رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كاتب مصري مقيم بباريس: المواطن الفرنسي لا تحركه مؤامرات دولية ويرفض شعار إسقاط النظام

بوابة الوفد الإلكترونية

أكد الكاتب الروائي والفنان التشكيلي المصري عبد الرازق عكاشة أن فرنسا تعيش حالة ثورية متكاملة من خلال تظاهرات السترات الصفراء وأن الأمر بعيد كل البعد عن فكرة "المؤامرات الدولية" التي يروج لها بعض مراقبي هذه الاحتجاجات.

 

ومن خلال إقامته الطويلة منذ بداية التسعينيات في فرنسا، يؤكد عكاشة، في حديثه الخاص لجريدة الوفد، على فكرة ان الفرنسيين دائما في حالة اهتياج ثوري ومطالب فئوية وشعبية قائلا :" تعيش فرنسا بشكل دائم منذ عهد نابليون وكل عام يشهد غضبا اجتماعيا لسبب مختلف وإن لم يجدا سببا، يتظاهرون من أجل فلسطين واريتريا والحبشة".

 

 

وأوضح عكاشة ان التظاهرات في فرنسا لا تضر بالدولة الفرنسية على الإطلاق مؤكدا أن "المظاهرات جزء أصيل من ثقافة المجتمع الفرنسي، الشعب المسمي شعب اولاد ديكارت، أي أبناء الأب الروحي للنقاش والمجادلة"، حيث أضاف قائلا: "إن لم يثر الشعب الفرنسي، فإنه يصبح مجرد من ثقافته الأصيلة".

 

وعن إدعاءات بعض مراقبي الاحتجاجات بأن التظاهرات "يتخللها عملاء ممولين"، قال عكاشة أن هذه وجهة نظر تعتبر "خاطئة وجاهلة"، مشيرا إلى أن الوعي الثقافي بالثورة لدى الشعب الفرنسي دفعهم لتنظيف الشوارع وإعادة المظاهر الجمالية بل وانتشار السائحين مرة أخرى في محيط شوارع الشانزليزيه.

 

يتميز الشعب الفرنسي بأنه "ثائر شرطي"، بمعنى أنه يتظاهر من أجل مطالب محددة، واستشهد بالثورات السابقة في فرنسا مثل ثورة 1968 التي أسقطت شارل ديجول، قائلا :" رغم الهدم والتكسير والحرائق، لكن لم تحمل شعارا واحدا معاديا لأمن الوطن أو

الجيش والشرطة".

 

وفي 1996 تحرك غضب شعبي ضد جاك شيراك استمر شهرين مطالبين بتغيير قانون الطلبة، ولكنها احتجاجات لم يستغلها أحد لهدم مؤسسات الدولة إنما لمهاجمة القانون الذي يحمي الفساد داخل المؤسسات، حسب قوله.

 

وعن احتجاجات فرنسا في الأيام الماضية ضد فرض الضرائب على الوقود ومطالب تحسين مستوى المعيشة، قال عكاشة أنه لم يسمع شعار واحد ضد شرطي أو جيش أو مؤسسة، وإنما تتلخص جميع المطالبات بتعديل قانون العلاج والمعيشة والبطالة، ولم يستغل هذه المظاهرات قط لإسقاط الدولة، موضحا أن فرنسا "تحتفي بالثائر المثقف".

 

ولم يعتبر عكاشة ان الشرطة طرف في المعادلة المعتادة للتظاهرات بأن تكون قوات الأمن ضد المحتجين، بل أكد أن الشرطة الفرنسية كانت تحاول حماية المتظاهرين من الاعتداءات وتنظيم حركة الاحتجاجات.

 

وعاب عكاشة على صحيفة لوباريزيان المقربة من القصر الجمهوري، إعتبار ممثلي حركة السترات الصفراء منتمين لجماعات سرية متطرفة، مؤكدا أن الاحتجاجات الفرنسية خرجت من دافع مطالب شعبية رصينة لا تمت لتغيير أنظمة الدولة.