فاينانشيال تايمز: إغلاق الحكومة الأمريكية يُلقي بظلاله على الاقتصاد

ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، اليوم الأربعاء، أن إغلاق الحكومة الأمريكية بدأ يُلقي بظلال سلبية ويُحدث تأثيرات متقلبة في أداء الاقتصاد الأمريكي، كما يخاطر بتخفيض الثقة بين الشركات التي تعاني بالفعل من قلق حيال النزاعات التجارية واضطرابات سوق البورصة.
وقالت الصحيفة -في تعليق لها بثته على موقعها الإلكتروني- إن التاريخ الأمريكي أثبت أن الإغلاقات المتعمدة للحكومة لم يكن لها آثار اقتصادية عابرة فقط، بل أيضا، وكما حذر جاي باول وهو رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي من أن النزاع الذي يدوم حول مآزق الماضي يمكن أن يبدأ في تغيير الصورة إلى الأسوأ.
ويثير الجمود الراهن في واشنطن، والذي دخل أسبوعه الرابع، مخاوف خاصة بشأن صراع محتمل حول الحاجة إلى رفع أو تعليق سقف الدين العام الأمريكي هذا الصيف، بالإضافة إلى مصير الحد الأقصى للإنفاق العام الذي سوف يشهد مناقشات عاصفة في وقت لاحق من العام الجاري.
ونقلت الصحيفة عن إيثان هاريس، رئيس قسم أبحاث الاقتصاد العالمي في بنك أوف أمريكا ميريل لينش، قوله: "إنه من المؤكد أن يصبح الإغلاق صدمة كبيرة إذا استمر لمدة شهور وليس أسابيع...فهناك حساسية في الأسواق تشير إلى وجود خلل وظيفي في واشنطن".
وتدخل عملية الإغلاق الجزئي الأسبوع الرابع دون وجود مسار واضح لإعادة فتح أبواب الحكومة الأمريكية، وأصبح انقطاع التمويل
هو الأطول في التاريخ الحديث إذ تجاوزت مدة الإغلاق الرقم القياسي الذي بلغ

21 يومًا، والذي تم تسجيله في عهد إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون.
وأضافت الصحيفة أن الإغلاق قد يخلف تأثيرًا حادًا، حتى إن كان مؤقتًا، على بيانات التوظيف الأمريكية، فهؤلاء الموظفين الفيدراليين الذين يجلسون في المنزل ولا يحصلون على رواتب قد يصنفون بصفة مؤقتة كعاطلين عن العمل في بيانات الوظائف لشهر يناير من قبل مكتب إحصاءات العمل، كما ستتأثر بذلك بيانات الرواتب.
ومع اتساع نطاق الإغلاق إلى منطقة غير مسبوقة، ستصبح الآثار الاقتصادية أكثر أهمية، وكما قال المحللون في "ستاندرد آند بورز" الأسبوع الماضي، "كلما طالت مدة إغلاق الحكومة، زادت الأضرار الجانبية التي سيعانيها الاقتصاد".
وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والديمقراطيين بلغت طريقًا مسدودًا، كما فشلت جهود اللحظة الأخيرة للجمهوريين المعتدلين في الكونجرس لتخطي المفاوضات وإعادة فتح الحكومة، بجانب مغادرة المشرّعين لواشنطن حتى مساء الاثنين المقبل، ما يضمن أن الإغلاق سيستمر على الأقل 24 يومًا.