بوليتيكو تكشف أسرار الإعجاب المتبادل بين الحركات السياسية الفرنسية والايطالية

كتب لويجي دي مايو، نائب رئيس الوزراء الإيطالي ، خطابًا مؤثرا إلى محتجزي حركة السترات الصفراء الفرنسية في وقت سابق من هذا الأسبوع، اعتبره الإليزيه إهانة، وفقا لما نشرته مجلة بوليتيكو في نسختها الأوروبية.

 

و جاء فى خطاب دي مايو الأتى " لقد تابعنا معركتكم منذ البداية نحن نعرف ما الذي ينعش روحكم، نحن مستعدون لدعمكم في المكان الذي تحتاجون إليه ... السترات الصفراء، لا تستسلموا" .
 
الجدير بالذكر أن المتظاهرين الفرنسيين كانوا يمارسون العنف الأسابيع الماضية في وسط باريس، حيث قاموا بتخريب الآثار الوطنية، واقتحموا الوزارات ، وطاردوا الشرطة في شوارع العاصمة الفرنسية.

 

وعلى خلفية انعقاد اجتماع أولي في روما يوم السبت سيضم ممثلو الحركة الايطالية، "فايف ستارز" (5 نجوم)  بزعيمين معتدلين من السترات الصفراء، ردت الوزيرة الفرنسية المكلفة بالشؤون الأوروبية، ناتالي لوازو، بأن الدول يجب أن تحترم "الحلفاء والجيران"، مشيرة إلى أن الحكومة الإيطالية "تنظر إلى رفاهية الإيطاليين".

قال جيوفاني أورسينا، أستاذ التاريخ السياسي بجامعة لويس في روما: "إنطباعي هو أنها ليست حركة معادية للفرنسيين وإنما هدفاً داخلياً لإثبات أنها طرفا مبتكرا مناهضا للسلطات والمؤسسات".

و يذكر أن لدى زعيم الحركة الايطالية "خمسة نجوم" أسباب كثيرة لرغبته في إزعاج الحكومة الفرنسية، فبعد التصريحات الاخيرة، سارع دي مايو إلى الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد استقبل تشكيل الحكومة الإيطالية من خلال ملاحظة أن الشعبوية تنتشر "مثل الجذام" في جميع أنحاء أوروبا. وتوترت العلاقات أكثر عندما أغلقت إيطاليا موانئها أمام المهاجرين، وارتفعت حدة التوتر بعد دخول القوات الفرنسية إلى إيطاليا دون إذن لمنع المهاجرين من عبور الحدود.

 

من ناحية أخرى، لدى الحركة الايطالية أسباب سياسية أيضًا للتواصل مع السترات الصفراء، لأن كلاهما ليس لديهما ايدولوجية محددة وكلاهما نشأوا نتيجة غضب أعضاء الحركات وتبني فكر مناهضة المؤسسات.

 

قال نيكولا بيوندو، وهو مدير اتصالات سابق لـلحركة الإيطالية "لقد دعموا أوباما، ترامب، احتلوا وول ستريت، كل حركة وطنية ودولية مناهضة للمؤسسة".
ولكن نشطاء الحركة الإيطالية "خمسة نجوم"

 يقولون إن حركة السترات الصفراء جذابة ليس لأنها تعارض ماكرون، ولكن لأنها تشبه حركتها الخاصة .لقد ولدت الحركتان من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. كلاهما من الأحزاب المضادة لوجود السلطات والمؤسسات ومناهض للنخبة ، وكلاهما يستمدان الدعم من المواطنين الساخطين من اليسار واليمين.

 

كما حصلت حركة الاحتجاج الفرنسية أيضًا على تأييد اليساندرو دي باتيستا، وهو زعيم بارز فى الحركة الايطالية "خمسة نجوم" ، يقوم بتنسيق الحملة الانتخابية الأوروبية، وقال ان الحركة الايطالية يجب أن تمنحهم "أقصى دعم".

ووفقًا لما ذكره ماسيمو لازاري، الناشط في الحركة ايطالية " ان هناك تعاطف بين النشطاء، فمطالبهم مشابهة لطلباتنا."
وقال لازاري إن أعضاء الحركة ايطالية لا يدعمون العنف الذي شهدته فرنسا. "نحن دعاة سلام كحركة، لكن في أي تظاهرة يوجد مثيري الشغب".
". وأضاف لازاري" إن فترة عمل ماكرون في فرنسا تذكرنا برئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي في إيطاليا، حيث أخفق كل منهما في معالجة المشاكل الحقيقية لبلدهما".

 

كما اضاف ان نجاح الشراكة بين الحركتين سوف يعتمد إلى حد كبير على مسار الاحتجاج في فرنسا.

 

وقال لازاري إن السترات الصفراء لم تقدم حتى الآن زعيمًا جذابًا، وتفتقر إلى فريق تنظيمي سيكون مطلوبًا إذا أصبحت الحركة قوة سياسية.

وسيعقد اجتماع أولي في روما يوم السبت عندما يلتقي ممثلو الحركة الايطالية بزعيمين معتدلين من السترات الصفراء.