

في حواره لـ"الجزيرة"، قال السنوسي "إن بن لادن جاء بهدف مساعدة أهل السودان، فدخل بماله وفكره وقدم الكثير للبلد".

وبحسب الكاتب الصحفي، كميل الطويل، تمكن أسامة بن لادن في بداية التسعينيات، من بناء علاقة قوية مع حكومة البشير، وحسن الترابي، ونقل جزء كبير من أرصدته ومعداته إلى السودان، واستثمر بقوة في مشاريع طرق وانشاءات ومزارع وغيرها، وكان أشهرها "طريق التحدي"

من الخرطوم الى بورتسودان.

ويبدو أن المزارع في السودان كانت فرصة ممتازة لأعضاء التنظيم، فبعد انتقالهم إلى الدولة الجديدة، اشتروا العديد منها، ليستخدموها للتجارة والتدريب على السلاح.

 

شركات بن لادن

قال الكاتب الصحفي، كميل الطويل، إن زعيم تنظيم القاعدة أسس شركات عدة في السودان، تنوعت أعمالها بين التصدير والاستيراد، والمقاولات، والزراعية.

بدأ بن لادن سلسلة شركاته، بـ"وادعي العقيق"، والثانية "لادن العالمية"، العاملة بالاستيراد والتصدير، ثم أسس "طابا انفستمنت" للتجارة، وكان يحول أموالها من الجنيه السوداني إلى الدولار.

شركته الأخيرة "هجرة للبناء"، تخصصت في مجال المقاولات، وهي التي انشأت الطريق الذي يصل بين الدمازين ومدينة الكرمك بطول 83 ميل.

وأنشأ بن لادن شركة "قدرات للنقل"، و"الثمار المباركة" التي اتخذت من مزرعة ضخمة حجمها 50 ألف فدان، في مدينة الدمازين مقرًا لها.

يوضح كميل الطويل، أن المزارع الخاصة ببن لادن، كان يستخدم جزءًا منها فقط للزراعة، والباقي مخصص لعمليات التدريب على الأسلحة والمتفجرات.

من خلال هذه الاستثمارات، تمكن زعيم تنظيم القاعدة من شراء أجهزة اتصالات وأسلحة حديثة دخلت إلى السودان باسم قوات الدفاع الشعبي، التي أسستها الجبهة القومية في أعقاب انقلاب 1989م، واستخدمها البشير في قتال الجماعات المتمردة في الجنوب.

بين أجهزة اتصالات سلكية ولاسلكية ورشاشات كلاشينكوف، تمكن بن لادن من تسليح أعضاء القاعدة بمساعدة السلطات السودانية، وحصل زعيم تنظيم القاعدة نفسه بهذه الطريقة على جهاز ستالايت من ألمانيا بسعر 80 ألف دولار.