رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جارديان: الاتحاد الأوروبي يواجه مشاكل أكبر من البريكسيت

الاتحاد الأوروبى
الاتحاد الأوروبى يواجه مشاكل اقتصادية كبيرة

سلطت صحيفة "جارديان" البريطانية الضوء على قضية " بريكسيت"، حيث جذبت المملكة المتحدة اهتمامًا أكبر من المعتاد، فتجد كل البيانات الرسمية وكل الدراسات الاستقصائية عن الرأي التجاري قد خاب أملها من قبل الخاسرين والباقين على حد سواء.

وأوضحت الصحيفة، أنه تم توجيه اهتمام أقل بكثير لما يحدث في بقية الاتحاد الأوروبي، حيث أن أوروبا لديها الكثير من القضايا التي تحتاج إلى معالجة ، ويعتبر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليس أخطر القضايا.

المشكلة الأكبر في الاتحاد الأوروبي هي أن نموذجه الاقتصادي قد تجمد، نجد في أوروبا الكثير من الشركات ذات المستوى العالمي ولكن على عكس الولايات المتحدة، لم يتم تأسيس أي منها خلال الـ 25 سنة الماضية.

ففي العصر الذهبي لأوروبا  كانت فولكس واجن منافسة لفورد، ويمكن لشركة سيمنز أن تتقدم إلى جنب مع شركة جنرال إلكتريك، ولكن لا يوجد جوجل أو فيسبوك أو أمازون في أوروبا وفي التكنولوجيات الناشئة للثورة الصناعية الرابعة مثل الذكاء الاصطناعي، أوروبا ليست في أي مكان.

على صعيداً متصل تحرز الصين تقدماً أسرع من أوروبا في تطوير التعلم الآلي ولديها شركات تشكل تهديداً عمالقاً، ويعد هذا هو السبب في أن الصين بدلاً من أوروبا هي الهدف الرئيسي لحرب دونالد ترامب الجمركية.

أشارت الصحيفة عندما تم وضع خطط لليورو قبل 30 عامًا، كان الافتراض هو أن العملة الموحدة ستجعل السوق الموحدة تعمل بكفاءة أكبر وتولد نموًا أسرع، لم يحدث هذا. لم يكن أداء بلدان منطقة اليورو أسوأ، ولكن الحل الحقيقي لمشاكل النمو في أوروبا يعني إصلاح عيوب التصميم في الاتحاد النقدي

وقد أبرزت ثلاثة أحداث منفصلة الأسبوع الماضي مدى التحديات الاقتصادية التي تواجهها أوروبا, أولاً أظهر أحدث فحص صحي على اقتصاد منطقة اليورو أن النمو لا يزال ضعيفًا بشكل مزمن، وعلى سبيل المثال تعاني إيطاليا من الركود الخامس

خلال عقدين من الزمن، في حين يتأثر الاقتصاد الألماني الذي يهيمن عليه الصادرات بشدة جراء التباطؤ في الاقتصاد العالمي، ولكن نجت ألمانيا من الركود فقط بسبب جلد أسنانها في النصف الثاني من عام 2018 وأوائل عام 2019 ولم تشهد تحسنا يذكر.

هناك نتيجتان مهمتان لهذا الأمر: لقد استغرقت منطقة اليورو وقتًا طويلاً للعودة إلى النمو؛ وتركت بنوكها مثقلة بكميات كبيرة من القروض المتعثرة. لا تزال البنوك الأوروبية ضعيفة للغاية أمام تباطؤ اقتصادي آخر، وهذا هو السبب في أن الحدث المهم الثاني الأسبوع الماضي كان إعلان اثنين من أكبر البنوك الألمانية (دويتشه وكومرزبنك) أنهما في محادثات الاندماج.

الجدير بالذكر أن نتيجة السياسات النقدية السيئة للتحاد الأوروبى، سئمت إيطاليا من انتظار الوحدة النقدية، ولا تملك روما سيطرة على السياسة النقدية، وقد أعلنت الحكومة الإيطالية أنها ستكون أول دولة أوروبية تشارك في مبادرة الحزام والطريق الصينية، وهى محاولة لربط آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا بمجموعة من الموانئ والسكك الحديدية والجسور ومشاريع البنية التحتية الأخرى .

 إن رغبة إيطاليا في المشاركة في محاولة إعادة إنشاء طريق الحرير القديم تعكس يأسها لإنعاش اقتصادها بأي وسيلة متاحة، كما أنه يعكس مكانة أوروبا المتناقصة في نظام الانتقاء العالمي.