رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا يخشى العالم سقوط البشير؟

الرئيس السوداني -
الرئيس السوداني - عمر البشير

 على رغم الاحتجاجات المتصاعدة في السودان، إلا أنه بدءًا من قطر والسعودية وحتى الصين وروسيا إلى الولايات المتحدة، ترى جميعها أن من الأفضل بقاء الرئيس عمر البشير في منصبه.

 

 ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، في تقرير لها، أنه ومع تزايد حدة الاحتجاجات التي تشكل ضغطًا قويًا على البشير، فإن القوى الرئيسية بالمنطقة تساند حكومته لضمان استقرارها في منطقة مزقتها الحروب والصراعات.

 

 تصاعدت التظاهرات، التي اندلعت في البلاد الشهر الماضي، بعدما قررت الحكومة زيادة سعر الخبز، وعلى ما يبدو فهي تمثل أكبر تحدٍ للبشير منذ توليه السلطة في انقلاب في عام 1989.

 

 كان مسئولون في الحكومة السودانية أعلنوا عن مقتل 24 متظاهرًا منذ اندلاع الاحتجاجات الشهر الماضي، لكن منظمة العفو الدولية أعلنت أن أكثر من 40 شخصًا قتلوا في أكثر من 380 احتجاجًا في أنحاء البلاد منذ 19 ديسمبر.

 

 يقول عبدالوهاب الأفندي، وهو كاتب وأكاديمي في معهد الدوحة للدراسات العليا، في تصريحات لوكالة فرانس برس، إن كل دول المنطقة متفقة بشكل كبير على الرئيس السوداني عمر البشير، مضيفًا أنهم وعلى ما يبدو يفضلون بقاءه على رأس السلطة، حيث يرون أن أي بديل آخر قد لا يكون مناسبًا لهم وللمنطقة.

 

 وبعد اندلاع الاحتجاجات في السودان، حرصت الحكومات العربية على تقديم الدعم له لتجنب أي تكرار للاضطرابات التي هزت المنطقة في عام 2011. وكانت مصر دعت مرارًا وتكرارًا إلى الاستقرار في جارتها الجنوبية، وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي لأحد كبار مساعدي البشير، الذي زار القاهرة الأسبوع الماضي، إن "مصر تدعم بشكل كامل أمن واستقرار السودان، وهو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري".

 

وقبل أيام، أعرب وزير الخارجية المصري، سامح شكري، عن ثقته في أن السودان "سيتغلب على الوضع الحالي"، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية.

 

تقلبات سياسية:

 خلال العقود الثلاثة الماضية، بنى البشير علاقات مع جميع اللاعبين الدبلوماسيين في المنطقة، وذلك من خلال سلسلة من التقلبات الخارجية المذهلة في بعض الأحيان. فقبل أيام من اندلاع الاحتجاجات، قام البشير بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد في أول زيارة يقوم بها رئيس عربي إلى دمشق منذ اندلاع الحرب عام 2011.

 

 وفي تسعينات القرن الماضي، استضافت الحكومة السودانية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن،

إضافة إلى تطوير علاقتها مع إيران قبل أن تقرر قطعها عام 2016، وفي أكتوبر 2017، أسهم التعاون المتزايد مع واشنطن على رفع الحظر التجاري الذي فرضته الولايات المتحدة على السودان منذ عقود، على رغم احتفاظ واشنطن بالسودان على قائمتها السوداء "للدول الراعية للإرهاب"، إلى جانب إيران وكوريا الشمالية وسوريا.

 

وعلى رغم أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يؤيدان بشكل علني عمر البشير، المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم الحرب، بما في ذلك الإبادة الجماعية في دارفور، إلا أنهم يعملون على ضمان "بقاء استقرار السودان"، لأن عدم الاستقرار قد يؤدي إلى موجة جديدة من المهاجرين السودانيين نحو أوروبا.

 

 تقول الكاتبة أمل الطويل، من مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن القوى الإقليمية والدولية لن تسمح بسقوط البشير، لأن العالم "لا يرغب في أن يكون السودان معقلًا جديدًا للمتشددين".

 

 يشير التقرير إلى أن عمر البشير فاجأ الغرب عندما وجه بوصلته من طهران إلى الرياض عام 2016، عندما قرر إرسال المئات من جنوده للانضمام إلى التحالف العربي، الذي تقوده السعودية في مواجهة المليشيات الحوثية المدعومة من إيران في اليمن، أما بالنسبة للقوى الدولية مثل الصين، فذكرت تقارير صحفية، أن بكين استثمرت مليارات الدولارات في السودان، حيث جعلت من نفسها بوابة إلى باقي دول القارة الأفريقية.

 

 ويضيف الأفندي أنه بالنسبة لدول مثل الصين وروسيا، فإن السودان بوابة دخول لأفريقيا، مؤكدًا "سواء هم أو الغرب، فلا أحد يريد أن ينهار السودان".