فرنسا تحذر الاتحاد الأوروبي من الاندفاع في محادثات التجارة مع أمريكا

 قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم الاثنين أن فرنسا حذرت الاتحاد الأوروبي من الإسراع نحو إجراء محادثات تجارية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بينما تسعى باريس للحصول على ضمانات لحماية القطاعات الاقتصادية الحساسة في المفاوضات التي تأمل في إمكانية تأجيلها إلى ما بعد انتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في مايو المقبل.
وقال وزير الدولة للشئون الخارجية الفرنسية جان بابتيست لوموين في حوار أجراه مع الصحيفة إن باريس تدعم على نطاق واسع خطط الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى اتفاق يهدف إلى خفض الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة بشأن السلع الصناعية... لكنه أشار إلى أن فرنسا تسعى إلى تضييق نطاق المحادثات ومقاومة محاولات الحكومات الأخرى لبدء المفاوضات في أسرع وقت.
وكانت المحادثات التجارية قد أجريت العام الماضي تحت رعاية جان كلود جونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، والرئيس ترامب كوسيلة لتخفيف التوترات التي أثارتها تهديدات الرئيس الأمريكي لضرب واردات السيارات الأوروبية من خلال فرض رسوم إضافية.
وقد قدمت المفوضية الأوروبية مسودة بشأن محادثات الجمارك مع واشنطن في يناير الماضي، داعية إلى سرعة موافقة الحكومات الأوروبية عليها من أجل تجنب اتهامات الولايات المتحدة بالتلكؤ والمساعدة في منع تنفيذ التهديدات الأمريكية بفرض ضرائب إضافية على سيارات الاتحاد الأوروبي .
لكن دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي أكدوا: "أن باريس أوضحت في محادثاتها مع الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أنها تفضل ترك القضية على وضعها الراهن وتأجيل مناقشتها إلى ما بعد انتخابات البرلمان الأوروبي المقرر إجراؤها خلال الفترة بين 23-26 مايو المقبل".
وفي هذا الشأن، قال ليموين:" إن الجدول الزمني للاتحاد الأوروبي يجب ألا

يكون مرتبطًا بالتهديدات الأمريكية"... وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي قد اتخذ بالفعل لفتات لحسن النية منذ أن تفاوض ترامب وجونكر على اتفاقهما في يوليو الماضي، بما في ذلك زيادة واردات الاتحاد الأوروبي من فول الصويا الأمريكي والغاز الطبيعي المسال".
وقد تعقدت الاستعدادات للمحادثات أيضًا بسبب مطالب الولايات المتحدة بأن تتضمن أي صفقة تنازلات من الاتحاد الأوروبي بشأن قطاع الزراعة ، وهي فكرة رفضتها بشدة باريس والمفوضية وعواصم الاتحاد الأوروبي الأخرى.
كما أكد دبلوماسيون أن فرنسا وألمانيا تعملان على التوصل إلى حل وسط يستخدم بموجبه زعماء الاتحاد الأوروبي اجتماع قمة في بروكسل الأسبوع المقبل لإعادة تأكيد التزامهم بخطة جونكر - ترامب، مع تأجيل قد يستغرق عدة أسابيع أخرى للتوقيع رسميا على التفويض.
وينبع إلحاح هذه المسألة في العواصم الأخرى من حقيقة أن ترامب لديه وقت حتى منتصف شهر مايو لتقرير ما إذا كان يجب عليه التصرف بُناء على النتائج التي توصلت إليها وزارة التجارة بأن سيارات الاتحاد الأوروبي تهدد الأمن القومي الأمريكي، وبالتالي يفرض جمارك عقابية.