رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سياسي كردي لـ"الوفد": الصراعات في العراق بسبب تعدد مراكز القرار

اشتباكات بالعراق
اشتباكات بالعراق

تعد مدينة سنجار أو كما يسميها الأكراد "شنكال" والواقعة في شمال العراق، واحدة من أصعب أزمات الدولة العراقية لسنوات طويلة، بسبب الرغبة في السيطرة على سيادتها بين عدد من القوى السياسية سواء المحلية أو الاقليمية، نظرا لموقعها الحيوي بين الأكراد.

صراعات متعددة شهدتها المدينة طيلة تاريخها، كان محورها إقليم كردستان الذي يريد الاستقلال وتكوين حكم ذاتي، وهو ما يشمل أجزاء من حدود الدول الأربع العراق، إيران، سوريا، تركيا.

كانت نزاعات سنجار القريبة من حدود الدول الأربعة متنوعة، بداية من الأزمة بين حكومة دمشق وأقليم كردستان الذي يريد ضم المدينة إلى داخل حدوده، أو الصراع الكردي على الإقليم لأسباب سياسية واقتصادية، أو رغبة الدولة التركية في دخول المدينة لحماية حدودها الجنوبية، وأخيرا رغبة إيران في السيطرة على الإقليم الكردي لحماية حدودها كذلك.

آخر هذه الصراعات، هو ما حدث الأحد الماضي، عندما أعلن الجيش العراقي في بيان له، أنه اشتبك مع مسلحين من حزب العمال الكردستاني في منطقة سنجار، مما أسفر عن سقوط جنديين وإصابة خمسة آخرين.

وفي حديثه إلى الـ"الوفد"، أوضح المحلل السياسي الكردي، كفاح سنجاري، "أن الاشتباكات التي دارت بين الجيش وحزب العمل الكردستاني، الأحد الماضي، ماهي إلا انعكاس لحالة الفوضى وتعدد مراكز القرار في المنطقة".

كردستان وصراع السيادة:

الاشتباك المسلح بين الجيش العراقي وقوات حزب العمال الكردستاني الذي وقع في المنطقة الشمالية، هو الثاني من نوعه في تلك المنطقة، بحسب ما أوضح المستشار الإعلامي لمكتب الرئيس مسعود بارازاني.

حزب العمال الكردستاني، هو حزب تركي تابع لأكراد تركيا، تأسس في أواخر سبعينيات القرن الماضي، ويحاول الاستقلال عن أنقرة، وتمتع الحزب بامتداد له داخل حدود الدولة العراقية، هذا التمدد تبلور واتخذ شكلا سياسيا مختلفا بعد دخول تنظيم الدولة العراقية داعش في المنطقة، وتعاون الحزب مع القوات المقاتلة في المنطقة لإخراج التنظيم الإرهابي من هناك.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني العراقية الرسمية، الأحد الماضي، بحسب ما أورده موقع "باسنيوز" العراقي، "اعتدت قوة أمنية تابعة للفوج لواء 72 تابع لقيادة عمليات نينوى، بعدما طالب أحد الجنود، قوات الأكراد حزب العمال الكردستاني بالحصول على الموافقات الأمنية، والسماح لها باجتياز السيطرة".

وأضافت خلية الإعلام، "القوات قامت بدهس الجندي والاعتداء على السيطرة، مما أدى إلى اشتباك الطرفين، وسقوط جنديين عراقيين".

"الموضوع يتعلق بالسيادة والاتفاقات قبل احتلال العراق، تمت بين الأتراك والعراقيين نصت على دخول الأتراك إلى ما يقارب 20 كم داخل العراق"، هكذا أوضح المحلل السياسي والكاتب العراقي، عبدالكريم الوزارن جذور المشكلة في إقليم كردستان.

وأضاف الوزان في تصريحات خاصة لـ"الوفد"، "حزب العمال الكردستاني استغل هذه المناطق ضمن حدود الدولة العراقية، مما أثار العديد من الإشكالات كانت أولها هو اختراق سيادة المنطقة، وتخلل العامل الأمني، فضلا عن وجوب الاتفاقية بين بغداد ودمشق على مكافحة الحزب".

ظل الحزب التركي متواجد داخل

الحدود العراقية بشكل أو بآخر طيلة سنوات الصراع الكردي، إلا أن سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على سنجار منذ 2014، كان له انعاكسات جديدة على المشهد السياسي وتغلغل "العمال الكردستاني" في المدينة، وذلك بعدما سهم في الحرب ضد التنظيم الإرهابي وإخراجه من سنجار.

ومنذ نهاية ديسمبر الماضي، حاول حزب العمال الكردستاني التركي، إدارة مدينة سنجار، بعدما اتفق مع فصائل من الحشد الشعبي التابعة لإيران على تشكيل إدارة محلية للمدينة، مما أثار حفيظة المسئوليين العراقيين في المنطقة.

يضيف المحلل السياسي، عبدالكريم الوزان، "ما فعلته القوات العراقية الأحد الماضي مع قوات حزب العمال، لم يكن اعتباطيا أو عفويا، بل مدروس ومتفق عليه، فالجيش كان ينفذ خطة دولية ثنائية عرقية تركية وفق اتفاقية معهودة بينهم من أجل تحقيق السيادة العراقية".

حرب أهلية:

يقول السياسي، كفاح سنجاري، "في نفس الوقت الذي يصطدم فيه الجيش العراقي مع حزب العمال الكردستاني، يتمتع الأخير بتعاون مع قيادة الحشد الشعبي بالدرجة التي جعلته يغطي معاشات عناصره ضمن حشد عشائري".

وأضاف سنجاري لـ"الوفد"، "استبعد وقوع حرب أهلية على خلفية الصراعات في المدينة، نظرا لنزوح الأهالي منذ 2014 بعد سيطرة داعش وتواجدهم داخل المخيمات، وسيطرة حزب العمال والحزب الشعبي عموما على المنطقة بعد عام 2017".

وأكد كذلك المحلل السياسي، عبدالكريم الوزان، "أنه من الصعوبة أن تشهد العراق حرب أهلية في الوقت القريب، فالشعب حاليا أكثر وعيا عن ذي قبل، والجميع أصبح على دراية باللعبة المعادية تجاه بغداد التي تقف ورائها الكثير من التنظيمات المسلحة".

وتوقع الوزان، " أن تقيم أمريكا حكومة اإنقاذ وطني في العراق، أو ربما إقامة أقاليم متعددة وهو ما هيأت له كثيرا خلال السنوات الماضية، وأعادت احتلال العراق من جديد وزادت من عدد الجنود والخبراء والمختصين، وذلك بالتزامن مع الضغوطات الدولية والإقليمية على إيران، والموضوع بتقديري الشخصي سيحسم خلال أسابيع.