رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مئات اليهود يزورون كنيس "الغريبة" فى تونس

بوابة الوفد الإلكترونية

بدأت اليوم الأربعاء في جزيرة جربة التونسية وسط إجراءات أمنية مشددة مراسم "الزيارة" اليهودية السنوية الى كنيس الغريبة الذي يعد أقدم معبد يهودي في إفريقيا.

وكانت "الزيارة" ألغيت العام الماضي لانعدام الأمن في تونس بسبب "الثورة" التي أطاحت في 14 يناير من نفس العام بالرئيس زين العابدين بن علي.
وانتشرت تعزيزات أمنية وعسكرية لافتة في الأحياء اليهودية لجزيرة جربة وحول محيط كنيس الغريبة والفنادق التي تستقبل الزوار اليهود.
وقال بيريز الطرابلسي رئيس هيئة كنيس الغريبة ان 500 يهودي قدموا اساسا من اوروبا يشاركون الى جانب 1000 يهودي تونسي في مراسم الزيارة التي تستمر يومين ويبدأ عادة في اليوم الـ33 من الفصح اليهودي.
وأشار الى غياب كامل لزوار من اسرائيل بعد أن حذرت الدولة العبرية الاسرائيليين من التوجه الى تونس.
وأوصت هيئة مكافحة الإرهاب الاسرائيلية الخميس الماضي الاسرائيليين "بالامتناع عن السفر إلى تونس" محذرة من وجود "خطر كبير في جزيرة جربة".
وبحسب الهيئة فإن "معلومات تشير الى استعدادات لشن عمليات ارهابية في تونس ضد أهداف اسرائيلية ويهودية، خصوصا ضد الزوار الاسرائيليين الموجودين في جربة".
ونفت وزارة الداخلية التونسية صحة "المزاعم" الاسرائيلية وقالت إن "الأمن مستتب في كامل البلاد".
واضافت ان تونس "اتخذت كافة الاحتياطات والتدابير اللازمة لتأمين الاحتفالات (اليهودية) السنوية بكنيس الغريبة في جزيرة جربة".
وتعرض كنيس الغريبة يوم 11 أبريل 2002 لهجوم انتحاري بشاحنة مفخخة أسفر عن مقتل 21 شخصاً (14 سائحا ألمانيا و5 تونسيين وفرنسيين اثنين) وتبناه أسامة بن لادن.
وكان للاعتداء انعكاسات كبيرة على السياحة في تونس.
وتوجه الرئيس التونسي منصف المرزوقي إلى الغريبة يوم 11 أبريل 2012 مع سفيري فرنسا وألمانيا بتونس لإحياء الذكرى العاشرة للاعتداء على الكنيس.
وكان المرزوقي أول رئيس تونسي يزور الكنيس بشكل رسمي.
ووصف بيريز الطرابلسي رئيس هيئة كنيس الغريبة تحذيرات هيئة مكافحة الارهاب الاسرائيلية بأنها "لم تكن في محلها" لأن تونس اتخذت هذا العام إجراءات أمنية "أكبر من المعتاد" لتأمين موسم الزيارة وفق تعبيره.
ولاحظ أن العديد من الاسرائيليين كانوا يستعدون لزيارة الغريبة إلا أنهم تراجعوا بعد صدور تحذيرات هيئة مكافحة الإرهاب الإسرائيلية.
وذكر بأن عدد الزوار الاسرائيليين كان يصل إلى الألف في مواسم الحج قبل سقوط نظام بن علي الذي أعفى منذ سنة 2005 حاملي الجنسية الاسرائيلية من ترك جوازات سفرهم لدى شرطة المطارات التونسية على أن يستعيدوها عند مغادرتهم البلاد.
ويتوافد هؤلاء الى تونس في رحلات جوية تنطلق من

مطارات مصر والأردن وتركيا وأوروبا لعدم وجود رحلات مباشرة بين تونس وإسرائيل اللتين لا تقيمان علاقات دبلوماسية.
وكان البلدان تبادلا سنة 1996 مكتبين لـ"رعاية المصالح" أغلقتهما تونس سنة 2000 (تنفيذا لقرارات القمة العربية المنعقدة بالقاهرة) احتجاجا على قمع إسرائيل الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وقال بيريز الطرابلسي "سواء شارك حجاج من اسرائيل أم لا فالمهم هو أننا نجحنا هذا العام في إعادة تنظيم الحج، لأن هذا الامر سيكون حاسما بالنسبة إلى المستقبل".
وصرحت سيدة يهودية تدعى "أني قابلة" إنها تشارك في المناسبة هذا العام "تضامنا" مع تونس رغم أنها غير ملتزمة بشعائر الديانة اليهودية على حد تعبيرها.
وأضافت "لن نترك مجموعات صغيرة تفرض علينا قانونها" في إشارة إلى جماعات دينية تونسية رددت في الفترة الماضية شعارات غير معتادة معادية لليهود.
وفي يناير الماضي دعا متطرفون إلى "سحق اليهود" خلال زيارة أداها إلى تونس القيادي في حركة حماس اسماعيل هنية.
وتتمثل الاحتفالات في إقامة صلوات وإشعال شموع داخل الكنيس والحصول على "بركة" حاخاماته وذبح قرابين (خرفان) والغناء وتناول نبيذ "البوخة" المستخرج من ثمار التين والذي يشتهر بصناعته يهود تونس دون سواهم.
وتتوج المراسم بدفع "المنارة" وهي مصباح كبير مصنوع من الفضة ومثبت فوق عربة ذات عجلات يتنافس الزوار على دفعها والتنقل نحو معابد يهودية أخرى قريبة قبل العودة بها الى كنيس الغريبة. ويعلق الزوار على المنارة أغطية رأس معقودة بعدد الأمنيات المعبر عنها في مجالات الصحة والسعادة والإنجاب وغيرها.
وقرر المنظمون هذا العام ألا يتجاوز دفع المنارة عشرات الأمتار عند البوابة الخارجية للكنيس في إجراء رجح مراقبون أن تكون دوافعه أمنية.