رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بومبيو والتناقضات الأمريكية بالشرق الأوسط في خطاب القاهرة

مايك بومبيو
مايك بومبيو

كشف الخطاب الذي ألقاه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أمس الخميس، عن حجم الخلاف الكبير بين نظام الرئيس دونالد ترامب وسلفه باراك أوباما، كما أنه أزاح الستار عن مجموعة من التناقضات الكبيرة بشأن سياسات زعيم البيت الأبيض في منطقة الشرق الأوسط.


ويقول الكاتب روبن رايت، في مقال نشره على موقع نيويوركر اليوم الجمعة، إن الرسالة الأبرز لخطاب بومبيو في القاهرة هي أن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما اتخذت نهجاً سياسياً خاطئاً في أكثر مناطق العالم تقلبًا، حيث اتهم أوباما بالمسئولية عن مشاكل المنطقة، قائلاً إن "قادتنا أخطئوا بشكل خطير في تاريخنا باستخدام طرق أثرت سلباً على مئات الملايين من الناس في مصر وفي جميع أنحاء المنطقة".


وقال بومبيو إن الولايات المتحدة أعادت اكتشاف صوتها وأصبحت الآن "قوة للخير" في الشرق الأوسط، قائلاً: "لقد انتهى عمر الخزي الأمريكي المنكوب ذاتيًا، وكذلك السياسات التي أنتجت الكثير من المعاناة غير الضرورية"، قبل أن يضيف: "الآن تأتي البداية الجديدة الحقيقية."


ومع ذلك، يأتي خطاب بومبيو بالتزامن مع الفوضى والتناقضات في سياسة الولايات المتحدة، والذي انعكس في القرار "المتعجل" الذي اتخذه الرئيس دونالد ترامب بشأن الانسحاب العسكري من سوريا الشهر الماضي، وانسحابها ايضاً من الاتفاق النووي الإيراني العام المنصرم.
وفي واحدة من التناقضات الذي ألقى بها بومبيو أمس، تعهد وزير الخارجية الأمريكي بأن بلاده "لن تتراجع حتى إنهاء إرهاب التنظيمات المتطرفة".


بالتأكيد، تعلم إدارة الرئيس ترامب جيداً أنه عندما تقرر الولايات المتحدة التراجع، فإن الفوضى غالباً ما تأتي في أعقابه، وهو ما بدا جلياً عندما انسحبت القوات الأمريكية من العراق في عام 2011،  والتي كانت في الواقع قد نفذت بموجب اتفاق الرئيس جورج بوش مع العراق في عام 2008.

 

وفي ديسمبر الماضي، أعلن دونالد ترامب، بعد محادثة هاتفية مع انظيره التركي رجب طيب أردوغان، عن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وهو القرار الذي يراه المراقبون بأنه تخلي من واشنطن لحلفاؤها أثار استيائهم جميعاً.


كما أن بومبيو زعم في خطابه أن الانسحاب من سوريا لم يُشير إلى أي تغير في المهمة، بالرغم من أن كبار المسئولين في البنتاجون ووزارة الخارجية يعتقدون خلاف ذلك.


منذ عام 2015 ، كانت القوات الخاصة الأمريكية حرجة في تقديم التوجيه الاستراتيجي والأسلحة والمخابرات إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تقاتل داعش في سوريا، بالإضافة إلى أن الوجود الأمريكي أوجد المساحة لـ "قسد" لإنشاء مناطق لم تتنافس فيها القوات السورية والروسية والإيرانية وحزب الله والقوات التركية في سوريا خوفا من إثارة صراع مفتوح مع الولايات المتحدة.


كما أنه وبمجرد الانسحاب الأمريكي من سوريا، ستظل "قسد" - وهي

القوة الوحيدة الأكثر أهمية بعد استعادتها 99 بالمئة من مناطق داعش في سوريا - عرضة للهجوم من قبل القوات الأخرى، أبرزها تركيا.

 

ومن بين الموضوعات الأخرى الهامة التي جاءت في خطاب بومبيو، إيران، حيث تعهد وزير الخارجية الأمريكي بأن تصبح العقوبات ضد طهران أكثر قسوة "حتى تعود إيران إلى التصرف كدولة عادية"، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي يتفهم ضرورة مواجهة إيران "وليس تدليلها"، في إشارة الى الاتفاق النووي بين ايران والقوى الست الكبرى في العالم والذي تم التوصل اليه في عام 2015.


وكان ترامب قد أعلن انسحابه من الاتفاق النووي وأعاد فرض العقوبات الاقتصادية، بالرغم من أن جميع الدول الخمس الموقعة الأخرى (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا) لا تزال تحترم هذه الصفقة.

 

كما أن بومبيو ذهب إلى حد التعهد بأن الولايات المتحدة ستقضي على الوجود الإيراني في سوريا، إلا أن انسحاب القوات الأمريكية سيكلف واشنطن قدراً من النفوذ الذي لا تزال تمتلكه في مواجهة إيران أو روسيا، والتي ساعدت قواتها العسكرية وتوجيهها الاستراتيجي الرئيس السوري بشار الأسد على إعادة السيطرة على جميع المدن الرئيسية في سوريا.

 

ويقول المراقبون إنه من المحتمل أن تكون إيران قادرة على تأمين وتعميق نفوذها في سوريا مع الانسحاب الأمريكي.

 

ولم يشر خطاب بومبيو إلى حماية حقوق الإنسان أو الديمقراطية، أو الشروع في إصلاحات اقتصادية للتعامل مع أزمة البطالة المزمنة، أو الانفتاح على المجتمع لمواجهة الصعوبات التي أدت إلى الانتفاضات العربية في عام 2011.

 

ويقول روبرت مالي، رئيس مجموعة الأزمات الدولية وموظف كبير في مجلس الأمن القومي في إدارة أوباما، إن خطاب بومبيو كان له بعدين، معاداة أوباما، ومعاداة إيران، فالأول يعكس تسييس السياسة الخارجية التي يصعب استحضارها، والثاني هوس إيديولوجي لا يتوافق مع الواقع.