رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جارديان: ماكرون يفتقد الشعبية الكافية لتقبل الفرنسيين الضرائب

بوابة الوفد الإلكترونية

استعرضت صحيفة الجارديان البريطانية في مقالا افتتاحيا رأيها في موجة الاحتجاجات التي اندلعت في فرنسا منذ منتصف نوفمبر الماضي، والتي قادتها حركة "السترات الصفراء" اعتراضا على قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون برفع أسعار الوقود.

وعقدت الصحيفة في مستهل افتتاحيتها مقارنة بين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث فرض توني بلير أثناء فترة حكمه ضرائب على الوقود مما تسبب في موجه عنيفة من الاحتجاجات أدت لاستعانة بلير بالجيش للسيطرة على الأوضاع في بريطانيا، فيما يعتقد ماكرون أن إعلان حالة الطوارئ في البلاد سيعيد النظام.

وتحدثت الصحيفة عن نموذج مماثل للرئيس الفرنسي الشاب إيمانويل ماكرون، وهو رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير الذي ظهر منذ ما يقرب من عقدين كزعيم جديد لليسار الوسطي في أوروبا، وبعد فوزه في انتخابات تاريخية، عازمًا على تغيير السياسة في بلاده ومع سطوع نجمه، فقد الزعيم إحساسه بمزاج العامة، وفشل في مواجهة أزمة أدت إلى توقف خططه لبناء مجتمع صناعي حديث، وكشفت  تلك الأزمة عن عدم قدرته على السيطرة على الأحداث.

ويواجه اليوم الزعيم الجديد إيمانويل ماكرون سلسلة من الاحتجاجات على نطاق واسع في البلاد اعتراضا على ارتفاع أسعار الوقود بسبب الضرائب الخضراء والتي فرضتها بعض الدول المتقدمة على مستخدمي وقود الديزل الملوث للبيئة وذلك لتشجيع حماية البيئة ومحاربة التغير المناخي.

وأضافت الصحيفة أن التهديدات التي يواجهها ماكرون أخطر من تلك التي واجهها بلير، حيث أن حركات المعارضة أصبح لديها الآن قدرة أكبر على التنظيم واستعراض

الحجج والانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، وشهدت فرنسا احتجاجات واسعة النطاق قادتها حركة "السترات الصفراء" بلغت أعدادها 170 ألف شخص في جميع أنحاء البلاد خلال نهاية الأسبوع، كما قام المحتجون بأعمال شغب أدت لحرق المباني والسيارات، كما أن خطاب ماكرون المؤيد لقطاع الأعمال والمتجاهل لصوت الشارع عزز الاعتقاد باهتمام ماكرون بمصلحة الأثرياء وانفصاله عن البلاد.

وتشير الصحيفة إلى أن رفع أسعار الوقود  قرار صحيح لمحاربة التغيير المناخي، ففي حين أن فرض الضرائب قد يكون حافز لتغيير سلوكيات الناس، إلا أن اختيار التوقيت هو العامل الأهم في مثل هذه القرارات، خاصة عندما يشعر الناس أن الضرائب عبء أكبر عليهم في هذه الأوقات الغير مستقرة.

وترى الصحيفة أن من الضروري أن يعمل ماكرون على استعادة شعبيته، خاصة أنه سيتنافس ضد حزب اليمين المتطرف في فرنسا في انتخابات البرلمان الأوروبي في مايو المقبل، وسيكون من الذكاء الآن التركيز على نمو اقتصاد فرنسا المتعثر، حيث أن معدل البطالة لايزال يقرب من 10%.