عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل خدمت تظاهرات السترات الصفراء سياسات ترامب؟

جانب من تظاهرات السترات
جانب من تظاهرات السترات الصفراء

يبدو أن التظاهرات المشتعلة التي هزت شوارع العاصمة الفرنسية باريس الفترة الماضية، على خلفية فرض ضرائب على الوقود، واهتزاز حكومة إدوارد فيليب، بالإضافة إلى الضعف الذي بدا عليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في التعامل مع الأزمة، يصب في مصلحة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

 

التظاهرات الغاضبة التي نظمتها حركة "السترات الصفراء" – العفوية –، ومانتج عنها من إظهار الحكومة والرئيس الفرنسي في مظهر الضعيف، نجحت في إرسال عدة رسائل إلى قادة الاتحاد الأوروبي، ولكن هذه المرة على لسان زعيم البيت الأبيض.

 

وكان ماكرون قد صرح لـ "راديو 1" الفرنسي، الشهر الماضي، بأن أوروبا في حاجة إلى إنشاء "جيش خاص بها" يعتمد على نفسه لحماية مصالحه بدلا من الاعتماد على الولايات المتحدة.

 

وأوضح ماكرون أن أوروبا في حاجة لحماية نفسها من روسيا والصين "ومن الولايات المتحدة ايضاً"، وتابع "أوروبا في حاجة لحماية نفسها من الرئيس الأمريكي ترامب".

 

ولاقت دعوة الرئيس الفرنسي ردود أفعال إيجابية من زعماء أوروبا، أبرزهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي طالبت بضرورة العمل على رؤية لوجود جيش أوروبي حقيقي، مؤكدة أن فكرة الجيش الأوروبي الموحد لا تتعارض مع "الناتو" بل يمكن أن تزيد من التعاون معه.

 

كما جاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليعرب عن ترحيبه بفكرة ماكرون، قائلا إن أوروبا "تمثل اتحادا اقتصاديا قويا واتحادا نقديا قويا، وأضاف أنه لهذا السبب فإن من المنطقي أن ترغب أوروبا في أن تكون مستقلة وذات سيادة في الأمن والدفاع".

 

ويبدو أن فكرة الجيش الأوروبي التي ابتدعها الرئيس الفرنسي لم تأتي على هوا ترامب، حيث وصف ترامب دعوة ماكرون بـ "المهينة للغاية".

وكتب ترامب عبر حسابه على تويتر قائلاً إنه "ربما يترتب على أوروبا أولا أن تدفع مساهمتها في حلف شمال الأطلسي الذي تموله الولايات المتحدة بشكل كبير".

 

إضافة إلى ذلك، أعلن ماكرون

معارضته لقرار الرئيس الأمريكي الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني في مايو الماضي، حيث أكد في مناسبات عدة على ضرورة الحفاظ على الاتفاق المبرم عام 2015.

 

ويقول مراقبون أن ماكرون تقمص دور قائد وزعيم الاتحاد الأوروبي، من خلال تحفظه على قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي، ورؤيته بأنه قد آن الآوان لتتمكن أوروبا من الدفاع عن نفسها من المخاطر المحيطة بها، من بينها ترامب ذاته.

 

وربط مراقبون بما حدث في باريس خلال الأسبوعين الماضيين، وظهور حركة "السترات الصفراء"، بالثورات التي شهدها جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق خلال السنوات الماضية.

 

ويقول المراقبون إن الولايات المتحدة "حتماً" لها دور في الأحداث التي شهدتها باريس مؤخراً، والتي تمكنت من إحداث هزة عنيفة في هرم السلطة الفرنسية على رأسه ايمانويل ماكرون، إذ أن ترامب يرغب في معاقبة ماكرون على مواقفه التي تأتي على عكس رغباته الرئيس الأمريكي.

 

وأضاف المراقبون أن تظاهرات "السترات السفراء" تعزز وبقوة موقف ترامب في أوروبا، ويبعث برسالة تحذيرية غير مباشرة من الرئيس الامريكي إلى قادة دول الاتحاد الأوروبي.

 

ويوضح المراقبون أن الرسالة النحذيرية مفادها أنه مجرد التفكير في معارضة ترامب أو الإخلال بقواعده الخاصة أو الخلاف معه هو بالتأكيد "أمر  محفوف بالمخاطر".