رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

واشنطن بوست: الأسد يبدأ مرحلة التقارب مع دول المنطقة.. ولكن

الرئيس السوري بشار
الرئيس السوري بشار الاسد

يبدو أن عام 2018 انتهى على نحو مثالي بالنسبة للرئيس السوري بشار الأسد، بعدما أشار عدد من الدول العربية إلى استعدادها للمصالحة معه، بالإضافة إلى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من بلاده.
في ديسمبر الماضي، أصبح الرئيس السوداني عمر البشير أول رئيس عربي يزور سوريا منذ اندلاع الحرب في البلاد عام 2011، بعدها أعادت الإمارات فتح سفارتها في العاصمة دمشق، بالإضافة إلى قرار تونس باستئناف رحلاتها المباشرة إلى سوريا، وهو ما يراه المراقبون أن أيام الأسد كـ  "زعيم منبوذ" أصبحت معدودة.

وتقول صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن السعودية على استعداد لقبول بقاء بشار الأسد على رأس النظام السوري، آملة في أن يقلل من اعتماده على منافستها الإقليمية، إيران.

كما توقعت الصحيفة أن الجامعة العربية، التي قامت بطرد الأسد بسبب قمعه الوحشي للمتظاهرين في 2011، سوف ترحب به مرة أخرى في عام 2019.

 

ما مدى عزلة الأسد ؟

وتقول الصحيفة إن أحد الأسباب التي ساهمت في الإبقاء على الأسد هو أنه لم يكن في عزلة دولية، فالمساعدات الحيوية من حلفاؤه - روسيا وإيران - كانت موثقة جيداً، وضمنت روسيا أن دمشق لن تواجه أي عقوبات من قبل الأمم المتحدة، مثل تلك التي عانى منها صدام حسين، كما قدمت المساعدات والقروض والدعم لإبقاء الأسد وقواته، بجانب إيران.

أما باقي دول بريكس (البرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا)، لم تطالب الأسد بالتنحي، فالصين تعد الدولة الاكثر تأييداً له، حيث نقضت قرارات مجلس الأمن الدولي ضد الأسد 6 مرات منذ عام 2011، واحتفظت الهند بعلاقاتها مع دمشق، خوفا من صعود الإسلاميين وربما مكافأة لسوريا على موقفها السابق المؤيد لإقليم نيودلهي حول كشمير.

وقررت البرازيل سحب سفيرها من سوريا، ولكن فقط لأسباب متعلقة بالسلامة، وحتى قبل الانتخابات الأخيرة للرئيس اليميني، السيد يائير بولسونارو ، أعربت البرازيل عن رغبتها في استعادة العلاقات الكاملة والمشاركة في إعادة الإعمار.

 

إعادة بناء سوريا ستكون مكلفة

وترى الصحيفة أنه من غير المتوقع أن توفر دول بريكس وحلفاء الأسد الـ 400 مليار دولار المطلوبة لإعادة بناء سوريا بعد الحرب، موضحة أن الصين "الأكثر ثراءاً" تبدو فاترة، في حين تفتقر كل من روسيا وإيران إلى الأموال.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأسد وحلفاؤه أدركوا منذ فترة أن المعونة القادمة فقط من الخليج الفارسي أو الغرب يمكن أن توفر مليارات الدولارات اللازمة لإعادة الإعمار، كما أن الانضمام إلى الجامعة العربية سيأتي بمكافأة اقتصادية ويمثل نهاية لمحاولات بعض القادة العرب للإطاحة برأس النظام السوري، حيث سيستخدمه الأسد للتأكيد على انتصاره.

 

الولايات المتحدة أوروبا وتركيا : عقبات أمام الأسد

وأضافت الصحيفة أنه وعلى الرغم من هذه الإيجابيات، لا يزال طريق الأسد إلى إعادة التأهيل الكامل مغلقاً بثلاثة عقبات كبيرة: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحليفة الناتو تركيا.

وعلى مايبدو أن الولايات المتحدة لا تمثل عقبة كبيرة أمام الأسد، موضحة أن قرار دونالد ترامب المفاجئ بسحب قواته من سوريا يعزز رغبة الأسد المعلنة في استعادة أراضيه.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأصوات

المؤيدة لإسرائيل والمناهضة لإيران في واشنطن تجعل من المستبعد رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا في أي وقت قريب. فتلك القيود المفروضة على الشركات الأمريكية أو المواطنين الذين يتعاملون مع أي عمل في سوريا لا تزال تمثل مشكلة وتعوق المستثمرين الدوليين.

وتعد العقوبات مشكلة مماثلة للاتحاد الأوروبي، إلا أن هناك انقساماً في أعضاء الاتحاد بشأن سوريا، فدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا يؤيدون موقف واشنطن المتشدد، فيما أعربت عدد من دول جنوب أوروبا القريبة من سوريا تشكيكها في الأمر.

ومع البقاء المضمون لبشار الأسد، فستعلو أصوات تلك الدول، التي تستضيف العديد منها اللاجئين السوريين الذين يرغبون في العودة، ففي الوقت الذي ستغادر فيه بريطانيا الاتحاد الأوروبي، واستضافة ألمانيا لـ 600 ألف سوري، قد تجد فرنسا نفسها غير قادرة على منع حدوث تحول في السياسة الأوروبية.

إلا أن تركيا تعد العقبة الأكثر إلحاحاً، فسيعزز الاقتصاد السوري وخاصة مدينة حلب الثانية، التي تم تدميرها جراء الحرب، بشكل كبير من خلال إعادة فتح الطرق المؤدية إلى تركيا، التي تم حظرها حالياً من قبل أنقرة والمتمردين المدعومين من تركيا الذين يسيطرون على إدلب.

وعلى الرغم من أن تركيا تخلت عن المطالبة برحيل الأسد، إلا أن هناك ثلاث مناطق متنازع عليها تمنع المصالحة.

وتقول الصحيفة إن الأسد سيرحب بالتأكيد بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، لكنها عودة يجب ألا تكون مبالغ فيها، فمن جهة، سوريا كانت بعيدة كل البعد عن العزلة طوال الحرب الأهلية، ومن ناحية أخرى، لا زالت بعيدة عن التصالح مع الحكومات الغربية وتركيا. لكن النظام السوري يتمتع بخبرة تمتد لعقود من الزمن في مواجهة العقوبات والعزلة الغربية والإقليمية، آخرها في منتصف العقد الأول من القرن الحالي.

ولطالما كانت استراتيجية النظام السوري تنتظر تغير الظروف الدولية لصالحها عوضاً عن تغيير سياساتها، والانفتاح الأخير من الدول العربية يؤكد هذا النهج بشكل أكبر، وسيصبح الأسد أكثر ثقة في عودة الغرب وتركيا إليه بغض النظر عن المدة التي تستغرق ذلك.