رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

توقيع إعلان مشترك واتفاقية للدفاع بين سلطنة عمان وبريطانيا

بوابة الوفد الإلكترونية

شهدت مسقط جولات مهمة متتابعة من المشاورات والمباحثات العمانية الدولية وعلى أعلى المستويات حيث تسفر عن مستجدات تمثل نقلات نوعية استراتيجية. وتؤكد الزيارات المتواصلة إلى سلطنة عمان التى تقوم بها الوفود من مختلف دول العالم لتوقيع المزيد من اتفاقات الشراكة على الاهتمام بتعميق التعاون العمانى الدولي ونقله إلى آفاق أكثر عمقاً فى كل جوانب وقطاعات الحياة السياسية والاقتصادية والإعلامية والثقافية والإنسانية أيضاً، بما يخدم مختلف الأطراف، ويساعد على تحقيق الرفاهية للشعوب.

على سبيل المثال ما بين مسقط ولندن تمتد جسور قوية ترتكز على أسس راسخة عمرها أكثر من قرنين من الزمان، توثقت خلالهما صلات تحمل سمات عديدة تميز مسار العلاقات الدولية المتكافئة خاصة ما بين الشعوب والدول العريقة ذات التاريخ الحافل المعبر عن تراث حضارى تمتد جذوره إلى أعماق سحيقة لحقب تاريخية بعيدة.

على صعيد العلاقات العمانية – البريطانية يمضى البلدان بآليات واقعية وعملية نحو تنفيذ المزيد من المشروعات والاستثمارات المشتركة وزيادة التبادل التجارى بين الجانبين، ويتكامل ذلك مع التنسيق فى الملفات السياسية، ما يساهم فى إرساء قواعد الأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم، انطلاقاً من علاقات استراتيجية تتأسس على اتفاقيات تفتح أفق التعاون المثمر، على خلفيات من تراث الصداقة التاريخية.

ولا شك فى أن المضى فى توقيع المزيد من الاتفاقيات يعود بالنفع المشترك على الطرفين ويساهم فى مد أفق التعاون لما هو أرحب فى خدمة مستقبل الشعبين، ومن ثم منظومات التعاون العربى – الدولى.

فلكل ذلك مردودات اقتصادية بعيدة المدى إذ تؤدى إلى فتح أبواب المزيد من الأسواق الخارجية العالمية أمام المنتجات العُمانية فى العديد من البلدان والعواصم.

فى هذا الإطار استقبلت السلطنة فى غضون أيام معدودات، وفدين بريطانيين رفيعى المستوى.

فقد التقى السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان مع جيرمى هنت وزير الخارجية البريطانى، وتم خلال المقابلة بحث أوجه التعاون الثنائى القائم بين البلدين فى إطار العلاقات الوطيدة التى تربطهما والأمور ذات الاهتمام المتبادل بين الجانبين.

تتويجا للمقابلة تم فى مسقط التوقيع على «الإعلان المشترك الشامل للصداقة الراسخة بين حكومة سلطنة عمان وحكومة المملكة المتحدة لبريطانيا وأيرلندا الشمالية».

وقّعه من الجانب العمانى يوسف بن علوى بن عبدالله الوزير المسئول عن الشئون الخارجية، فيما وقعه من الجانب البريطانى جيرمى هنت وزير الخارجية.

يأتى الاتفاق الجديد امتداداً لعقود من العلاقات السياسية والاقتصادية طويلة الأمد، ورغبة فى تطوير الروابط العميقة والتاريخية، وتفعيلاً للاهتمام المشترك بدعم السلام والأمن والاستقرار إقليميًا ودولياً، وبتعزيز التعاون فى المجالات ذات الاهتمام المشترك. ويشمل الإعلان مختلف القطاعات استنادًا إلى مبادئ المصالح المتوازنة ومن أهم بنوده:

– ضمان استمرار الحوار الحضارى على أعلى المستويات.

– العمل معًا على تحقيق السلام والرخاء والاستقرار عالمياً.

– دعم النمو المستدام والحيوى لاقتصاديات البلدين عبر تطوير شراكة قوية تحقق المنفعة المتبادلة.

– مواصلة تبادل الخبرات.

– استمرار العمل الثنائى فى مجالات الابتكار والتكنولوجيا والطاقة وتشجيع نقل المعرفة.

– تطوير الرؤى الاقتصادية لكلا الطرفين لإيجاد بيئة اقتصادية مفتوحة وتنافسية وقوى عاملة ماهرة.

– العمل المشترك لتشجيع الوصول إلى الأسواق والتعاون فى الخدمات المصرفية والمالية والشراكة بين القطاعين العام والخاص.

– تعزيز العلاقات القائمة فى مجال الدفاع وتقديم الدعم المتبادل.

- دعم الخبرات العسكرية والمدنية المكتسبة من التمرين المشترك (السيف السريع).

– تعميق الروابط بين المؤسسات التعليمية على جميع المستويات لتنمية الموارد البشرية.

– تبادل زيارات الوفود والمشاركات فى المجالات الثقافية والرياضية والسياحية والشبابية والفنية والموسيقية.

– تعزيز عمل الجمعية العمانية البريطانية، ومجموعة الجيل الجديد، والمجلس الثقافى البريطانى وجمعية الصداقة العمانية البريطانية، والتى تحظى بأعلى مستويات الرعاية من الجانبين.

 

مبادرة مهمة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية

شهدت السلطنة خطوة مهمة أخرى لتفعيل العلاقات بين البلدين. فقد استقبل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان جافين ويليامسون وزير الدفاع البريطانى خلال زيارته لمسقط فى فبراير الماضى.

قبل المقابلة وقعت سلطنة عُمان والمملكة المتحدة على اتفاقية للدفاع المشترك. ونيابة عن حكومة السلطنة وقعها السيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدى الوزير المسئول عن شئون الدفاع، فيما وقعها نيابة عن حكومة بريطانيا جافين ويليامسون وزير الدفاع. تأتى الاتفاقية تأكيدًا لعلاقات التعاون التاريخية فى مختلف المجالات وحرصًا من قيادتى البلدين على تعميق هذه العلاقات وتوحيد الرؤى المشتركة بما يحقق أمنهما واستقرارهما ورخاء شعبيهما وترسيخاً لمجالات التعاون الذى تجسد فى عدد من الأوجه.

 

دولة عالمية

 تهدف الاتفاقية إلى تأطير تعاون البلدين فى الدفاع المشترك عن أمنهما واستقرارهما وازدهارهما، ودعمهما لسيادة ووحدة أراضى كل منهما، وتطوير العمل العسكرى الثنائى، بما يحقق التوافق والانسجام بين القوات المسلحة.

عقب التوقيع قال السيد بدر بن سعود بن حارب البورسعيدى الوزير المسئول عن شئون الدفاع فى تصريح له تأتى هذه الاتفاقية لتعزيز العلاقات الثنائية والشراكة الاستراتيجية، وهى تمثل علامة بارزة فى مسيرة التعاون بينهما، كما تؤكد أهمية تفعيل العمل المشترك

لضمان أمن واستقرار البلدين، وتمهّد لمزيد من التمارين.

من جانبه أكد جافين ويليامسون وزير الدفاع البريطانى أهمية التوقيع على الاتفاقية، وقال إن من شأنها أن تعزز علاقاتنا مع أحد أهم شركائنا، وإنه حدث تاريخى هام، ونؤكد من خلاله على حرصنا على الدفاع المشترك عن بلدينا».

أضاف « إن أمن الخليج يعد امتدادًا لأمننا ومن المهم توسيع آفاقنا لتصبح المملكة المتحدة دولة عالمية عقب الانسحاب من الاتحاد الأوروبى».

.. والعلاقات بين الدول يجب ألا تكون مبنية على التاريخ فحسب

 

تأكيداً على أهمية نتائج المباحثات عقد ويليامسون مؤتمراً صحفياً بمقر السفارة البريطانية بمسقط، أكد خلاله أن حكومة بلاده تقدر الجهود الحثيثة التى يبذلها السلطان قابوس بن سعيد من أجل إرساء قواعد الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وقال إن تحقيق السلام والاستقرار وضمان المستقبل المشرق للمنطقة يتطلب حكمة ورؤية ثاقبة كتلك التى يتحلى بها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان عبر نظرته الثاقبة وتعامله الدقيق مع مختلف قضايا المنطقة، وقال إن المجتمع الدولى يقدر ويثمن هذه الجهود التى مكنت من التواصل مع جميع أطراف النزاع واستتباب الأمن فى المنطقة، بل إن حكومة بلاده تتعلم الكثير من سياسة السلطنة الخارجية، لا سيما فيما يتعلق بالتعامل مع دول الجوار.

حول اتفاقية الدفاع المشترك أوضح أيضاً أن الهدف الرئيسى لها يتمثل فى الارتقاء بالعلاقات المشتركة والوصول بها إلى آفاق أرحب خاصة فى مجالات الدفاع، مبيناً أن الاتفاقية سوف تتيح الفرصة للعمل بشكل أفضل من أجل تحقيق الأهداف المشترك، متمنياً أن تحقق النجاح المأمول منها.

وأضاف أن العلاقات بين الدول يجب أن تكون مبنية على التاريخ فحسب ولكن على ما سوف تقوم به هذه الدول من أجل تنمية وتطوير علاقاتها فى الحاضر والمستقبل، وهذا ما يجعل توقيع الاتفاقية ذا أهمية خاصة.

 

بداية تاريخية منذ عام 1800م

أشار وزير الدفاع البريطانى إلى أن البلدين كانا قد وقّعا اتفاقية مشابهة فى أواخر عام 1800م، تنص على أن العلاقات بين السلطنة والمملكة المتحدة سوف تستمر مدى الدهر الأمر الذى يؤكد أنها غير مرتبطة بإطار زمنى معين.

وأضاف أن اتفاقية الدفاع المشترك جاءت لاستكمال النجاح الذى حققه الجانبان من خلال التمرينات المشتركة والتى تحمل رسالة أساسية وهى أن السلطنة والمملكة المتحدة بلدان صديقان يقفان مع بعضهما البعض فى وقت الشدة والرخاء لتحقيق المصالح المشتركة.

وأكد أن المملكة المتحدة تؤمن بأن أمن منطقة الخليج العربى من أمنها لذلك هى تسعى من أجل تعزيز علاقات التعاون، حيث إنه تم تخصيص 3 مليارات جنيه استرلينى من أجل الاستثمار فى جميع المجالات المتاحة فى المنطقة، موضحاً أن التعاون بين السلطنة وبريطانيا بشكل خاص ومنطقة الخليج بشكل عام لا يقتصر على مجالات الدفاع فحسب بل يمتد ليشمل مجالات أخرى كالتعليم والصحة.

انطلاقاً من مسقط أوضح المسئولون البريطانيون أن بلادهم سوف تنتهج نهجاً جديداً فى علاقاتها الخارجية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبى تحت مسمى «بريطانيا العالمية» والذى ستتمكن من خلاله العمل والتعاون مع شركائها بشكل أكبر وأوسع.

وفى مقدمة هؤلاء الشركاء سلطنة عمان، ما يسهم فى حماية الأمن والاستقرار على امتداد منطقة الخليج وانطلاقاً منها فى ربوع العالم.